عدن(حضارم اليوم) تقرير: فاطمة اليزيدي:
تشهد العاصمة عدن تحولات إيجابية تعزز من مكانتها كبيئة آمنة ومثالية لاستضافة المنظمات الدولية، في ظل الاستقرار الذي تنعم به مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، حيث تواجه تلك المنظمات هناك مخاطر متزايدة، تشمل الاختطاف والابتزاز وانعدام الأمن.
عدن.. بيئة آمنة وداعمة للعمل الإنساني
تمثل عدن اليوم مركزًا دبلوماسيًا وإغاثيًا مهمًا، بفضل الجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي في توفير بيئة آمنة وداعمة للعمل الإنساني. كما تسعى السلطات المحلية والوزارات المعنية إلى تقديم التسهيلات اللازمة لضمان سلاسة عمليات المنظمات الدولية وتعزيز دورها في التنمية المستدامة والإغاثة.
ويرى مراقبون أن نقل مقرات المنظمات الدولية إلى عدن سيخلق بيئة أكثر استقرارًا لتنفيذ المشاريع الإنسانية، كما سيعزز من التزام المجلس الانتقالي بتطوير شراكات فاعلة مع المجتمع الدولي، ما يضمن استمرارية الدعم الإنساني للمتضررين.
نقلة نوعية في العمل الإغاثي
تزايدت الدعوات لنقل مقار المنظمات الدولية إلى عدن، خاصة بعد تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، مما يزيد من خطورة العمل في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
ويُعد نقل المنظمات إلى عدن خطوة ضرورية لحماية الموظفين الدوليين من المضايقات والاعتداءات المتكررة، حيث تعرض العديد من العاملين في المنظمات الإنسانية لهجمات مباشرة من قبل الحوثيين.
التزام جنوبي بتوفير التسهيلات اللازمة
أكد ناشطون جنوبيون قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على إدارة العمل الإغاثي بكفاءة، مشيرين إلى التزام القيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، بتعزيز التعاون الدولي وتطوير شراكات مثمرة مع المنظمات الإنسانية لضمان استمرار تقديم المساعدات.
كما أشاد الناشطون بالدور المحوري الذي يلعبه المجلس في التنسيق مع المنظمات الدولية لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان في المناطق المتضررة، مما يضمن إيصال الدعم الإنساني بشكل فعال ومستدام.
انتهاكات الحوثيين ضد المنظمات الدولية
تعرضت المنظمات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لانتهاكات جسيمة، شملت الاختطاف، والابتزاز، والتضييق على عملها، مما دفع العديد من الجهات الدولية إلى المطالبة بتصنيف الميليشيات كمنظمة إرهابية لتعزيز الحماية القانونية للعاملين في المجال الإنساني.
وقد أكد الناشطون على أهمية دعم المجتمع الدولي لقرار نقل مقرات المنظمات إلى عدن، كخطوة تضمن استمرار العمل الإنساني بعيدًا عن التدخلات الحوثية.
فتح آفاق جديدة للعمل الإنساني
رحب الدكتور ناصر الخبجي، رئيس الهيئة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بممثلي المنظمات الدولية في عدن، مؤكدًا استعداد المجلس لتقديم جميع التسهيلات الممكنة لضمان تنفيذ المشاريع الإغاثية بسلاسة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي لعقد لقاءات مكثفة مع مسؤولي المنظمات لحل أي إشكاليات قد تواجههم.
وأشار الخبجي إلى أن عدن، بفضل الاستقرار الأمني الذي تشهده، باتت بيئة مثالية للعمل الإنساني، حيث توفر الحماية اللازمة والدعم اللوجستي للمنظمات، وهو ما أكدته بالفعل بعض المنظمات التي نقلت مقراتها إلى المدينة.
عدن.. نموذج للاستقرار والانطلاق نحو التنمية
أكدت الدكتورة سهير علي أحمد، رئيسة هيئة المرأة المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، أن نقل مقار المنظمات الدولية إلى عدن بات ضرورة مُلحة، خاصة مع توفر بيئة آمنة ومحايدة للعمل الإنساني، بعيدًا عن الضغوط والتدخلات السياسية التي تواجهها المنظمات في صنعاء.
وأضافت أن وجود المنظمات في عدن سيمكنها من تقديم المساعدات الإنسانية بشكل أسرع وأكثر فاعلية، مما يعزز من دورها في التخفيف من معاناة السكان في المناطق المتضررة.
عدن.. منصة للإعمار والتنمية
في ظل الجهود المستمرة لدعم العمل الإنساني، تواصل عدن تعزيز مكانتها كمركز رئيسي لإعادة الإعمار والتنمية في الجنوب. وتوفر المدينة، بفضل الاستقرار الأمني والتنظيمي، قاعدة قوية لانطلاق المشاريع التنموية الكبرى، مما يجعلها الخيار الأمثل لاستضافة مقار المنظمات الدولية وضمان استمرار عملها بكفاءة وفعالية.
ختامًا
يمثل نقل المنظمات الدولية إلى عدن خطوة استراتيجية تعزز الأمن والاستقرار، وتسهم في تحسين آليات تقديم المساعدات الإنسانية، بعيدًا عن التدخلات والضغوط التي تواجهها في صنعاء. ومع التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بتقديم كافة التسهيلات، تبدو عدن اليوم الخيار الأمثل لضمان استمرارية العمل الإنساني والتنموي في اليمن.