المعركة التي فتحتها قوات الشرعية في ابين تم حسمها وهُزمت الشرعية شر هزيمة وما اعلان هذا الحسم الا مسألة وقت ربما ساعات او ايام معدودة كحد اقصى وحتى لا يفسر البعض حديثي انه مبالغة او مجرد تشجيع للقوات الجنوبية بحكم ان مدينة شقرة الى هذه اللحظة لازالت بيد قوات الشرعية فانني ملزم بتوضيح معطيات هذه الحقيقة التي اشرت اليها سلفاً .
في البداية وقبل اندلاع المواجهات بيومين وجهت قوات الشرعية جميع الويتها وقواتها وآلياتها من عربات ومدافع ومدرعات ومئات الاطقم من جميع المناطق في اكبر حشد وتعزيز عسكري لهذه القوات في اعتقاد منها انها بهذا الكم الهائل قادرة على كسر دفاعات القوات الجنوبية والسيطرة على زنجبار عاصمة محافظة ابين ومن ثم التوجه نحو عدن لإعادة وتكرار سيناريو اغسطس..
حاولت قوات الشرعية شن هجوم واسع ومباغت على القوات الجنوبية في منطقة الشيخ سالم في محاولة لكسر دفاعاتها والحاق هزيمة معنوية بالقوات الجنوبية لكن لم يحصل ذلك بل على العكس تمكنت دفاعات القوات الجنوبية من كسر الهجوم واغتنام عتاد ثقيل واطقم بالعشرات والحاق هزيمة مذلة بالعدو وتحطيم معنوياته، في اليوم التالي حاولت قوات الشرعية معاودة الكرة لعلها تنجح فيما فشلت فيه اول يوم ولكن محاولتها بأت بالفشل وتمكنت القوات الجنوبية من تدمير ترسانتها واغتنام الكثير من الآليات العسكرية وبهذا الهزيمة بدا الاحباط واليأس والفشل يتسسل لنفوس قوات الشرعية وكان عليها ان تحقق اي نصر ولو معنوي ومهما كانت التكلفة ففكرت في شن هجوم ثالث وهنا وقعت في شر اعمالها وتمكنت القوات الجنوبية من اغتنام لواء كامل بكافة معداته وعرباته والحقت بالعدو الهزيمة القاضية.
بعد الثلاث المحاولات الفاشلة وتمكن القوات الجنوبية من تعزيز دفاعاتها وتحصينها اصبحت قوات الشرعية في حالة انتكاسه وضعف وهوان وانهزام فبعد خسارة الكثير من ترسانتها وضعف امدادها ونحساره بشكل كبير حيث ان اول يوم من المعركة عززت الشرعية نفسها بأكثر من خمسين طقم وعدد من العربات وفي اليوم الثاني عززت نفسها بثلاثين طقم واليوم الثالث عززت نفسها بعشرة اطقم نصفها ذهبت في ايدي مقاومة المحفد ، علاوة على ذلك فقد انفض المئات من المقاتلين من صفوفها بعد ان تأكد لهم انها معركة عبثية وخاسرة وليست سوا محرقة للجنود..
لم يتبقى لتلك القوات الا ان تحاول ان تحافظ على تماسكها ولو بصورة شكلية فهي ايقنت بصعوبة مهمتها ، واصبحت في وضع حرج فلا هي بالقادرة على خوض انتحار جديد ولا هي قادرة على تأمين مناطقها بعد الخسارات الكبيرة في صفوفها وانقطاع الامداد وانحساره بشكل كبير وانصراف الكثير من المقاتلين من حولها، في الاتجاة المقابل ضاعفت القوات الجنوبية من تحصيناتها وعززت من دفاعاتها بعد استحواذها على كم كبير من العتاد الذي غنمته في الايام الاخيرة ولازالت تتحين الفرصة المناسبة للإنقضاض على القوة المهزمة في شقرة وفي محيطتها وباتت تدرس وتفكر في خطتها العسكرية القادمة التي ستكرس نحو محافظة شبوة بعد ان اصبحت السيطرة على شقرة امر محسوم ومسألة وقت، وفي هذا الشق بدأت قوات الشرعية استشعار الخطر القادم نحو شبوة وشرعت يوم امس الاول بشق تحصينات وحفر متارس في منطقة النقبة الواقع بالقرب من منطقة العرم والمثلث الواصل بين مديرية الصعيد والعاصمة عتق وبين حبان وعزان شرقا.