الرئيسية / تقارير واخبار / وسائل إعلام نمساوية تفضح تفاصيل مخططات “أردوغان” في بلدها وتصفها بالممارسات الفاشلة.

وسائل إعلام نمساوية تفضح تفاصيل مخططات “أردوغان” في بلدها وتصفها بالممارسات الفاشلة.

تقرير (حضارم اليوم ) محمد مرشد عقابي

أشعلت مخططات “أردوغان” وتخبطاته الدبلوماسية فتيل التوتر مع دولة النمسا الأوروبية، واعتبرت العديد من وسائل الإعلام المحلية سياسات الرئيس التركي وتدخلاته في شؤون بلدها بالوهنة والفاشلة والتي وضعت مسار العلاقات الثنائية بين البلدين على شفا الهاوية.

ووصفت وسائل إعلام نمساوية تصرفات الرئيس التركي بالحماقات كما، وتسببت في أقل من 5 أشهر بخلق خلاف دبلوماسي جديد عززت عبره “أنقرة” حزام عداوتها مع محيطها الإقليمي والدولي.

وفجرت “النمسا” فضيحة جديدة قبل أيام بإعلان اكتشافها مخالفات مالية وضريبية ضخمة في 211 جمعية تركية عاملة على أراضيها وهو ما وصفته وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب بـ”الوقاحة”، ووفقاً لبيان صحفي نشرته صحيفة “كرونه” المحلية فإن محققين بدأوا منذ النصف الثاني من 2019م بتدقيق ملفات الضرائب في مئات الجمعيات التركية العاملة بالبلاد.

ونقلت الصحيفة عن وزير المالية “جرينوت بلوميل” قوله إنه تم فحص ملفات 211 جمعية تركية والنتائج كانت مقلقة للغاية”، مضيفاً : ” اكتشفنا أخطاء كبيرة، وسحبنا نتيجة لذلك وضعية عدم الربحية من 40 % من الأعمال التي خصصت للمراجعة بسبب انتهاكات جسيمة وخطيرة للقوانين ومخالفات مالية ضخمة”، مشيراً الى ان هناك مخالفات تقدر بالملايين وهذا يضر بصورة العمل التطوعي بأكمله.

واستدعت الإثنين الماضي وزارة الخارجية النمساوية السفير التركي “أوزان سيهون” للمرة الثالثة خلال 5 أشهر لتوضيح طبيعة القوانين النمساوية التي تجرم التهرب الضريبي والتمويل الخارجي للمنظمات الناشطة بأراضيها، وذكرت الصحيفة النمساوية عن مصادر لم تسمها قولها إن هناك ضغوطاً كبيرة على “فيينا” لإتخاذ خطوات قوية ضد الجمعيات التركية، وعلى المستوى الأوروبي، تصدر “سبستيان كورتس” الفريق الداعي لفرض عقوبات أوروبية قوية على نظام الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بسبب سياسته المزعزعة للإستقرار في شرق المتوسط وتحركاته التي تهدد الأمن الأوروبي الداخلي.

وبحسب “كورير” فإن تصرفات نظام “أردوغان” غير المسؤولة دفعت العلاقات مع “فيينا” إلى الهاوية وخلقت توتراً غير مسبوق منذ عقود، متوقعة أن تتزايد الضغوط على الحكومة لإتخاذ تدابير واجراءات قوية ضد “أنقرة” وأذرعها في النمسا.

ونشرت في أواخر مايو “أيار” الماضي صحيفتا “فولكس بلات” و”كرونه” النمساويتين مقطع فيديو لفعالية نظمتها السفارة التركية بمقر معهد “وندر” التركي المثير للجدل بالعاصمة “فيينا” بدعم من مؤسسة خيرية مقربة من “بلال” نجل “أردوغان”، ووثق المقطع احتفالاً بإنتهاء شهر رمضان حضره السفير التركي “أوزان سيهون” ونواب عن حزب أردوغان ومجموعة من الطلبة الأتراك في النمسا بمشاركة مسؤولين في الحزب عبر تقنية الفيديو كونفراس، ووزع السفير التركي الهدايا والسلع الغذائية والإعانات المادية على الطلبة الأتراك وجميعهم كانوا من المقربين من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا.

