الرئيسية / أراء وكتاب / تداعيات احتمال اكمال الحوثي سبطرته على مأرب.. بقلم: نصر هرهره

تداعيات احتمال اكمال الحوثي سبطرته على مأرب.. بقلم: نصر هرهره

احتمال اكمال الحوثي سبطرته على مارب امر متوقع من حين وصول القوات المحسوبه على الحكومة اليمنيه الى ما بعد فرضة نهم واصبحت اطراف صنعاء في مرمى نيرانها ، فظهرت الدعوات من قبل وزراء وكبار موظفين في الحكومة اليمنية تدعوا الى عدم اسقاط صنعاء عسكريا ، ويبرروا ذلك مره بالحفاظ على مباني صنعاء من الدمار والحفاظ على ارواح المدنيين ومره اخرى بعدم جاهزية الشريك الشمالي لتحالف العربي لاستلام صنعاء فتراجعت تلك القوات وتوقفت في فرضة نهم لسنوات الى ان جاءت ظروف 2020م ، ليسيطر الحوثي على فرضة نهم ومحافظة الجوف ومديريات في محافظة البيضاء ومديريات ومعسكرات في مارب ويتقدم باتجاه عاصمة المحافظة وغنم اسلحة وعتاد عسكري وقد قيل حينها ان قيادات عليا في الحكومة اليمنية (قيادات اخوانية ) قد اتفقت مع الحوثي بوساطة دولة لها علاقة بالطرفين على انها لن تمنعه من التقدم باتجاه مارب ، وان من قاوم هي قيادات محلية وقبلية وفي المقدمة العكيمي وقبيلة مراد ، ونلاحظ حتى اليوم ان من يقاتل مليشيات الحوثي هو طيران التحالف ولا يوجد على الارض من يعزز ضربات الطيران ويحولها الى انتصارات ، وقد عرض الحوثي على اهل مارب ان يسلموه منشاءات النفط والغاز ومحطة الكهرباء ويفتحوا امامه الطريق الرئيس مقابل ان لا تدخل مليشياته مارب وتستمر القيادات المحلية في ادارة محافظتهم ، وهذه هي اهم الاهداف الرئيسيه للحوثي من مارب ، وبغض النظر عن ان يكون تقدم الحوثي قد جاء بسبب اختلال في موازين القوى لصالحه بسبب الفساد الذي ينخر في الحكومة اليمنية والقوات المحسوبه عليها وبسبب ادارة مدافع جزء مهم من هذه القوات وتوجيهها لمحاربة الجنوبيين في شقره ، او ان المناطق تسلم للحوثي باتفاق خصوصا بعد تعيين عزيز رئيس لهيئة الاركان وتوارد اخبار عن النية لانشاء نخبه ماربيه لا تروق للقوى السياسيه المولفه للقوات المحسوبة على الحكومة اليمنيه لما عرف عن النخبه الحضرميه والنخبه الشبوانيه من شدة باس ونجاحات حققتها في مكافحة الارهاب وخشية من ان هناك نيه لان تكون هذه النخب هي القوة الضاربه بيد الحليف البديل المفترض لتحالف العربي والذي يرجح ان يكون الموتمر الشعبي ، فقد اصبحت مليشيات الحوثي على مشارف مدينة مارب ، والشيء المثير والمدهش ان القوات الشماليه الجاثمه في المهره ووادي حضرموت وشبوه لم تقم باي دور منذ اول طلقات للمقاومة الجنوبية وعاصفة الحزم وحتى اليوم الذي اصبحت فيه قوات الحوثي على مقربه منها او تكاد تلتحم بها الا ما قامت به من تعزيز لقوات الاخوان التي تحارب الجنوبيين في شقره ، وقد اصبح الوضع العسكري كما هو في عام 2015م ان لم يكن اسوا بالنسبه للقوات المحسوبه على الحكومه اليمنيه
ان اكمال الحوثي سيطرتهم على محافظة مارب تفتح المجال لعدد من التداعيات على الوضع في الجنوب وسيناريوهات مختلفه ، فاول هذه التداعيات هي نزوح القوات المتواجده حاليا في مارب بما فيها من مليشيات ارهابيه تتدثر بهذه القوات حيث كانت مارب مركز رئيس لها لفتره طويله وثانيها نزوح المواطنيين الماربيين والنازحين من بقية محافظات الشمال في مارب الى محافظات الجنوب ممايسبب ضغط على الخدمات المنهاره اصلا واحداث اختلالات امنيه وصحيه وسلوكيه ، ثم ان هذا يعني زرع عراقيل في طريق تنفيذ اتفاق الرياض وهو الامر الجوهري في الاتفاق بالنسبه للجنوبيين والمتمثل في رفع القوات الشماليه من على كاهلهم الرابضه في المدن الجنوبية خصوصا في المهره ووادي حضرموت وشبوه وابين منذ حرب صيف 94 م والتي تم تعزيزها بقوات جديده في غزوة 2015 م وما بعدها وهذا يعني افشال لاتفاق الرياض فبدلا عن اخراج تلك القوات ورفد بها جبهات القتال مع الحوثي ستبقى في مواقعها وستضاف اليها القوات النازحه من مارب وهذا هو المتوقع ، وهناء سنكون امام سيناريوهين

