الرئيسية / أخبار عربية ودولية / حزم فرنسي في مواجهة أذرع أردوغان المتطرفة

حزم فرنسي في مواجهة أذرع أردوغان المتطرفة

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

ينذر الحزم الفرنسي في مواجهة أذرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتطرفة بشقيها الإسلامي واليميني بتوسع نطاق المواجهة في بلدان غرب أوروبا التي تشارك فرنسا نفس القيم وتتقاسم معها أيضا نفس التهديدات. ويتوقع مراقبون أن تدفع الحماسة الفرنسية في مواجهة التطرف وشبكاته بقية الشركاء الأوروبيين لمغادرة مربع التردد.

باريس – يعكس تنديد أنقرة بحظر باريس لمنظمة الذئاب الرمادية التركية المتطرفة فشل محاولات التشويش التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لثني فرنسا والغرب عن المضي قدما في مواجهة التطرف الذي تغذيه الولاءات الخارجية لمثل هذه المنظمات الإجرامية على الأراضي الأوروبية.

ويفقد أردوغان بحظر منظمة الذئاب الرمادية في فرنسا إحدى أبرز أذرعه في تعقب معارضيه على الأراضي الفرنسية، في خطوة يرى مراقبون أنها ستتوسع لتشمل النمسا وألمانيا أيضا وهي بلدان تنشط فيها المنظمة الإجرامية بقوة نظرا لاحتضانها الشتات الأرمني والكردي الذي يلاحقه أردوغان عبر هذه الذراع.

ويحذر هؤلاء من أن تلكؤ الأوروبيين في مواجهة الأقلية الراديكالية المهيمنة على الجالية التركية قد يشجعها على المضي أكثر بحثا عن نفوذ أقوى، حاثين على الحذو حذو فرنسا في حل الذئاب الرمادية ذات الخطاب العنصري الذي يؤمن بتفوق العرق التركي وأولوية مصالحه.

وانتقدت وزارة الخارجية التركية الخميس، في بيان لها، الخطوة الفرنسية، متعهدة برد حازم لم تفصح عن هويته وكيفية تطبيقه.

وجاء في بيان الوزارة “من غير المقبول حظر الرموز التي تعد شائعة وتستخدم في الكثير من الدول”، في وقت تؤكد فيه أجهزة الاستخبارات الغربية أن العاصمة النمساوية فيينا تعتبر مركز النشاط الأبرز للتنظيم الإجرامي.

وباتت أقلية راديكالية معادية لأوروبا، وللأرمن والأكراد بصفة خاصة، تسيطر على الجالية التركية وأصبح همها التسويق لشعارات أردوغان وخططه في قبرص وشرق المتوسط وناغورني قره باغ وليبيا بقطع النظر عن تعارض ذلك مع انتماء الجالية إلى الدول المستضيفة وواجباتها في ذلك.

والذئاب الرمادية منظمة قومية في تركيا تؤمن بتفوق العرق التركي على بقية الأعراق، وهي مجموعة تتميز بتعصبها القومي وتشكلت فترة الستينات من القرن العشرين صلب الحركة القومية التركية حليفة أردوغان في الحكم الآن.

وتورطت المجموعة في العديد من الجرائم من بينها قتل 100 علوي في السبعينات إضافة إلى تورطها في ارتكاب مجزرة تقسيم سنة 1977 وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص وكان لها دور في محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني.

وارتكبت المجموعة القومية المتعصبة جرائم ضد الأكراد إثر مشاركتها إلى جانب الجيش التركي في مواجهة حزب العمال الكردستاني بداية التسعينات من القرن الماضي.

وتعمل المجموعة على استعادة أمجاد تركيا وتاريخها في توحيد الشعوب التركية في دولة واحدة، والتقليل من شأن قوميات أخرى كالأكراد والأرمن واليونانيين، ما يكشف طابعها الفاشي الذي تتشارك فيه مع أفكار كالنازية التي تؤمن بتفوق العرق الألماني، أو مع العنصريين في جنوب أفريقيا الذين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض.إيمانويل ماكرون: فرنسا ليست في حرب ضدّ الإسلام بل ضدّ الانفصالية الإسلامية

ووجهت الحكومة الفرنسية أصابع الاتهام إلى منظمة الذئاب الرمادية بعد الصدامات التي وقعت أخيرا بين الجاليتين التركية والأرمنية في ديسين – شاربيو قرب مدينة ليون ليل السبت الأحد.

