المكلا ( حضارم اليوم ) وكالات
قال راين بوهل، الباحث الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء، إن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن للإدارة الذاتية خطوة أخرى باتجاه الاستقلال، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تعاقب الانتقالي على إعلانه.
وأوضح بوهل، أن خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة في إعلان الإدارة الذاتية لجنوبي اليمن ورغم تعالي أصوات الانتقادات الظاهرية لها، هي خطوة باتجاه المسار الصحيح لتحقيق حلم تاريخي لشعب الجنوب الذي كان دولة مستقلة ذات سيادة حتى العام ١٩٩٠.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة ورغم شعارات الحفاظ على الوحدة فإنها لن تحرك ساكناً باتجاه منع المجلس الانتقالي الجنوبي من المضي بمشروعه لاستقلال جنوبي اليمن الذي يؤمن الشعب الجنوبي منذ عقود بأنه السبيل الوحيد للتخلص من سنوات القمع والتهميش والإقصاء وسلب الحقوق الذي عانى منه الجنوبيين في ظل حكومات الوحدة.
وقال بوهل، إن المجتمع الدولي سيقبل بسلطة المجلس الانتقالي جنوبي اليمن في حال حارب تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية”.
سلطة الأمر الواقع
وأوضح بوهل في حديث لـ”نورث برس” أن وضع جنوبي اليمن في ظل إعلان الإدارة الذاتية والتمسك بالقدرة التي تمكنه من أن يكون سلطة الأمر الواقع في مدن الجنوب هو واقع لن تتحداه الولايات المتحدة أو أي دولة.
ويرسخ إعلان المجلس حتماً للوضع الجديد الذي سيكون مع السنوات أشبه بوضع إقليم كردستان العراق وما تذهب إليه مدن شمال شرقي سوريا من الاحتفاظ بالسلطة بيد الجماعات القادرة على السيطرة في ظل عجز وفشل الآخرين، بحسب بوهل.
وما عزز القبول الدولي وإن كان قبولاً مضمراً بهذا الوضع في شمال شرقي سوريا وإقليم كردستان، هو “قدرة المنطقتين على مكافحة الإرهاب ذو الطابع الدولي والتوسعي، وهذه مهمة يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي على عاتقه أيضاً.
وأضاف الباحث الأمريكي، “وبالتالي كل خطوة يقوم بها المجلس باتجاه ترسيخ سلطاته في الجنوب ستحظى بقبول دولي أكبر إن كان الأمر مرفقاً بنيةٍ وتحركات جدية باتجاه تطهير مدن الجنوب من المنظمات المتطرفة مثل تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية”، بحسب بوهل.
وشدد على أن الولايات المتحدة ليست بصدد معاقبة “المجلس الانتقالي الجنوبي” أو دولة الإمارات التي دعمته، ولن تتجه أمريكا والمجتمع الدولي إلى معاملة المجلس الانتقالي بنفس معاملة الحوثيين المدعومين من إيران، رغم المحاولات الحثيثة من المحور القطري والتركي للتأثير على المشهد بتحريض المجتمع الدولي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وحقوق الجنوبيين بالاستقلال إلا أنه ثقلٌ لا يذكر”.
وأشار إلى أن حكومة هادي بكل ضغوطاتها لن تتمكن من التأثير على مدن الجنوب التي باتت تمتلك مجاميع مسلحة تعبر عنها، فالحكومة غير قادرة على استعادة السيطرة أو تحقيق أي إنجاز على صعيد انتشال اليمن من الأزمات الإنسانية التي يعاني منها رغم كل ما تغدقه دول التحالف بقيادة السعودية أو الولايات المتحدة من مساعدات لليمن، ولا على صعيد درء خطر الحوثي المدعوم من إيران وانقلابه على الدولة.
ويشرح بوهل موقف الولايات المتحدة الذي يتسم بالانكفاء وعدم الرغبة بالتدخل والتورط بشؤون المنطقة والتقسيمات السياسية فيها، حيث تعبر التصريحات الأمريكية الرسمية عن رغبة أمريكية بإبقاء الحال على ما هو عليه.
لاعب أساسي
إلا أن الحقائق على أرض الواقع التي تعكس قدرة المجلس الانتقالي على إرساء نوع من الأمان السياسي لسكان الجنوب وقدرة عسكرية على تطهير المنطقة من التطرف والإرهاب، “ستقود إلى ترسيخ الاعتقاد الدولي بأن الانتقالي سيصبح اللاعب الأساسي في مدن الجنوب وأنه لن يكون هناك حل دون تحقيق طموحات الجنوبيين، بحسب الباحث الأمريكي.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، قد أعلن في يوم الـ 25 من نيسان/ أبريل 2020 الماضي حالة الطوارئ في مدينة عدن، والمحافظات اليمنية الجنوبية كافة، وتولّيه إدارتها ذاتيًا عوضًا عن السلطة التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا.
وجاء إعلان المجلس بعد أن تعذر تنفيذ اتفاق الرياض وتجاهل مشروع الأمم المتحدة لليمن لوقت طويل حقوق المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب جنوبي اليمن بالحصول على التمثيل السياسي العادل في الرؤية المستقبلية للحل في اليمن، فضلًا عن السياق التاريخي لمعاناة سكان جنوب اليمن من القمع الثقافي والسياسي وسرقة مقدرات المنطقة وعدم تمكين سكان الجنوب من الاستفادة منها من قبل الحكومات الوحدوية المتتالية التي أقصت الجنوبيين من المناصب السياسية والعسكرية الفاعلة.