الرئيسية / أخبار عربية ودولية / البطالة تعسّر مهمة تعافي الاقتصاد الأميركي

البطالة تعسّر مهمة تعافي الاقتصاد الأميركي

المكلا ( حضارم اليوم ) متابعات :

عسّر انفجار البطالة مهمة تعافي الاقتصاد الأميركي، حيث ارتفعت معدلات تسريح عمالة جديدة، ما بدد الأمل الذي بدأت تلتمسه بعض القطاعات الاقتصادية الباحثة عن انطلاقة جديدة للخروج من أزمة الوباء.

 واشنطن – بدد ارتفاع جديد في نسبة البطالة في الولايات المتحدة آمال إنعاش القطاعات الاقتصادية، حيث تشير أحدث البيانات إلى أرقام كبيرة، ما يدخل كافة القطاعات في دوامة الركود
 الإجباري.

كما أظهرت بيانات رسمية صدرت الجمعة استمرار تباطؤ نمو الوظائف الأميركية في سبتمبر، في الوقت الذي يدخل فيه أكبر اقتصاد في العالم مرحلة جديدة من المتاعب بعد إعلان إصابة الرئيس دونالد ترامب بكورونا.

ووفقا لبيانات مكتب إحصاءات العمل، فقد أضاف الاقتصاد الأميركي في سبتمبر 661 ألف وظيفة جديدة فقط، باستثناء الأنشطة الزراعية، انخفاضا من 1.4 مليون وظيفة في أغسطس و1.8 مليون وظيفة في يوليو و4.8 مليون وظيفة في يونيو.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عينة من الموظفين ممن تأثروا بفقدان وظائفهم تبعا للأزمة الصحية.

وواصلت المضيفة كريستين لامبيريس العمل بعدما خسر زوجها وظيفته عندما تسبب فايروس كورونا المستجد في إغلاق الأعمال التجارية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، لكن ما لبثت أن وجدت نفسها أيضاً بلا عمل.

وقالت لامبيريس، الموظفة في شركة الخطوط الجوية المتحدة “يونايتد إيرلاينز” والعضو في نقابة مضيفي الطيران، “كلانا يشعر بالكثير من الخوف. لا أريد أن أعيش على مساعدات البطالة ولا أريد أن آخذ الأموال من أشخاص آخرين”.

ومهّد انقضاء مهلة تقديم مساعدات فيدرالية لإنقاذ الوظائف هذا الأسبوع لجولة ثانية من التسريحات في أكبر قوة اقتصادية في العالم، حيث تسبب كوفيد – 19 لعشرات الملايين من الأميركيين في خسارة وظائفهم.

لكنْ يتوقع أن يظهر إحصاء أجرته وزارة العمل أن 800 ألف وظيفة أضيفت إلى الاقتصاد في سبتمبر بينما تراجع معدل البطالة إلى 8.2 في المئة، على الرغم من أنه سيكون مبنيا على بيانات تم الحصول عليها قبل عمليات التسريح التي جرت هذا الأسبوع.

وسيكون التقرير الأخير قبل أن يواجه الرئيس دونالد ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات نوفمبر، ويأتي في وقت يجد فيه الاقتصاد الأميركي نفسه في مفترق طرق بعد ستة أشهر على تفشي الوباء.

وبدأت قطاعات أساسية بالتعافي من أزمة فايروس كورونا المستجد وإن كانت التسريحات لا تزال أمرا معتادا، لكن مع وصول النواب في واشنطن إلى طريق مسدود بشأن زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد، أصبح السؤال الآن: هل سيكون التقدّم مستداما؟

وعلّق الخبير في اقتصاد الشركات روبرت فريك من اتحاد القوات البحرية الائتماني على التقرير المرتبط بالتوظيف قائلا “حتى دون تحفيز، يمكننا تحقيق مكاسب أفضل مما يتوقعه الناس”.

وأدت تدابير الإغلاق التي بدأت في مارس لوقف تفشي كوفيد – 19 إلى ارتفاع معدلات البطالة إلى 14.7 في المئة في أبريل.

وساهم إقرار الكونغرس حزمة مساعدات بقيمة 2.2 ترليون دولار (قانون كيرز) خلال مارس في الحد من الخسائر ولو بشكل نسبي.

