كل أعداء الجنوب يتهمون الانتقالي بالخيانة للإمارات والسعودية وحجتهم هي أن الانتقالي يتلقى دعم من تلك الدول وفي الحقيقة فإن السر في إنتصار الإنتقالي هو حمله لمشروع القضية الجنوبية ووقوف شعب الجنوب خلفه ولو كان الدعم ينفع بدون عقيدة قتالية وإسناد شعبي لكان انتصر إخوان اليمن وحلفائهم في مأرب وقد تم دعمهم عشرة أضعاف ما مع الإنتقالي ولكنهم يسلمون السلاح للحوثي ويهربون ولو تخلى الإنتقالي عن القضية الجنوبية لخسر الحاضنة الشعبية وسقط مثلما يسقط الآخرون .
بعملية حسابية ورغم أن عمر الإنتقالي قصير إذا قارناه مع القوى والأحزاب والمكونات اليمنية التي تتصارع على الساحة إلا أنه يحقق انتصارات وهم يخسرون على كل الأصعدة السياسية والعسكرية مع فارق الإمكانيات والدعوم التي يملكها خصوم الإنتقالي ومهما كان حلمنا وآمالنا كبيرة إلا أننا لا نستطيع نكران انتصارات الإنتقالي خطوة خطوة حتى وان كانت بطيئة إلا أنه يمشي في طريق آمن .
كل التهم التي في الأعداء يلبسونها على الجنوبيين فقد قالوا الحراك القاعدي والحقيقة أن القاعدة تابعة لهم بنوها لهدم الحراك وتدمير الجنوب.
يتهمون الجنوبيين الذين يناضلون من أجل تحرير الجنوب بانهم مرتزقة وفي حقيقة الأمر تجد كل القوى اليمنية دمرت اليمن من أجل تنفيذ أجندات إيران وغيرها وعلى العكس ستجد الجنوبيين ممن يبحثون عن أي دعم بهدف تحرير الجنوب من الغزاة الحوثيين والإخوان واستعادة السيادة الجنوبية التي سلبت في ٩٤ ويناضلون من أجل الحفاظ على ثروات الجنوب وكرامة الإنسان وعدم انزلاق الجنوب في دوامة الإرهاب والفوضى فإن لم يكن هذا العمل شرف وطني فما هي الوطنية ! .
قالوا أن الإنتقالي يبيع الوهم فأصبحوا مشردين وكل العالم يتحدث عن فسادهم ويضغط عليهم ويبحث عن بدائل غيرهم وفي المقابل نجد الانتقالي يشتغل سياسيا وميدانيا وقد وصل إلى أطراف شبوة ومليشياتهم محشورة بشقرة بعد أن خسروا قوتهم بعدن وسقطرى وشبوة وأغلب مأرب والجوف ونهم .
كانوا يطالبون بتسليم بيت محافظ عدن ثم طالبوا بعودة الحرس الرئاسي ثم طالبوا بإخراج الإنتقالي من سقطرى فخرجوا هم ثم طالبوا بعودة الإخواني محروس ثم طالبوا بإخراج النخبة الشبوانية من بلحاف فخرجوا هم من شبوة والآن يطالبون بالتظاهر ضد النخبة الحضرمية بالمكلا وسيخرجون هم من وادي حضرموت .
كانت القوات الجنوبية مشتتة وتم ضمها للانتقالي وهي لا تتجاوز خمسين ألف مقاتل والآن أصبح العدد ثلاثة أضعاف وصارت أكثر قوة وأفضل ترتيب وكل عام أفضل من ذي قبل كماً وكيفاً وتقاتل العدو الحوثي الإخواني في أكثر من ٣٠ جبهة وتحقق انتصارات .
منذ إحتلال الجنوب سنة ١٩٩٤م ولم نجد أي قائد جنوبية لديه علاقات مع الصف الأول في السعودية والوطن العربي بينما الآن صارت العلاقات موجودة وتتعزز أكثر فأكثر وتتوسع حتى مع دول كبرى وسيكون الإنتقالي أحد الراسمين لاستراتيجية المنطقة كأمر واقع وبالذات بعد تحرير شبوة .
الخارطة لمستقبل المنطقة صارت واضحة ليس لكل صاحب بصيرة بل ممكن مشاهدتها بالبصر والجنوب قادم على حكم ذاتي كخطوة مرحلة نحو الجنوب المستقل واستقلال الجنوب هو المنجز الوحيد للتحالف ليس لكي لا يخرج التحالف من المولد بلا حمص وحسب بل لاستقرار المنطقة وتأمين خط الملاحة الدولية.
من لم يدرك الحقيقة اليوم ويطرح نفسه في المكان الصحيح قد لا يفيق إلا وهو مكبل في المحاكم الدولية أو بقايا أشلاء متناثرة في مزبلة التاريخ.
عندما نتحدث عن المكونات الجنوبية فنحن نتحدث عن كل من يدافع عن الجنوب قولا وعملا وأي شخص أو مجموعة أشخاص موجودين هنا أو هناك لا يدافعون عن الجنوب أو يشاركون العدو في قتاله لإستمرار إحتلال الجنوب فهم مرتزقة وان لم يكنوا مرتزقة فمن هو المرتزق !؟
ليس مرتزق من ينتقد الإنتقالي فالانتقاد البناء أفضل من المدح الأعمى.
ليس مرتزق من لم ينضم إلى الإنتقالي رغم أن الإنتقالي يشكل إطار جامع لكل القوى الجنوبية.
المرتزق هو من يقول على الإنتقالي مايقوله عليه أعداء الجنوب وقد قال أحد الحكماء سهام العدو تدلني على الصديق.
المرتزق هو من يضع يده بيد العدو لمقاتلة الإنتقالي ومن حق أي شخصية وطنية أن لا يكون مع الإنتقالي ولكن سيتحول إلى مرتزق إذا وقف ضد الإنتقالي .
الجنوب لكل الجنوبيين ومثلما الحقوق محفوظة لكل شخص فهناك واجبات على كل شخص وقبل الحقوق تأتي الواجبات .
أي جنوبي يعمل على أن يبقى الجنوب تحت الإحتلال فهو لا يعبر عن رايه وإنما ينتهك حقوق ملايين من الشعب ومن حق الشعب أن يحاسبه ومن لا يحترم إرادة شعب الجنوب فمن حق الشعب أن لا يحترمه.