الرئيسية / أخبار عربية ودولية / انسحاب تركي مفاجئ من أكبر النقاط العسكرية شمال غرب سوريا

انسحاب تركي مفاجئ من أكبر النقاط العسكرية شمال غرب سوريا

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

دمشق – يثير قرار تركيا “المفاجئ” الانسحاب من أكبر نقاط المراقبة التابعة لها في شمال غرب سوريا، نقاط استفهام كبرى لاسيما وأن أنقرة لوقت قريب كانت ترفض بشدة هذه الخطوة رغم الضغوط الروسية.

ويخشى السوريون ولاسيما الأكراد أن تكون أنقرة نجحت في إقناع موسكو بالمقايضة التي سبق وطرحتها بإخلاء تلك النقاط وتخفيض حضورها العسكري في شمال غرب سوريا، مقابل فسح المجال أمام قواتها لوضع يدها على مدينتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب.

وتبدو هذه المخاوف مشروعة في ظل توتر في العلاقات الروسية الكردية في شمال شرق سوريا، وسبق أن هددت روسيا الإدارة الذاتية بالانسحاب من المناطق التي دخلتها على إثر اتفاق جرى التوصل إليه مع تركيا لوقف الأخيرة العملية العسكرية التي شنتها في أكتوبر من العام الماضي وسيطرت خلالها على مناطق استراتيجية وهي رأس العين في محافظة الحسكة وتل أبيض في محافظة الرقة.

وبدأت القوات التركية الثلاثاء، الانسحاب من أكبر نقاط المراقبة التابعة لها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وفق ما أكدته مصادر معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبموجب اتفاق أبرمته مع روسيا في سبتمبر 2018 في سوتشي، أنشأت تركيا 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب ومحيطها، طوقت القوات الحكومية عدداً منها خلال عملية عسكرية شنتها ضد الفصائل الجهادية والمقاتلة في المنطقة.

وانتهت تلك العملية باتفاق جديد بين روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها في فبراير الماضي، ويتضمن الاتفاق جملة من البنود أهمها إنشاء منطقة عازلة حول الطريق الدولي المعروف بـ”أم 4″، وإخلاء تركيا لنقاطها العسكرية، وهو ما لم يتحقق، بل عمدت أنقرة إلى تعزيز تلك النقاط وإنشاء أخرى وصلت إلى 63 نقطة.

ومؤخرا طالبت روسيا تركيا بالاتزام بتعهداتها وإخلاء النقاط التابعة لها لاسيما في مناطق سيطرة القوات الحكومية، بيد أن تلك المطالب قوبلت برفض شديد من قبل أنقرة التي قالت إنها تشترط لانسحابها السيطرة على تل رفعت ومنبج حيث توجد قوات سوريا الديمقراطية.

وتتهم تركيا الأكراد بشن هجمات انطلاقا من تل رفعت على مدينة عفرين التي كانت سيطرت عليها وعمدت إلى تهجير سكانها من الأكراد في العام 2018 ضمن عملية أطلقت عليها “غصن الزيتون”.

وتريد تركيا أن تسيطر على منبج وتل رفعت لتوسيع دائرة حضورها في ريف حلب وخنق الوجود الكردي على طول الشريط الحدودي.

أكبر النقاط التركية توجد في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، وقد طوقتها القوات السورية بالكامل في أغسطس 2019 

ويقول مراقبون إن خطوة أنقرة بإخلاء نقاط انتشارها التي سبق وعززتها، تشي بوجود تفاهمات جرى التوصل إليها مع الجانب الروسي، مستبعدين فرضية أن تكون الخطوة التركية من جانب واحد، كما يفسر البعض.

وتوجد أكبر النقاط التركية في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب، وقد طوقتها القوات السورية بالكامل في أغسطس 2019.

وقال قيادي في فصيل سوري مدعوم من تركيا، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن “القوات التركية بدأت بعد منتصف الليل إخلاء نقطة مورك، وقد خرج صباحاً رتل ضخم”، في طريقه إلى منطقة جبل الزاوية في جنوب إدلب حيث تتمركز أيضاً قوات تركية.

وأفاد شهود عيان عن إجراءات أمنية مشددة للقوات التركية في جنوب إدلب حيث يفترض أن يمر الرتل التركي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدء القوات التركية بعد منتصف الليل الخروج من مورك، مشيراً إلى أنها تستعد أيضاً لإخلاء نقاط أخرى، على أن تتمركز في مواقع جديدة.

وأشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويملك شبكة واسعة من المراسلين في سوريا، إلى أن القوات التركية تواصل تحضيراتها للانسحاب أيضا من شير مغار بريفي حماة الشمالي والغربي، والصرمان وتل طوقان والترنبة ومرديخ ومعرحطاط ونقطة شرق سراقب التي تقع في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، وسط معلومات عن انسحاب مرتقب للأتراك من نقاط في ريف حلب ضمن مناطق السيطرة السورية.

ولم يصدر أي تعليق من أنقرة حول الانسحاب أو وجهة قواتها.

ويسري منذ السادس من مارس وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، في أعقاب الهجوم السوري الذي دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً الى حد كبير، رغم خروقات متكررة.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ترحيب عربي وإسلامي بقرار الجمعية العامة دعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة

المكلا (حضارم اليوم) وكالات رحب دول ومنظمات عربية وإسلامية الجمعة بتصويت أغلبية أعضاء الجمعية العامة …