ونقلت إذاعة فرانس بلو “خرج ممثلو الجالية الأرمنية في مظاهرة، وأغلقوا جزءا من الطريق السريع، في منطقة بلدية ريفانتن – فوغري وذلك للإعراب عن دعمهم لأرمينيا في الصراع مع أذربيجان في ناغورني قره باغ”.

وبعد مرور بعض الوقت، وصل ممثلو الجالية التركية إلى مكان المظاهرة، واندلع نزاع بين الطرفين، فيما أفاد شهود عيان بأن المهاجمين الأتراك رفعوا شعار منظمة الذئاب الرمادية.

وندّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس، بتصريحات الرئيس التركي معتبرا أنها “عنيفة وتتسم بالكراهية”، وتحدث مجددا عن احتمال فرض عقوبات على أنقرة.

وقال لودريان لإذاعة أوروبا 1 “هناك الآن تصريحات عنيفة وتتسم بالكراهية يجاهر بها بانتظام الرئيس أردوغان وهي غير مقبولة”، في وقت يتصاعد التوتر الثنائي بين باريس وأنقرة.

وتابع وزير الخارجية الفرنسي “ليست فرنسا وحدها المستهدفة، هناك تضامن أوروبي كامل بشأن المسألة، نريد بحزم شديد أن تتخلى تركيا عن هذا المنطق”.

وأضاف “إذا لم يحدث ذلك، فإن المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء دول وحكومات الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، قرر أنه سيتخذ التدابير اللازمة حيال السلطات التركية. ينبغي الآن على الأتراك أن يتخذوا الإجراءات اللازمة لتجنّب هذا الاتجاه”.

ويأتي هذا النزاع في خضمّ توتر متصاعد بين فرنسا وتركيا مرتبط خصوصا بخلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط، فيما تحشد باريس لتبني عقوبات اقتصادية أوروبية أوسع على أنقرة بسبب توسيعها أنشطة استكشاف الغاز في المياه اليونانية القبرصية.

وازداد التوتر خصوصا منذ أواخر أكتوبر، عندما دعا أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية متهما نظيره الفرنسي بأنه لديه “رهاب الإسلام” عقب تشديد الأخير إجراءات مواجهة التطرف الإسلامي بعد أن ذبح جهادي مدرس تاريخ نشر صورا مسيئة للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.

واتّهم أردوغان ماكرون بقيادة “حملة كراهية” ضد الإسلام وشكّك في “صحته العقلية”، في حملة تحريض يرى فيها متابعون أنها تحمل أبعادا سياسية وشخصية التحفت بعباءة دينية.

ودفعت حملة التحريض التركية بالرئيس الفرنسي إلى نفي أن تكون بلاده تستهدف الإسلام والمسلمين قائلا إن نظيره التركي حرف تصريحاته واستثمرها سياسيا.

وجدد ماكرون في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز الأربعاء، تأكيده على أن فرنسا “ليست بتاتا في حرب ضدّ الإسلام بل ضدّ الانفصالية الإسلامية”.

وبعد أن ذكَّر بسلسلة الاعتداءات التي تعرّضت لها بلاده منذ الهجوم على شارلي إيبدو عام 2015 والتي خلّفت 300 قتيل، اعتبر ماكرون أنّ فرنسا تتعرّض للهجوم بسبب قيَمها وعلمانيّتها وحرّية التعبير فيها، مشدّدا على أنّها “لن تستسلم”.

وفي إطار التنسيق الأوروبي لمواجهة التطرف الإسلامي والراديكالية في أوروبا يعقد ماكرون الاثنين عبر الفيديو مؤتمرا مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتس بشأن مكافحة الإرهاب وحماية حدود أوروبا الخارجيّة، فضلا عن موضوع تركيا.

وكان ماكرون الذي يدفع مع المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل باتّجاه ردّ أوروبّي مشترك ضدّ الإرهاب، توّجه الثلاثاء إلى السفارة النمساويّة غداة الاعتداء الذي وقع مساء الاثنين في فيينا وأدّى إلى مقتل أربعة أشخاص وتبنّاه تنظيم الدولة الإسلاميّة.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

لواء بالجيش المصري يصدر تصريحا بشأن هذا الأمر.. (تعرف عليه)

المكلا (حضارم اليوم) متابعات رصدت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات الخبير العسكري المصري اللواء المتقاعد محمد …