شبوة ( حضارم اليوم ) متابعات
قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن ديناميكيات ساحة المعركة الحالية في اليمن، دقت ناقوس الخطر في أوساط الحوثيين، وتجلى ذلك بوضوح في قرار الجماعة بشن ضربة على الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.
وكتب الكسندر ميلو، وهو محلل الأمن الرئيسي في شركة استشارية رائدة في مجال المخاطر، ومايكل نايتس هو “زميل برنشتاين” في معهد واشنطن وأحد مؤسسي منصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات” التابعة للمعهد، تحليلا مشتركاً، أكدا فيه أن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران اتخذت خطوة الهجوم على “أبوظبي” لأنها تخشى حدوث انتكاسة في ساحة المعركة.
وقال التحليل، إن الطريقة الأفضل لجلب الحوثيين إلى طاولة محادثات السلام هي القضاء على أملهم بتحقيق انتصار عسكري كامل.
وأضاف، إنه بإمكان واشنطن مساعدة دول التحالف في اليمن على الحفاظ على المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة من خلال ردع أي هجمات إضافية للحوثيين في الخارج، والاستفادة من المأزق العسكري لإحياء محادثات السلام.
وتوقع الخبيران البارزان، أن يؤدي هجوم 17 كانون الثاني/يناير إلى تعزيز الإدانة الدولية للحوثيين والتضامن مع الإمارات.
الهجوم الناجح في شبوة
وأكد التحليل أن الهجوم على أبوظبي جاء رداً على واحدة من أشد الانتكاسات العسكرية للحوثيين في السنوات الثلاث الماضية، مضيفا: “قبل أسبوعين فقط، كانت الجماعة في وضعٍ جيد يمكّنها من السيطرة على مركز الطاقة الرئيسي في مأرب، بالإضافة إلى ممرّ مهم آخر لإنتاج النفط والغاز بين تلك المدينة وخليج عدن، مروراً بمحافظة شبوة.
وأردف: “وفي وقت قصير، نجحت ضربة مضادة نفذتها التعزيزات المعادية للحوثيين التي أُعيد نشرها في إخراج القوات الأمامية للجماعة من شبوة، وقد تُخفف الضغط على مأرب قريباً.”
ورأى الكاتبان أن أساس النصر الأخير كان قائماً على ترتيب عملي بين السعودية والإمارات، شمل تعيين الزعيم القبلي البارز عوض محمد العولقي محافظا لشبوة، وإبعاد محمد صالح بن عديو الموالي لـ”الإخوان”.
وقال الخبيران إن “الانهيار السريع لقوات الجيش اليمني المتأثرة بحزب (الإصلاح) شمال شبوة في أواخر العام الماضي، والسلوك العدائي للمحافظ السابق المنتمي إلى الحزب قد دفع الرياض إلى إعادة تقييم دعمها التفضيلي لهذا الفصيل والاقتراب من موقف الإمارات بشأن قيمة القوات على غرار “العمالقة”.”
وأضافا: “وفي أعقاب استبدال المحافظ، أُعيد نشر نحو ثمانية ألوية تابعة لـ”قوات العمالقة”، وبعد وقف تقدّم الحوثيين في شبوة، انتقلت هذه القوات إلى الهجوم المضاد، واستعادت مديريات بيحان والنقب وعسيلان الشمالية في المحافظة، لتتقدم بعدها نحو مديرية حريب في محافظة مأرب.
وفيما أكدا أن حملة قوات العمالقة قضت سريعا على جميع المكاسب التي حققها الحوثيون في شبوة، في النصف الثاني من عام 2021، قالا إن التقدم السريع الذي أحرزته “قوات العمالقة” حالياً يهدد الجانب الجنوبي من الزحف الحوثي نحو مدينة مأرب.
توصيات في مجال السياسة العامة
في حين نبه الخبيران إلى أن تقليل الضغط العسكري على الحوثيين منحهم الأمل بإمكانية غزو اليمن بأكمله بالقوة وقلّل من حافزهم للانخراط بجدية في محادثات السلام، ما أدى إلى فشل الجهود الدبلوماسية متعددة الأطراف بعد سنواتٍ من العمل الشاق.
وأوضح في هذا السياق: “في عام 2018، سعت الإمارات والسعودية لوضع الحوثيين تحت ضغط عسكري منسق على جبهات متعددة، بهدف جلبهم إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب”.
وذكر أنه “تم تقويض هذا الجهد ليس فقط بسبب التنسيق غير الكافي للتحالف، ولكن أيضاً بسبب القلق الدولي بشأن التداعيات الإنسانية لهجوم بقيادة الإمارات حول ميناء الحديدة الحيوي”.
وبعد الانسحاب الإماراتي من اليمن عام 2019، كان بإمكان الحوثيين التركيز على جبهة واحدة في كل مرة، مما مكّنهم من تحقيق مكاسب في مأرب وشبوة بين عامَي 2020 و2021، وفقا للتحليل.
وشدد الخبيران أنه على الحكومة الأمريكية أن تدعم ضمنياً هذا الجهد لإعادة الحوثيين إلى المواقع التي انطلقوا منها، لتحقيق الاستقرار في جبهة مأرب وقطع الطريق بشكلٍ نهائي أمام إحراز الحوثيين نصراً شاملاً.
كما أوصيا بردع هجمات الحوثيين على دول الخليج والشحنات، محذرين في ذات الوقت من أنه “إذا أجبرت الضربة الأخيرة التي شنها الحوثيون على الإمارات القادة الإماراتيين على التراجع عن إعادة مشاركتهم الظاهرة في اليمن، فسوف تشكّل سابقةً خطيرة يمكن أن يعتمدها أعداء آخرون حول العالم – أي تخويف شريك رئيسي للولايات المتحدة ببعض أسلحة الميليشيات منخفضة التكلفة.
ورأى التحليل أن مخاوف الحوثيين من تكبد هزائم إضافية في ساحة المعركة ستدفعهم إلى شنّ المزيد من الهجمات العنيفة، ليس على الإمارات فحسب، بل على السعودية وعلى حركة الشحن الدولية أيضاً، مما قد يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين، بمن فيهم أمريكيون.
ولردع مثل هذه الهجمات -يقول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى- على الولايات المتحدة إعلام قيادة الحوثيين بشكلٍ سري بأنها ستتحمل المسؤولية المباشرة عن المزيد من الهجمات، مع طرح جميع الخيارات القانونية والعسكرية على الطاولة. وقد يكون تعريض القيادة شخصياً للخطر أداةً أكثر فعاليةً من إعادة تصنيف حركة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
وشدد أنه على البنتاغون تصنيف عمليات التحالف الحالية في مأرب بشكلٍ رسمي على أنها عمليات دفاعية، بنفس الطريقة التي يُسمح فيها للعمليات المضادة للصواريخ والطائرات المسيّرة باستخدام الأسلحة الهجومية لأغراض دفاعية.
وخلص الخبيران إلى القول إن تعزيز مأرب وغيرها من جبهات القتال الرئيسية (الحديدة وتعز والجوف) دفاعياً ضد هجمات الحوثيين الجديدة أضمن وسيلة لتغيير سلوك الحوثيين إذا عارضوا عملية السلام بشكلٍ نشط.