1- ان يحاول الحوثي التقدم باتجاه الجنوب وتكون القوات المتواجده منذ 94م والنازحه موخرا في وادي حضرموت وشبوه وشرق ابين مسانده له بوقوفها بين القوات الجنوبية وقوات الحوثي لتحمي الحوثيين من ضربات القوات الجنوبية وتمهد له الطريق لتقدم ولكن هذا السيناريو الماكر لن يمر على الجنوبيين ففي الوقت الذي يمد الجنوبيين ايديهم لتوحيد الجهود ومحاربة الحوثي والضغط عليه للانخراط في العملية السياسيه وبايجابية التي يراها الجنوبيين المحطة المهمة لتحقيق تطلعاتهم وايجاد حلول لمشاكل المنطقة الا انهم في نفس الوقت جاهزين لدفاع عن الارض والعرض ومحاولة تقويض انتصاراتهم ولن يسمحوا بان يترك الشمال للمشروع الايراني وان يتقلقل المشروع التركي القطري في الجنوبي ، ولن يسكت العرب ولا العالم عن تهديد مصالحه وممرات الملاحة الدولية، وهذا معناه استمرار الحرب
2- ان يتوقف الحوثي على الحدود ويترك امر الجنوب للاخوان (المشروع التركي القطري ) في اطار تنسبق تركي ايراني فتستمر مناوشات خفيفه على الحدود بين الحوثيين والقوات المحسوبة على الحكومة اليمنيه كتمويه على التنسيق بينهما واستمرار قتالها في شقرها لمحاولة الدخول الى زنجبار عاصمة محافظة ابين وما بعدها واستخدام الارهاب في الجنوب وهذا السيناريو سيحقق نفس نتيجة السيناريو الاول
وامام ذلك فاننا نرى ان على الراعين لاتفاق الرياض الاسراع في انجاز الية التسريع وخصوصا موضوع تشكيل حكومة المناصفه واخراج القوات المسلحه من المدن الجنوبية وتوجيهها الى جبهات القتال قبل تساقط هذه الجبهات وبسط سيطرة الاحزمه والنخب وقوات الامن على محافظات الجنوب قبل تسليمها للارهاب كما ان كل الخيارات مفتوحه امام الجنوبيين ، ونتوقع دعم التحالف العربي ودعم التحالف الدولي لمكافحة الارهاب للجنوبيين لان مصالحهم ستكون معرضه للخطر ولا نستبعد ان هناك شركات ودول لها مطامع في الثروات الجنوبية تريد المنطقه مشتعله والناس منشغلين بانفسهم وبالارهاب كما حصل في دول افريقيا الوسطى وهي تنهب الثروات
والاهم اليوم والذي لا يقبل التاجيل ان على الجنوبيين ان يتوافقوا على قاعدة الجنوب وطن لكل الجنوبيين والدفاع عنه واجب عليهم جميعا

شارك الخبر

شاهد أيضاً

وطن ذهبَ ولم يعُد وننتظر مجيئهُ ولو بعد حين.. مقال لـ خالد باجويبر

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: خالد باجويبر وطننا قد نُهب وأُخذ من بين ايدِينا وأصبح مظلة …