أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار عربية ودولية / هل يُكمل بايدن تحطيم الأرقام في تاريخ الانتخابات الأميركية

هل يُكمل بايدن تحطيم الأرقام في تاريخ الانتخابات الأميركية

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

قبل شهرين من تسلّمه مفاتيح المكتب البيضاوي، بدأت التساؤلات تقفز في كواليس صناعة القرار السياسي في واشنطن حول ما إذا سيكون جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة لولاية واحدة. ورغم أن لديه الحق في ولاية ثانية، بحسب الدستور الأميركي، إن تمكن من الفوز طبعا، إلا أن ذلك يبقى رهين عدة محددات أخرى قد لا تتوفر فيه حينها.

واشنطن- يحتفل جو بايدن، الذي يعد من أكبر الرؤساء الأميركيين المنتخبين سنا على الإطلاق، بعيد ميلاده الثامن والسبعين الجمعة. وبالتزامن مع ذلك ظهر جدل بين أوساط السياسيين والمؤرخين في الولايات المتحدة حول ما إذا كان سيقدم نفسه كمرشح عن الحزب الديمقراطي بعد أربع سنوات من الآن.

وفي حال قرر أن يترشح للمرة الثانية وأعيد انتخابه في العام 2024، فسيبلغ مع نهاية الولاية الثانية في 2029 عامه الـ86 ومن هنا يتساءل الكثيرون حول إمكانية مواصلته تحطيم الأرقام القياسية كأكبر شخصية تتقلد منصب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة وكشخصية استثنائية انتظرت خمسة عقود من العمل في السياسية حتى يصبح على رأس أقوى دول العالم.

فطوال حملته في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بقي بايدن الذي وصفه رئيسه السابق باراك أوباما بأنه “أسد التاريخ الأميركي”، وعن عمد بقي متحفظا في الإفصاح عن خططه المستقبلية.

وعندما سئل من قبل محطة “أي.بي.سي نيوز” في أغسطس الماضي عما إذا كانت فكرة تولي الرئاسة لمدة ثماني سنوات مطروحة بالنسبة إليه، أجاب بايدن “بالتأكيد”. لكن قبل ذلك، وفي أبريل الماضي، وخلال فعالية لجمع التبرعات، أخبَر المانحين بأنه يعتبر نفسه “مرشحا انتقاليا” وهي عبارة لفتت الانتباه وأثارت تكهنات.المثال الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي لم يترشح فيه رئيس لولاية ثانية يجسده ليندون جونسون بعد أن دخل البيت الأبيض عام 1963 عندما اغتيل جون كينيدي

فهل كان يحاول أن يقول إنه الأفضل لطي صفحة مرحلة ترامب، لما يحمله من خبرة سياسية ممتدة لعقود ونظرا لطبيعته المتعاطفة، على أن يسلم بعد ذلك الراية إلى جيل جديد من الديمقراطيين في 2024، أم أنه كان يتحدث ببساطة عن الانتقال بمعناه الأوسع، من دون أن يقصد الحديث عن أي نظرة مستقبلية؟

وعندما انتُخب بايدن للمرة الأولى عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي في 1972 لم تكن العديد من وجوه الحزب الجديدة واللامعة على قيد الحياة، ولكن اليوم وبعد أيام قليلة من ضمان فوزه بالرئاسة أمام ترامب، أعربت فاليري شقيقة بايدن التي لعبت دورا رئيسيا في حياته السياسية لكنها ظلت عموما بعيدة عن الأضواء عن ثقتها في أنه سيسعى إلى إعادة انتخابه. إذن ماذا كان يقصد بقوله إنه “مرشح انتقالي”؟

وفسّرت فاليري ذلك خلال برنامج “أكسيوس” حين قالت إنه “انتقالي لأنه يجلب كل هؤلاء الشباب ويعيد جمعنا فلا نكون دولة منقسمة”، لكن قبل كل شيء، من الواضح أن بايدن يحاول الحفاظ على أقصى قدر من الرصيد السياسي للمضي قدما.

