الرئيسية / حوارات واستطلاعات / «الإصلاح»: سياسات متناقضة تجسد قمة الانتهازية

«الإصلاح»: سياسات متناقضة تجسد قمة الانتهازية

(حضارم اليوم) البيان

لا يملك المتابع لمواقف حزب الإصلاح الإخواني اليمني على مدى السنوات، إلا أن يلاحظ مدى التناقض وتبدل المواقف بشكل يجسد أقصى مستويات الانتهازية والافتقاد للمبادىء.

وقد أوردت قناة «بي بي سي» البريطانية في ديسمبر 2014، تقريراً حول حوارات مفاجئة أجراها حزب الإصلاح الإخواني اليمني مع الحوثيين، بدافع تقاطع المصالح. فلم يكد اليمنيون يستوعبون الأخبار التي تحدثت عن اللقاء الأول بين الحزب والحوثيين حتى فاجأ الحزب الشارع السياسي اليمني بأخبار لقاء آخر بين الجانبين بعد مرور بضعة أيام على اللقاء الأول.

كان اليمنيون في حالة من عدم التصديق مع ظهور أخبار اللقاء الأول الذي جرى في صعدة، على اعتبار أن الجماعتين هما على طرفي النقيض (وفقاً لما هو شائع)، كما أنهما اشتبكا في قتال دام لفترات طويلة.

وبجانب الاختلاف الأيديولوجي بين الجانبين، الذي يتحدث عنه الشارع اليمني، فإن العديد من المراقبين حينها تساءلوا عن مغزى التوقيت الذي جرت فيه تلك اللقاءات، وبدت بعض الأطراف داخل الإصلاح رافضة لذلك التوجّه، لدرجة أن البعض تحدث عن انقسام شهده الحزب بشأن الخطوة، مع وجود رفض من تيار الشباب، حيث وصل الأمر ببعض أعضاء الحزب إلى حد وصف أعضاء حزبهم الذين حضروا اللقاء الأول مع الحوثيين بـ«العبيد».

ونقل التقرير عن ياسر الحسني، العضو في حزب الإصلاح، أسباب رفضه للحوار مع الحوثيين، وهي أنهم استولوا على مؤسسات الحزب، واعتقلوا عدداً كبيراً من أعضاء الحزب، علاوة على مقتل العشرات في مواجهات معهم، بينما اضطر عدد من قيادات الحزب إلى الخروج من البلاد خوفاً من بطش الحوثيين. وأكد الحسني أن هناك قدراً كبيراً من التذمر في صفوف الحزب بسبب سلوك القيادة في التعامل مع الحوثيين.

كشف المستور

الكاتب عادل المدوري عاد وكتب قبل بضعة أشهر أن المستور انكشف عن تنسيق جمع بين حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) وجماعة الحوثي، معتبراً أن هذا التقارب والتنسيق جاء تكليلاً لجهود بذلت بين قطبي صراع سياسي وعقائدي.

وقال: ليس بغريب على الإصلاح هذا التناقض العجيب، فتاريخ هذا الحزب مليء بتبدّل المواقف السياسية والدينية، فعند تحقيق الوحدة اليمنية في مايو عام 1990م كان حزب الإصلاح الوحيد الذي عارض الوحدة ورفض التوحد، وقالوا كيف نتوحد مع اشتراكيين شيوعيين ماركسيين، وقالوا رفضنا هذا واجب ديني؟!.

ولم تمر سوى أربع سنوات حتى أعلن علي سالم البيض فك الارتباط في عام 94، وكان حزب الإصلاح أول من أعلن التعبئة الشعبية ونادى على قتال «الماركسيين الملحدين المرتدين»، وأعلن أنه سيدافع عن الوحدة، لأنه واجب ديني وأصدر فتواه المشهورة بالقتل والتكفير ضد الجنوبيين.

سنوات من التقلب

ويعيد الكاتب للأذهان أنه مرت سنوات حتى اندلعت حرب صعدة عام 2004 م وكان حزب الإصلاح أول من نادى لقتال من وصفهم بالمتمردين والخارجين عن النظام والقانون، وأرسل مشايخه وعلماءه إلى المعسكرات لإلقاء الخطب والتحريض على قتال الحوثي، وقال قتال الحوثيين واجب ديني؟!

وكان حزب الإصلاح أعلن في عام 2003 عن تحالف جديد يضم عدة أحزاب بينها الحزب الاشتراكي «الشيوعي الملحد» حسبما كانوا يصفونه، تحت إطار اللقاء المشترك وقال هذا التحالف واجب ديني!

ومرت السنين وأتت أزمة 2011 أو ما يسمى ثورة الربيع العربي، وكان حزب الإصلاح أول من رحب بالحوثيين في ساحات الاعتصامات، وقال «الحوثيون إخواننا ونحن في خندق واحد ضد هذا النظام، وكان حزب الإصلاح أول كيان يعتذر عن حروب صعدة، وقال نحن والحوثيون ثوار وهذا واجب ديني».

ولم تمر أشهر بعد سقوط صنعاء ومقتل القشيبي أحد قيادات الإصلاح العسكريين وسقوط مقراتهم بيد الحوثيين، عاد حزب الإصلاح واتفق مع الحوثيين ونسيت قياداته كل شيء، ثم قالوا: هذا الاتفاق واجب ديني!.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

بين التهديدات والتصدي.. كيف يواجه الجنوب مخطط إعادة الاحتلال وأدوات الفوضى؟

المكلا (حضارم اليوم) استطلاع: مريم بارحمة تتصاعد الأنباء التي تتحدث عن مخطط خبيث من قبل …