وقال السفير التركي في كلمته بالمناسبة إن المسيحيين لا يقومون بمثل ما نفعله هنا، مضيفاً : في عيد الميلاد (عيد ميلاد السيد المسيح) وأنا أقول كلمة عيد الميلاد باللغة الألمانية حتى تفهموا ما أعنيه، إذ يتصرف المسيحيون بأنانية وينسحبون إلى جدرانهم الأربعة ولا يوزعون الهدايا كما نفعل، وأثارت هذه التصريحات موجة غضب واستياء عارم في النمسا، ووصفت بأنها إزدراء للدين المسيحي، وعلى إثرها استدعت وزيرة الإندماج النمساوية “سوزان راب” السفير التركي للإحتجاج، وقالت “راب” حينها إن السفير اعتذر لكننا لن نتسامح أبداً مع النفوذ التركي في بلدنا، وتابعت : بدأنا تحقيقاً شاملاً في الفعالية التي حضرها السفير التركي في معهد “وندر” في “فيينا” وما جرى فيها من مخالفات، كما أختلق النظام التركي بعد مرور شهر واحد على أزمة “سيهون” عبر أذرعه المتطرفة أزمة جديدة مع جمهورية النمسا حين هاجمت مجموعة تابعة لما يعرف بتنظيم “الذئاب الرمادية” المتطرف مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تندد بالفاشية في العاصمة النمساوية “فيينا” مما أدى لإندلاع اشتباكات عنيفة وتراشق بالحجارة وزجاجات المياة وأحداث شغب وفوضى واسعة أصيب خلالها رجال من الشرطة، وأشعلت هذه الواقعة موجة سخط وغضب بأروقة السياسة النمساوية الأمر الذي دفع وزير الخارجية النمساوي “ألكسندر شالينبرغ” لتوجيه استدعاء للسفير التركي إلى الوزارة وتوبيخه وهو ما اعترف به “سيهون” في وقت لاحق وقال إنه “تلقى معاملة غير لائقة”، وتحدث المستشار النمساوي “سبستيان كورتس” خلال تصريحات نقلها موقع التلفزيون المحلي “او إر أف” بان تركيا تبث الفتنة وتخلق أجواء تخدم مصالحها الخاصة في النمسا.

كما أعلنت السلطات النمساوية نهاية شهر أغسطس “آب” الماضي عن اكتشاف شبكة تجسس تركية في النمسا، وقالت صحيفة “كرونه” المحلية إن سلطات إنفاذ القانون في “فيينا” تتبعت أثر جاسوس تركي خلال التحقيق في اشتباكات يونيو “حزيران” الماضي بين نشطاء أكراد وأتراك في قلب العاصمة النمساوية، ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية “كارل نيهامر” قوله بان المشتبه به اعترف بأنه جزء من شبكة تجسس تنقل المعلومات السرية إلى الحكومة التركية، مؤكداً بان مكتب المدعي العام النمساوي يعتزم توجيه الإتهام بالتخابر للمشتبه به بالتجسس، ولفت الوزير إلى أن المشتبه به كان سجيناً في تركيا وكان شرط الإفراج عنه هو العمل كجاسوس على الرعايا الأتراك المقيمين في النمسا.

ودفعت هذه الحادثة الوزيرة “سوزان راب” للتحذير من أن النمسا أصبحت دولة مستهدفة من قبل أنشطة التجسس التركية، مضيفة بان أجهزة المخابرات التركية تمارس نفوذها على الأفراد والجمعيات والمساجد التركية العاملة هنا، مستدركه بأن ذراع “رجب طيب أردوغان” الطولى تصل إلى “فيينا” وهذا يضر الإندماج في النمسا ونحن لن نتسامح معه أطلاقاً.

وأفصح “هربرت كيكل” زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الحرية المعارض (شعبوي) في تصريحات إعلامية بإنه بات من الضروري ان تكون هناك تداعيات سريعة في المجال الدبلوماسي بعد اكتشاف شبكة تجسس تركية تنشط في الجانب المخابراتي وأولها طرد السفير التركي من الأراض النمساوية.

ووفقاً لتقارير صحفيه، لم تمر أيام حتى انكشف الوجه القبيح وازيل القناع وانفضح المخطط التركي الأكبر حين سلم عميل للإستخبارات التركية نفسه لنظيرتها النمساوية واعترف بوجود خطط تركية لتنفيذ سلسلة من الإغتيالات والتصفيات السياسية في “فيينا”، ونقل موقع “زاك زاك” المحلي عن مصادر لم يسمها قولها إن هيئة حماية الدستور (الإستخبارات الداخلية) أجرت تحقيقات مع العميل الذي أقر بأنه يسعى لتنفيذ عمليات اغتيال سياسية تشمل السياسي “بريفان أصلان” ومالك الموقع “بيتر بيلتس” وهو سياسي نمساوي مناوئ لتركيا إضافة إلى عضو البرلمان الأوروبي “أندريس شنايدر” وغيره من النشطاء الحقوقيين والسياسين المناهضين لنظام “أردوغان”.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

حضرموت.. شرطة القطن تلقي القبض على عصابة قامت بنهب مواطن وقتله ورميه في مجرى السيول

حضرموت الوادي والصحراء (حضارم اليوم) متابعات تمكنت شرطة مديرية القطن بمحافظة حضرموت الوادي والصحراء من …