ولا يمكن لأحد أن يترشح للبيت الأبيض ويقول صراحة إنه يفعل ذلك لولاية واحدة. فهذا من شأنه أن يضعف موقفه ويفتح الباب، بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع، لمعركة خلافة شاملة داخل الحزب.

ويقول المؤرخ الرئاسي جوليان زيليزر، الأستاذ في جامعة برينستن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بايدن لا يجني أي “قيمة” إنْ أوضح خططه في وقت مبكر جدا.

ويضيف زيليزر أنه في عصر الاستقطاب هذا، تحتاج إلى استخدام كل ما من شأنه أن يعزز موقفك بما في ذلك التهديد بإعادة الانتخاب، لتحريك مشاريع القوانين.

وفي التاريخ الأميركي، أحجم عدد قليل جدا من الرؤساء عن الترشح لولاية ثانية، فقد خاض جيمس بولك الذي خدم من العام 1845 إلى العام 1849 حملته على أساس أنه لن يترشح مرة أخرى وقد أوفى بوعده لكن السياسة في منتصف القرن التاسع عشر قلما تشبه السيرك الدائر في واشنطن حاليا.

والمثال الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الحديث هو ليندون جونسون الذي دخل البيت الأبيض العام 1963 عندما اغتيل جون كينيدي.

وفاز جونسون بسهولة بفترة ولايته في انتخابات العام 1964 ضد الجمهوري باري غولد ووتر، ولكن في مارس 1968، مع استياء الشعب الأميركي من حرب فيتنام وتحدي الديمقراطيين التقدميين له، قال إنه “لن يترشح مرة أخرى”.

ويقول العديد من المراقبين إن جونسون انسحب لأنه كان يواجه هزيمة مؤكدة لكن قراره ترك البيت الأبيض بعد ست سنوات في السلطة كان بمثابة هزيمة سياسية، على حد تعبير مشرّع ديمقراطي من موطنه تكساس.

وبغض النظر عن ذلك، وفضلا عن التعطش للسلطة وهيبة المنصب، لماذا يتطلع القادة الأميركيون بشدة إلى البقاء لمدة ثماني سنوات؟ وهنا يقول زيليزر إن “الولاية الثانية تمنح الرئيس إحساسا بالشرعية كما أنه الوقت المناسب لمتابعة مبادرات سياسية صعبة دون ضغوط انتخابية”.

في حال قرر بايدن أن يترشح للمرة الثانية وأعيد انتخابه في العام 2024، فسيبلغ مع نهاية الولاية الثانية في 2029 عامه الـ86 

ومع ذلك كله، يعرف بايدن بالطبع أنه في موقف صعب، ففي خريف العام 2018، قبل أن يعلن حتى عن ترشحه للمرة الثالثة للرئاسة، اعترف أمام حشد خلال لقاء في ميشيغن أن إثارة موضوع عمره كانت “أمرا مشروعا تماما”.

وقال حينها “أظن أنه من المناسب تماما أن ينظر الناس إليّ ويقولون إذا كنت سأترشح للمنصب من جديد، حسنا، بالله عليك، فأنت عجوز”. وأضاف “حسنا، من حيث عدد السنوات، أنا عجوز”، موضحا أنه يعتبر أن العمر مجرد رقم وأنه لا يزال ممتلئا طاقة ويتمتع بفكر ثاقب.

وهناك أمر واحد واضح عندما يتولى منصبه في العشرين من يناير المقبل، حيث سيصغي خصوم بايدن الجمهوريون وكذلك الطامعون في المنصب في حزبه الديمقراطي بعناية، وخاصة نائبة الرئيس كامالا هاريس، إلى ما يقوله حول هذا الموضوع.

كما سينتظرون أدنى تلميح لتقاعد محتمل من الرجل الذي سيصبح في نوفمبر 2022، أول رئيس في المنصب يبلغ الثمانينات من عمره في التاريخ الأميركي.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أدت الحكومة المصرية الجديدة اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، أمام الرئيس المصري …