الرئيسية / أراء وكتاب / ما أصعب أيامك وما أقوى صمودك ياعدن ..! بقلم ا. د. عبدالناصر الوالي

ما أصعب أيامك وما أقوى صمودك ياعدن ..! بقلم ا. د. عبدالناصر الوالي

اول مرة منذ ثلاث سنوات اكتب من خارج عدن، كم يوم فقط.

نعم هناك مشاكل كبيرة تعاني منها عدن، الكل يعرفها ولا احتاج الى شرحها او تشريحها الاسباب معروفة جيداً .

حكومة لا تملك ميزانية ولا دعم لماذا ..؟
لا اعرف ..!

حرب من قوى الفساد بالمكشوف، بنك مركزي يحتاج ان لا يتخلى عن مهامه، وقيادته تحتاج الى اعادة هيكلة، مجلس قضاء وقضاء معطل ويحتاج باجماع الكل الى اعادة هيكلة.

الرواتب، المحروقات، الكهرباء، الماء، الصحة، التعليم وغلاء الاسعار وبقية الخدمات تحتاج الى الموازنة، وبدون موازنة من الصعب الحديث عن اي اصلاح او تحديث او تطوير ناهيك عن الانشاء ،الموارد محدودة والحرب اكلت الاخضر واليابس.
 
“مليون ومائتان الف دولار نحتاج يومياً للمحروقات لكهرباء عدن فقط” ..!
من اين ..؟

كورونا ضربت اقتصاد العالم وانهارت دول كبرى تحت وطئة كارثة كورونا.

منظمة الصحة العالمية تعلن رسمياً انها عاجزة عن مساعدة اليمن بما يكفي لشحة الدعم،
“مليار وسبعمائة مليون دولار اخر ما رصد من دعم اممي لليمن” بمقياس احتياجات الدول لا اعتقد انه يشكل حل او حتى جزء من الحل ان وصل.
 
كل هذا واكثر يعرفه الجميع، ما العمل ..؟ نستسلم ونعتبره قدر محتوم ..؟ ام نقاوم ..؟.
 
هذه بلدنا (امنا ) عدن ..
اذا مرضت تحتاج ان نكون الى جوارها لا ان نهجرها او نتركها تعاني .
 
هناك ضعف، نقويه، كلاً بما يستطيع، هناك فساد، نحاربه كلاً بما يستطيع.
 
نحتاج الى الكل قطاع عام وقطاع خاص سياسي وفني وحرفي، عالم فكري او عامل عضلي، كبير الشأن او صغير الشأن.

 كلاً منا يساعد من حوله وبما يستطيع، ومن يستطيع ان يتوسع اكثر او يقدم اكثر لا يتردد ولا يمن، هذا وطن الجميع وحق للجميع، لا احد يملك فيه اكثر من الاخرين من حق ولا احد معفي من واجبه نحوه، صغر الواجب ام كبر.

نشحذ الهمم ونشمر السواعد، حاربنا كورونا في العام الماضي وانتصرنا عليها ونحن اقل امكانيات واقل خبرة.

أنشأنا مراكز العزل من الصفر ودربنا الكادر من الصفر، الان لدينا مراكز ولدينا كادر مدرب ومجرب، مقاتل عنيد ومنافح يعاني بصمت واحياناً يئن ولكنه في الميدان يقدم الشهيد تلو الشهيد وليس بعد ذلك سخاء او تضحية .

هل المنظمات الدولية تدعم ..؟ لا اعرف هذا شأنها.
هل هم ملزمون ..؟
ربما، ولكن هذا لا يعنينا كثيراً، ستدبر ويجب ان ندبر امورنا بهم او بدون هذه بلدنا لو تخلوا هم مستحيل ان نتخلى نحن، ولنا تجربة .

نعيد ترتيب صفوفنا من جديد، نستفيد من تجربة العام الماضي ونطورها نعم الظروف صعبة ولكن في هذه الاوقات تظهر معادن الناس، وناس عدن نبراس تنظر اليهم بقية المناطق لاخذ القدوة منهم ويحذون حذوهم.

لدينا مشاكل كثيرة تحتاج حلول وتحتاج جهود واموال، نعمل على ايجاد الحلول وتجميع الموارد كفريق واحد.

لا نبحث عن الكمال، في ظروف السلم لم نحصل عليه فكيف في ظروف الحرب ..؟!!

لن تكون هذه الازمة اصعب من سابقاتها ولن نكون نحن جميعاً اقل همة او ارادة، اليوم نحن اكثر تجربة واقوى ان شاء الله، هو امتحان اخر احب الله سبحانه وتعالى ان تبتلى فيه بلدنا، سنتقبل مشيئة الله وسنعمل بالاسباب، لم يحصل ان هزمت عدن ولن تهزم باذن الله.

رحم الله الشهيد ا. د. محسن بن همام رئيس مركز العزل في عدن ورحم زملائه من ضباط وجنود الجيش الابيض وشفى مرضاهم، جميعاً تصدروا الصفوف وقدموا ارواحهم فداء للوطن في مواجهة عدو خفي وشرس، والله لن نكون اقل منهم ان لم نستطيع ان نكون مثلهم.

 عيشي حرة وابية ياعدن ولو احزنوك.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

لن يُغير مسار القافلة رقصة جماجم أو هراء البسوس “الحسني وأنيس”… مقال لـ نجيب العلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: نجيب العلي إن ماينشره الإعلام المعادي من محتوى تافه لايُغير مسار …