المكلا (حضارم اليوم) متابعات
«منظمة إرهابية أجنبية» من الدرجة الأولى لدى الولايات المتحدة الأمريكية.. قرار اتخذه الرئيس دونالد ترامب، لتنضم به المليشيات إلى تنظيمات كداعش والقاعدة وحزب الله وغيرها.
خطوة اعتبرها خبراء تحدثت إليهم «العين الإخبارية» ستؤدي إلى عزلة دولية للمليشيات وتحد من وصولها إلى الموارد المالية والسلاح، كما أنها تعزز موقف الحكومة اليمنية نحو «الحسم العسكري» واستعادة السيطرة.
ويأتي تصنيف إدارة ترامب للحوثي «منظمة إرهابية أجنبية» فجر الخميس، عقب مرور عام كامل من التصنيف السابق المخفف لإدارة بايدن للمليشيات كـ«منظمة إرهابية عالمية» إثر هجماتها البحرية.
ووفقاً للجانب الأمريكي، فإن التصنيف الجديد الذي سوف يدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً ويستهدف «القضاء على قدرات وعمليات مليشيات الحوثي وحرمانها من الموارد»، بما في ذلك تلك التي تحصل عليها الجماعة عبر المساعدات المقدمة من المنظمات والوكالات الأممية.
وكان القرار قد لقي ترحيباً سريعاً من الحكومة اليمنية، والتي اعتبرته «خطوة هامة على طريق مواجهة هذه المليشيات التي تواصل تهديد الأمن الإقليمي والدولي».
عزلة قصوى
يشكل تصنيف الحوثي منظمة إرهابية خطوة أولى على طريق تفكيك المليشيات المدعومة من إيران، التي ستعاني العزلة القصوى محلياً ودولياً، ويحد من قدرتها على الحصول على الدعم المالي والسلاح، وفقاً لمراقبين.
وبحسب خبراء، فإن «تداعيات كارثية سوف تلحق بالمليشيات الحوثية عقب هذا التصنيف، منها خسارة الجماعة مشاركتها في عملية سلام شاملة، وسوف يتيح للحكومة اليمنية وحلفائها الإقليميين والدوليين اتخاذ قرار الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب».
على الأرض أيضاً، يمنع التصنيف من الدرجة الأولى المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة من التعامل المباشر مع مليشيات الحوثي حتى تحت «الدواعي الإنسانية»، وسيعطي القرار فرصة للحكومة اليمنية لجذب المنظمات للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.
كما سيحد التصنيف من قدرة المليشيات على الوصول للنظام المالي الدولي، وسوف تكون واشنطن قادرة على مراقبة حركة الأموال في شمال اليمن ومعاقبة الجهات المتورطة بالتعامل وغسل الأموال مع الجماعة الإرهابية.
كما سيجبر التصنيف مواقع التواصل الاجتماعي على فرض قيود على حسابات القيادات الحوثية، وقد ينعكس ذلك على الشركات التي تستضيف وسائل إعلام المليشيات، فضلاً عن تعزيز موقف الحكومة اليمنية في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشأن حظر الأسلحة، وفقاً للخبراء.
مقدمة للتفكيك
يعد التصنيف واحدة من أوراق واشنطن للضغط على إيران للتوقف عن تقديم الدعم لهذه الجماعة التي ارتكبت آلاف الانتهاكات في اليمن وتجاه دول الجوار والمنطقة ككل وهددت الملاحة البحرية.
ووفقاً للسياسي اليمني خالد سلمان، فإن التصنيف «مقدمة لتفكيك كيان الحوثي الملحق بالجسم الإيراني، وتمهيد لعملية تكسير المسمار الأخير وحرمان إيران من خوض حرب الدفاع عنها عبر الأدوات».
وقال سلمان، إن التصنيف «ضربة للحوثيين الذين مارسوا تجارة ثلاثية الأبعاد، ابتزاز كبريات شركات الشحن، وتهريب السلاح للجماعات الإرهابية، والتخادم معها، وضرب مصالح الغرب واقتصاديات حلفاء واشنطن من السعودية وحتى مصر».
ويعد تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية خطوة مهمة على طريق تفكيك الجماعة، وملاحقة قياداتها في المحافل الدولية، بما في ذلك أذرعها الناعمة في الغرب والمنطقة، والتي تنشط من سفارات إيران أو عبر منظمات وكيانات مستقلة، وفقاً لمراقبين.