ومُنحت شركات الطيران، التي تضررت كثيرا بسبب تراجع الطلب على السفر، مساعدات مقابل مواصلة دفع رواتب الموظفين حتى نهاية سبتمبر.الاقتصاد الأميركي في مفترق طرق

كما دعم “قانون كيرز” إنفاق المستهلكين عبر تقديم مساعدات مالية قدرها 600 دولار إضافية كل أسبوع للموظفين العاطلين عن العمل، وهي مساعدة مالية كبيرة للموظفين ذوي الدخل المنخفض.

وقال نشوان كوبر، الذي تم تسريحه من عمله في حديقة أتلانتا للحيوانات عندما تفشى الوباء، “كنت أحصل على تعويضات بطالة كل أسبوع تعادل الدخل الذي كنت أحصل عليه كل أسبوعين من عملي في حديقة الحيوانات”.

لكن فشل الكونغرس وإدارة ترامب في الاتفاق على تمديد الدفوعات الإضافية التي انقضت مهلتها نهاية يوليو، خفض المساعدات التي كان يحصل عليها كوبر إلى 160 دولارا في الأسبوع، وهو مبلغ يقول إنه بالكاد يكفي لتسديد الفواتير.

واستأنف الديمقراطيون والجمهوريون مفاوضاتهم هذا الأسبوع، لكن يبدو ذلك متأخرا كثيرا بالنسبة إلى شركات الطيران التي راقبت مرور مهلة 30 سبتمبر دون الحصول على المساعدات التي سعت إليها من الكونغرس.

وأعلنت الخطوط الجوية الأميركية حينها أنها ستسرّح 19 ألف موظف بينما أعلنت الخطوط الجوية المتحدة عن قرارها تسريح 13 ألفا.

وتتوقع لامبيريس، التي تعيش في كاليفورنيا على مقربة من ديزني لاند، أنه سيكون عليها التنافس على الوظائف مع نحو 28 ألف شخص أعلنت مدينة الألعاب هذا الأسبوع عن قرار تسريحهم.

وقالت “لا أعتقد أن الوظيفة ستكون كما أريد. لن تعوّض عن الراتب الذي كنت أتقاضاه بكل تأكيد”.

ويحذّر محللون من أن الجمود الذي طرأ على خطة التحفيز سيؤثر على الاقتصاد الأميركي في نهاية المطاف.

وأظهرت بيانات وزارة العمل أنه تم تسجيل نحو 837 ألف طلب جديد للحصول على مساعدات بطالة الأسبوع الماضي، وهو رقم لا يزال أعلى من ذاك الذي سُجل في أسوأ أسبوع مر على الأزمة المالية (2008 – 2010).

لكن فريك قال إن هناك مؤشرات، على غرار ازدياد الطلبات لتأسيس أعمال تجارية جديدة والبيانات المرتبطة بحجوزات المطاعم ومبيعات السيارات والسفر، تكشف عن تعافي بعض القطاعات، وهو أمر يجلب معه الوظائف.

وأضاف “من بين الأمور التي أعتقد أنها تفوت الخبراء الذين يضعون التوقعات مسألة مدى الابتكار في الاقتصاد”.

وكانت جورجيا بين أولى الولايات التي أعادت تشغيل اقتصادها بعد الإغلاق. وأشار كوبر إلى أنه عثر على العديد من الشغورات خصوصا في مجال بيع التجزئة.

وقال “لست في حالة استرخاء، لا أجلس مرتاحا وأقول إنني لا أحتاج إلى العمل”. وسيجري كوبر مقابلة عمل الأسبوع المقبل، لكنه قال “في حال لم تنجح سأواصل البحث عن وظيفة”.

وجاءت بيانات مكتب إحصاءات العمل بشأن نمو الوظائف أقل من توقعات المحللين بنمو لا يقل عن 800 ألف وظيفة.

وقال مكتب إحصاءات العمل في تقريره الشهري، إن معدل البطالة انخفض في سبتمبر بـ0.5 نقطة مئوية إلى 7.9 في المئة، من 8.4 في المئة في أغسطس، ليتراجع عدد العاطلين عن العمل بمقدار مليون إلى 12.6 مليون.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

بكميات اقتصادية “مبشرة.. اكتشاف جديد للغاز في الإمارات

المكلا (حضارم اليوم) سكاي نيوز عربية أعلن مجلس النفط بحكومة الشارقة، عن اكتشاف جديد للغاز …