الرئيسية / أخبار عربية ودولية / إعلام الشرق الأوسط ينقل المشهد الأميركي وكأنه ينقل مشهدا من المنطقة

إعلام الشرق الأوسط ينقل المشهد الأميركي وكأنه ينقل مشهدا من المنطقة

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

واشنطن- ينقل إعلام الشرق الأوسط المشهد الأميركي الذي يعيش على وقع انتخابات رئاسية حاسمة ومثيرة للجدل بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، وكأنه ينقل مشهدا انتخابيا من المنطقة عبر تركيز التغطية الإعلامية على الاحتجاجات التي رافقت العملية الانتخابية وحالة عدم اليقين المثيرة للقلق مع احتمال نشوب معارك قانونية مطولة بشأن نتيجة الانتخابات وما بعدها.

وحسب ما ذهبت إليه ربيكا كولارد في تقريرها على موقع “فورين بوليسي”، بدت تغطية الانتخابات الأميركية على قناة “برس تي.في” الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية شبيهة بكيفية تغطية الغرب للانتخابات في الشرق الأوسط.

على الرغم من عدم تحقق المخاوف الأولية من العنف المرتبط بالانتخابات، إلا أن بعض المراقبين مازالوا قلقين من ادعاء ترامب السابق لأوانه بالفوز 

وتهكم البعض من خصوم الولايات المتحدة، مثل إيران، مما يحدث في دولة متقدمة دأب حكامها على انتقاد قادة دول لعدم احترام الأعراف الديمقراطية. وعرض التلفزيون الإيراني صورا لشبان مسلحين يحملون الأعلام الأميركية، واشتباكات قبل الانتخابات بعد أن شهدت الكثير من الولايات الأميركية احتجاجات بسبب استمرار الغموض وعدم حسم نتائج الانتخابات الرئاسية، والجدل الدائر بخصوص الأصوات عبر البريد.

ونزل المحتجون إلى الشوارع في ولايات مختلفة في كافة أرجاء البلاد، أبرزها نيويورك وفيلادلفيا وشيكاغو ولوس أنجلس وديترويت ومينيابوليس وواشنطن. وأغلق المحتجون الطرقات في ولايات مثل نيويورك ولوس أنجلس، ما دفع الشرطة لتفريقهم بالقوة، واعتقال عدد منهم، في حين شهدت ولايات أخرى مثل فيلادلفيا وديترويت وشيكاغو احتجاجات سلمية دون وقوع مشاكل.

كما سلط إعلام المنطقة الضوء على الهجمات الشخصية في الحملة الانتخابية والمزاعم التي أطلقها دونالد ترامب والتي لا أساس لها من الصحة بشأن تزوير الانتخابات، في خطوة أثارت الكثير من السخرية وأعادت إلى الذاكرة صور قادة سابقين بالمنطقة الذين لا يقلبون بنتائج الانتخابات في حال خسارتهم، على غرار أجواء انتخابية مشابهة في دول شهدت تزويرا حقيقيا للاقتراع وأعمال عنف.

وادعى ترامب الفوز قبل فرز العديد من الأصوات، قائلا إن عدد الأصوات يعادل “التزوير”. وهدد بالطعن في الانتخابات في المحكمة العليا. واضطرت منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك إلى حجب مشاركات الرئيس الأميركي لنشره معلومات كاذبة.

وبدت إيران بتسليط الضوء على هذه الأجواء الانتخابية المشحونة في الولايات المتحدة وكأنها تستغل المناخ الانتخابي المتوتر وغير المسبوق لتوجيه ذات الانتقادات التي لطالما وجهها الغرب إليها خلال المناسبات الانتخابية بهدف حثها على احترام الشفافية.

ولطالما تعرض النظام الإيراني إلى موجة انتقادات قوية بسبب مناخ التضييق والقمع على المرشحين من جهة وعلى جمهور الناخبين من جهة ثانية. وغالبا ما تنتهي الانتخابات التي تشهدها البلاد باحتجاجات واتهامات بالتزوير. وسخر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي من الانتخابات الأميركية ووصفها بـ”الاستعراض”،  في محاولة لاستفزاز الخصم الأميركي.

ولاحظت ربيكا كولارد في هذه التغطية أوجه تشابه بين تصريحات ترامب التصعيدية وتشكيكه في عملية الاقتراع، وتجارب انتخابية سابقة في المنطقة العربية، حيث قاد الاعتراض على النتائج إلى الفوضى وانقسامات شعبية أضرت بالمناخ  السياسي والاجتماعي.

واستحضرت كولارد كيف نشر صديقها المصور قبل أيام، والذي غطى الحروب والاحتجاجات والانتخابات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما أسماه “معدات الانتخابات” في الولايات المتحدة. وشملت المعدات التي اعتادوا على حملها لتغطية الاضطرابات في الشرق الأوسط، بما في ذلك سترة واقية من الرصاص وقناع غاز وصندوق إسعافات أوّلية.

وعلى الرغم من عدم تحقق المخاوف الأولية من العنف المرتبط بالانتخابات، إلا أن بعض المراقبين مازالوا قلقين من ادعاء ترامب السابق لأوانه بالفوز في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، إذ يمكن أن يؤدي تصرّفه هذا إلى اضطرابات وأزمة شرعية، بغض النظر عن نتائج فرز الأصوات النهائي وهو ما يركز عليه إعلام الشرق الأوسط لتوجيه سهام الانتقادات للولايات المتحدة.

واستغلت وسائل الإعلام التركية هذا الارتباك في السباق الأميركي والتشكيك في صدقيتها. وقالت مراسلة قناة “تي.آر.تي” التركية الحكومية إن الولايات المتحدة تعاني من تاريخ في تزوير الانتخابات. وتابعت “لذلك، تعدّ هذه المخاوف مشروعة يجب إثارتها ودراستها هنا في هذه الانتخابات”، على الرغم من حقيقة تأكيد معظم خبراء الانتخابات في الولايات المتحدة لأدنى حد من التزوير في الانتخابات السابقة.

بدت تغطية الانتخابات الأميركية على قناة “برس تي.في” الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية شبيهة بكيفية تغطية الغرب للانتخابات في الشرق الأوسط 

 ونقل التلفزيون المصري أخبارا عن مناوشات خارج البيت الأبيض. وعرضت قناة المنار التابعة لحزب الله صورة لترامب يشير بإصبعه إلى رأسه بعنوان “ترامب يؤكد زور الانتخابات خطأ ويدعي النصر”.

وتستنتج الصحافية ربيكا كولارد في ختام تقريرها أن الدول والقادة الذين تحملوا وطأة الانتقادات الأميركية لسنوات ينتهزون الفرصة لـ”رد الجميل”. وتخلص بالقول “لطالما أثنى على الأميركيين طوال حياتهم أنهم مواطنون في أكثر الدول ديمقراطية وهو ما يعتقده الكثيرون حول العالم، بما في ذلك مواطنو الشرق الأوسط، لكن هذا التصويت المثير للجدل سيترك إرثا في الخارج وصورة أقل لمعانا عن الولايات المتحدة”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ترحيب عربي وإسلامي بقرار الجمعية العامة دعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة

المكلا (حضارم اليوم) وكالات رحب دول ومنظمات عربية وإسلامية الجمعة بتصويت أغلبية أعضاء الجمعية العامة …