الرئيسية / أراء وكتاب / سحر الدولار الأمريكي مقال لـ نصر بن هرهره

سحر الدولار الأمريكي مقال لـ نصر بن هرهره

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: نصر هرهره

لعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا في لعام 1944م عقدت اتفاقية بريتون وودز الذي بموجبها اصبح الدولار الأمريكي العملة المستخدمه في التجارة الدولية وبهذا ناسس النظام النقدي الدولي واعتبرت الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية في العالم و ربطته بالذهب.

وهذا يعني أن الدول الأخرى يمكنها استبدال دولاراتها الأمريكية بالذهب بسعر ثابت 35 دولار للأونصة بعد ان كان الذهب هو العملة العالمية حيث اكتسب هذه القوة كونه معدن نادر وفي نفس الوقت سهل التقطيع لتشكيله كما بريد الناس ويستخدم في الزينة ولم تستمر هذا العلافة بين الدولار والذهب طويلا
الدولار الامريكي لا يكلف الولايات المتحدة الامريكية عند طباعته الا الورق ومواد الالوان والطباعة مثلما تكلفة طباعة اي عملة لاي دولة في العالم ، لكن ما يميز العملة الامريكية (الدولار الامريكي ) انه عملة عالمية ، اكتسب هذه القدرة من خلال ارتباطه بالذهب وقد تمت فقدانه للعلاقة بالذهب بالتدريج ابتداءا بطباعة دولارات امريكية دون ان يقابلها ما يضمنها من الذهب.

وكان ذلك مخالف لاتفاق اعتمادة عملة عالمية وفي نفس الوقت تم بطريقة سرية دون علم دول العالم حتى اصطرت امريكا ان تعلن عجزها عن تغطية الدولار بالذهب بعد ان جمعت فرنساء وروسيا كميات كبيرة من الدولارات واردت استبدالها بالذهب .

حيث اتبعت امريكا سياسة الصدمة في هذا الفصل بين الذهب والدولار، واعلنت انها لم تعد تغطي الدولار بالذهب وان الاقتصاد الامريكي هو الضامن للدولار و ان بامكان من يمتلك دولار امريكي ان يشتري به ما يريد من بضائع او خدمات من السوق الامريكي وكان هذا الاعلان ياتي في اطار سياسة الصدمة.

سياسة الصدمة هذه جاءت بعد عملية تززييف واسعة للدولار ( طباعة بدون تغطية بالذهب وعجز امريكا عن توفير الذهب مقابل استعادة الدولار ) وتكدس الدولار في خزائن بنوك دول العالم حيث اكتنزت احتياطياتها النقدية بالدولار كما ان ودائع الدول في البنوك الامريكية والعالمية مرصودة بالدولار ، ولهذا لم تتم مقاومة تلك السياسة بل تم التماهي معها بل ودعمها البعض وخصوصا الدول التي كانت تمتلك ودائع في البنوك العالمية وخصوصا الامريكية بترليونات الدولارات خوفا على ودائعها، وخصوصا الدول المصدرة للنفط الى امريكا بل ذهبوا إلى ربط بيع وشراء النفط بالدولار واصبح النفط وكأنه بديل للذهب وضامن للدولار
وهكذا ظهر سحر الدولار الامريكي حيث انه لا يكلف الحكومة الامريكية غير تكاليف الطباعة وبمقدور من يمتلك الدولار ان يشتري به ما يريد من بضائع وخدمات ومن اي مكان في العالم ، هكذا تمكنت امريكا من ان تشتري موارد الخام الاولية) من دول العالم وخصوصا الدول النامية في اسيا وافريقيا و امريكا اللاتينية بالدولار الذي لا يكلفها سوا طباعته وكانها تاخذ تلك المواد الخام بدون مقابل وتقوم بتصنيعها واعادة تصديرها على شكل اسلحة وبضائع وخدمات لتستعيد دولاراتها ومما ساعد على كلح تضخم الدولار الامريكي هو ان كميات كبيرة منه يتم الاحتفاظ بها في مخازن البنوك كاحتياطي نقدي وايضا هناك ودائع كبيرة بالدولار للدول المصدرة للنفط في البنوك الامريكية يتم استخدامها في التداول مما يحد من طباعة المزيد من الدولارات.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الصراع مابين الاستحواذ ومصادرة رأي سوادها الأعظم… مقال لـ محمد بامطرف

المكلا (حضارم اليوم) كتبه/ محمد عوض بامطرف إن المتابع لمجريات الأحداث الأخيرة بحضرموت والصراع الدائر …