الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: عادل العبيدي علي عبيد ذي حران ..ثائر في ذروة الحب والأخلاص للوطن

مقال لـ: عادل العبيدي علي عبيد ذي حران ..ثائر في ذروة الحب والأخلاص للوطن

نأسف على أنفسنا أسفا شديدا أن يعيش بين أظهرنا رجال وليسوا أي رجال ، أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ثم الوطن فغدوا رجال المهمات الصعبة وحملة مدافع البازوكا والهاون والرشاشات البرن في حرب التحرير ضد تلك القوى التي أتت من وراء البحارفمضوا بصمت  ولم نلق لهم بال إلا بعد أن تخطفتهم أيدي المنايا وذهبوا الى سبيلهم في رحلة اللا عودة، كالمناضل الثائر البارز الشجاع علي عبيد ذي حران الضالعي أبو الثوار الملقب بالصخرة ، الذي يعد أحد أوائل قادة النضال الجنوبي الذين على أيديهم بدأت إرهاصات الفعل الثوري المقاوم والذي تكلل بتفجير ثورة 14 المجيدة إذ كان رحمه الله واحدا من القادة الشجعان الذين كانوا يتقدمون فرق جيش التحرير ويقودون عملياتها العسكرية المستهدفة جنود ومواقع الجيش البريطاني في الضالع ، ومن هنا فإننا ندعوا الجميع أن يكونوا عند مستوى المسؤولية في مد يد العون والإسهام في إنجاز فعالية أربعينية مناضلنا الكبير السبتمبري الأكتوبري علي عبيد محمد ذي حران ..و التي ستقام في سينما النصر بالضالع في 28 من نوفمبر .على أكمل وجه بما يليق بمكانته وتاريخه الحافل بالبطولات..

فمن خلال اطلاعي على الكتابات التي وصلت إلى متناول يدي عن القائد الثائر علي عبيد ذي حران وجدت نفسي بصدد رجلا جسورا ومناضلا صلبا وقائدا محنكا وتاريخا حافلا بالمواقف والبطولات النضالية الشجاعة ، وثائرا مقداما عاصر قادة ومناضلي الثورة من الرعيل الاول ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر  المناضل محسن ناجي العقلة ، وحسين علي التهامي ، ومحمد علي العبد ، ومحمد قاسم لكمة الاشعوب ، والحاج مقبل الزبيدي ، وصالح حسين الزبيدي ، والجريذي ، وعلي عنتر  وعلي بن علي هادي، وعبد القوي ناجي المحلاني ، وعلي عبدالله سعيد ، وعلي شائع هادي  وقائد صالح الشنفرى، الذين منهم من  قد صاروا بعد الاستقلال حكاما ووزراء ومسؤولين كبار  و كان من المفترض أن يكون المناضل علي عبيد بتلك المكانة وبتلك الرمزية متبوئا أحد المراتب والمسؤوليات العليا في الجهاز السياسي والأداري للدولة الجنوبية الفتية التي أعلن عن استقلالها في 30 نوفمبر 1967 ، إلا أن المفاجأة غير المتوقعة كانت صادمة حقا ، حين نجد انفسنا بصدد رجل  عاش حياته غير الحياة التي تليق بمكانته النضالية وشخصيته الفذة الشجاعة ، وحين عرفت ان الفقيد علي عبيد ذي حران ومن بعد أعلان استقلال الجنوب قد رحل إلى الحدود الشطرية بين الشمال والجنوب حينها ، مفضلا أن يعيش مستقرا خلف الأضواء في منزل متواضع بمنطقة الغشة في سيلة حمان على طريق سليم قعطبة ، بسبب عدم التوافق في الرؤي والأفكار بين زملاء الثورة والنضال ، الذي لم يكن خلافا شخصيا بينهم وأنما خلافا فكريا وسياسيا حول اختيار أفضل الطرق للقضاء على التخلف الموروث وعلى كيفية إدارة الدولة .

من ذلك التاريخ النضالي الكبير للفقيد علي عبيد والحياة المتواضعة التي عاشها بعد الاستقلال  ، أيقنت  أنه أحد الرجال المناضلين القلائل الذين أحبوا الوطن وأخلصوا له بأعلى درجات ذلك الحب والإخلاص  ولرفقاء النضال أيضا ، فبرغم خلافه الفكري والسياسي معهم وذهابه للعيش في منطقة شمالية إلا انه عاش عفيفا عزيزا ولم يفكر قط أن يكون عونا لأنظمة الشمال المتعاقبة في الموالاة لها والعمل ضد وطنه الجنوب وضد رفقاء النضال والثورة الجنوبية ، متنعما بما يجيش في داخل صدره من أحاسيس ومشاعر الحب والاخلاص بأعلى درجاتها لوطنه ولرفاقه ، مستقرا بتلك الأحاسيس والمشاعر حتى فارق الحياة ،  رحمة الله تغشاه.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

لن يُغير مسار القافلة رقصة جماجم أو هراء البسوس “الحسني وأنيس”… مقال لـ نجيب العلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: نجيب العلي إن ماينشره الإعلام المعادي من محتوى تافه لايُغير مسار …