الرياض ( حضارم اليوم ) العين الإخبارية
فجرت مليشيا الإخوان الإرهابية الوضع في أبين اليمنية عبر معارك عنيفة في مسعى لتفخيخ جهود التهدئة التي أعلنها التحالف العربي.
واستقدمت مليشيات الإخوان المئات من المسلحين إلى مدينة شقرة، مركز انطلاق هجماتهم العسكرية في محافظة أبين، جنوبي اليمن، فيما شنت عشرات الهجمات ما أسفر عن اندلاع مواجهات شرسة تعد هي الأولى منذ سريان التهدئة في يونيو/حزيران الماضي.
وخلال الساعات الماضية نفذت المليشيات الإخوانية نحو 4 عمليات هجومية انتحارية على أكثر من 4 محاور اشتباك، فيما اكتفت القوات الجنوبية في التموضع الدفاعي كتكتيك مرن لردع مخططات تفخيخ التهدئة.
وحققت القوات الجنوبية تفوقا ميدانيا مهما في مستوى التعامل مع هذه الهجمات البرية ومضاعفة خسائر المليشيات الهجومية، وبفعل عملية التفاف على عناصر حاولت اختراق مسرح عمليات القوات الجنوبية في محور “الطرية”، استطاعت أسر العديد من مسلحي الإخوان وغنائم مكونة من 4 دوريات ومدفعية وأسلحة متنوعة، وفقا لمصدر عسكري في عمليات محور أبين العسكري.
وقال المصدر لـ”العين الإخبارية” إن انتهاكات المليشيات الإخوانية الإرهابية المدعومة قطريا وتركياً، نفذت، خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 670 خرقا للتهدئة، منذ سريانها قبل 6 شهور بمبادرة وقف شامل لإطلاق النار (جنوب اليمن) من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وشملت الخروقات أعمالا عدائية مختلفة، تتخطى مفهوم “الخرق” كانتهاك متقطع ومؤقت.
وعززت قوات التحالف ضباطها في مناطق التماس بلجنة عسكرية من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في محاولة احتواء التصعيد الإخواني والعودة إلى وقف إطلاق النار، وسط مخاوف من نوايا الإخوان بتسديد الطلقات المميتة لاغتيال تشكيل الحكومة الجديدة وآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي.
- قرار مختطف
تصر مليشيات الإخوان على التمادي في خروقاتها الميدانية، وهو ما يعيق أي جهد للتحالف على الأرض في سبيل إنهاء العنف.
وتقول مصادر في القوات الجنوبية إن مليشيا الإخوان وحلفائهم القادمون من مأرب، نسفوا تهدئة أبين بقرار لقيادات إخوانية تعمل خارج منظومة الحكومة المعترف بها دوليا واختطاف قرار الشرعية لصالح مشاريع مشبوهة خصوصا بعد رفضها الامتثال لتوجيهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالامتثال لقرار وقف إطلاق النار.
وحسب متحدث المنطقة العسكرية الرابعة، ومحور أبين، النقيب محمد النقيب، فإن القوات الجنوبية تعمل في منظومة واحدة وتترجم بشكل عالي توجيهات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، بضبط النفس والالتزام الكامل بقرار وقف إطلاق النار، وبذل أقصى الجهود لتسريع تنفيذ آلية اتفاق الرياض.
كما تدافع القوات الجنوبية و”بصرامة وتتصدى بحزم تجاه أي عمل عدائي يستهدف مسرح انتشارها العسكري”.
وتستمر المليشيات الإخوانية في تحشد العناصر الإرهابية من معاقل التنظيمات المتطرفة بين البيضاء ومأرب إلى أبين.
كما لجأت المليشيا لتسويق أكاذيب عن إسناد القوات الجنوبية بواسطة الطيران بدون طيار، كلن – بحسب مراقبين فيه ” حجج فارغة” تعيد تدويرها كلما دفعت ثمن تماديها في التصعيد العدائي.
وقال “النقيب” لـ”العين الإخبارية”، إن تعزيزات إخوانية كبيرة وصلت إلى شقرة اليومين الماضيين، مؤلفة من مئات العناصر وقد شوهدت احتفالات بالأعيرة النارية أثناء وصولهم معسكراتها في إشارة إلى مخطط إخواني لمواصلة الأعمال العدائية للأسبوع الثاني على التوالي.
وأكد المتحدث العسكري، استمرار التموضع الدفاعي إلى حين “نعطي الصبر مداه” إشارة للتحول إلى للهجوم، لافتا إلى أن “القوات الجنوبية سيكون أمامنا ظرف ساعات للسيطرة على شقرة”.
وثمن النقيب جهود اللجنة السعودية ومساعيها الكبيرة من أجل العودة لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أن أي تقدم على الأرض مرهون بالتزام الإخوان بالتنفيذ الصادق لاتفاق الرياض ووقف الاعتداءات.
- أطماع “ثلاثي الشر” بالجنوب
ويرى خبراء يمنيون، أن أطماع ما وصوفه بـ”ثلاثي الشر”في التحالف الأسود للإخوان وقطر وتركيا تقف خلف التصعيد الأخير للإخوان، والذي يهدف إلى خلخلة دفاعات الجنوب والسيطرة على الممرات المائية وموانئ بحر العرب.
في المقابل، يعمل المجلس الانتقالي مع التحالف لتعزيز الاصطفاف العربي وحماية منجز 6 سنوات من المعارك مع مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا المتمثلة في حماية باب المندب وخليج عدن وخطوط الملاحة البحرية، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف والأفكار الدخيلة والتدخلات السافرة.
ووفقا لعضو الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي، وضاح بن عطية، فإن حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، رمى ثقله مؤخرا لمحاولة إعادة نفوذه على مضيق باب المندب وهي أطماع لاتزال قائمة بالفعل بشراكة مع مليشيا الحوثي برعاية قطرية خفية.
وأوضح في حديث لـ”العين الإخبارية” أن الدعم المقدم من إيران وتركيا وقطر لمليشياتها تفوق بكثير قدرات القوات الجنوبية والتي تقاتل في جبهتين ضمن معركة عربية مشتركة تقف مصر والسعودية في مقدمتها من أجل استقرار المنطقة.
ولفت السياسي اليمني إلى أن التراخي تجاه مشاريع الإخوان يهدد بإعادة انتصارات التحالف العربي إلى نقطة الصفر، بحسب قوله.
وقال إن الإسراع بتطبيق اتفاق الرياض وتحريك الألوية في مسرح نفوذ الإخوان وإعادتها من شبوة وأبين إلى مأرب لمواجهة مليشيا الحوثي باتت ضرورة ملحة لإفشال مخطط شراكة تتبناه دول إقليمية وتتدخل بشكل سافر من أجل تقاسم إخواني- حوثي للنفوذ والثروة فاليمن.