كتب/ هاني مسهور
منذ أن تبلورت القضية الجنوبية من بعد حرب صيف 1994 تشكلّ وعيّ جمعّي شعبي كان فريداً في قدرته على أن يكون هو القائد للحراك الشعبي والذي منذ أن انطلق في ردفان أتخذ قراراً بأن يكون الحراك سلمياً في مواجهة الأحتلال اليمني.
مرتّ مراحل متعددة أتهم فيها الجنوبيين من قبل هذه الأحزاب اليمنية نفسها التي جاءت بشياطينها وعفاريتها وكل شرها إلى عدن، في مرة أنهم أحفاد الشيوعيين ثم دواعش ثم الآن متهمين أنهم مرتزقة، هي ذات الأحزاب التي تتشدق بالتعددية والديمقراطية وتتهم الجنوبيين بأنهم لا يقبلون بالرأي الآخر، المراحل أوصلتهم إلى أن لا يجدوا في كل اليمن الذي يدعون أنهم يمثلونه أحزابه شبراً يقبل بهم إلا في عدن، قد تكون هذه مفارقة من مفارقات الدجل الذي تتمتع به الأحزاب اليمنية دون غيرها.
يأتون بدعم من الأمم المتحدة إلى الأرض التي هدفها فك الأرتباط عنهم وعن أحزابهم، لا ضيّر أن يأتوا فالجنوب محصّن من شرورهم ومن أفكارهم وخزعبلاتهم، السؤال وإن أجتمعوا وقرروا حرب الحوثي وإزالته هل سيينجحون بدون الجنوبي؟ المؤتمريين هم حتى ليسوّا أيتام عفاش بل بقايا من بقايا الأيتام المعدمين، والأخوان الدجالين هم من طعنوا التحالف وغدروا به ولا يثق بهم سوى أحمق والجنوبي ليس كذلك وعلى ذلك فلا شيء يمكن أن يقلق من أن تأتي الأحزاب اليمنية إلى عدن وتقرر ما تقرر ولتذهب لتقاتل وحدها ففي الجنوب قرار محكوم بالشعب أن لا وحدة مع اليمن فكل التجويع الذي ذاقه الجنوبيين من بعد التحرير يكفي مبرراً لتفهم الأحزاب والأمم المتحدة أن للصبر حدود وحدوده فك أرتباط باللتي هي أحسن أو لتكن حرب الأستقلال الثاني.