المكلا ( حضارم اليوم ) وكالات
تواصلت ردود الفعل الإقليمية والدولية مشيدةً بالخطوة الإماراتية، وقرارها الشجاع إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، جاءت معاهدة السلام الإماراتية لتعيد الروح للقضية الفلسطينية بعد أن دخلت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل نفق الجمود منذ أعوام.
شجاعة لسلام العالم
أكدت صحيفة “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها، أن الأمل الكبير الذي أعطته الإمارات للمنطقة بأسرها، بقرارها الشجاع في معاهدة السلام مع إسرائيل، قد يكون أول النتائج الكبرى التي يحققها هذا القرار، ولكنه ليس آخرها، فالترحيب العالمي الواسع بالمعاهدة، التي أكدت غالبية الدول أنها إنجاز تاريخي للجميع، لم يأتِ من فراغ، بل لأن العالم كله يدرك أن المنطقة باتت في أشد الحاجة إلى مسار السلام، وأثر ذلك الفاعل والإيجابي على السلم والأمن الدوليين.
وأضافت أن “هذه الخطوة التي اتخذتها الإمارات، بإدراك سياسي كبير لأهميتها، وبقرار استراتيجي سيادي، تعزز التزامات المجتمع الدولي والقوى والدول الفاعلة فيه، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، تجاه المنطقة وأمنها واستقرارها، وتجاه إيجاد حلول لأزماتها وقضاياها”، مشيرةً إلى أن هذا التعاون يصب في صالح ازدهار المنطقة، وتوفير الفرص لشبابها، في مجالات أصبحت المنطقة بأمسّ الحاجة لها، لضمان مستقبلها ومستقبل شعوبها.
أهلاً وسهلاً
وبدورها، أشادت صحيفة “الاتحاد الإماراتية، في افتتاحيتها، بمعاهدة السلام، وقالت: “يصنع التاريخ من يمتلك شجاعة التغيير، وينظر إلى الأمام بعيون المستقبل، لتأمين وتمكين وحماية أجيال قادمة، بالعلم والمعرفة والتطور”.
وأضافت أن “الإمارات باستقبالها التاريخي أول طائرة تجارية إسرائيلية لوفد رسمي مشترك مع الولايات المتحدة، تقول للسلام “أهلاً وسهلاً”، لأن الهدف الأسمى ليس فردياً لأرض التسامح فحسب، وإنما لأمن وازدهار منطقة الشرق الأوسط بأكملها”.
وأشارت الصحيفة إلى “الرؤية الثاقبة لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالرهان على أن السلام يجلب السلام، وأن الحوار قادر على تذليل أي خلاف، وأن التعاون مفتاح التقدم في مجالات مفتوحة طالما أنها بالنتيجة لخدمة البشرية”.
وأكدت أنه في صلب هذه القضايا رسالة سامية أيضاً للإمارات هدفها تحويل معاهدة السلام إلى قوة دفع للفلسطينيين والإسرائيليين للعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على تحقيق السلام. فالمعاهدة نجحت في وقف خطة الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، وحماية حل الدولتين، وعلى الجانبين أن يستفيدا من هذا الإنجاز للتفاوض على اتفاق عادل وشامل.
وختمت الصحيفة “السلام والسلام والسلام، الهدف أولاً وثانياً وثالثاً. لقد عانت المنطقة ما يكفي من النزاعات التي لم تحقق أي شيء سوى المآسي، اليوم الرهان على السلام لتحقيق ما تهدده الحروب دائماً، وهو الاستقرار، ومنح الشباب فرصة الأمل والتفاؤل بالمستقبل بعيداً عن لغة الصراع والكراهية”.
رسالة إنسانية
ومن جهته قال موقع “عرب مباشر” إن “إعلان قرار معاهدة السلام الإماراتية مع دولة إسرائيل أثار ردود أفعال دولية تحترم سيادة الإمارات وحق الدولة في بدء علاقات دبلوماسية مع أي دولة في العالم ترى الإمارات أنها ستعود بالنفع على المصالح الوطنية والحفاظ على حقوق الأشقاء، خاصة أن المعاهدة تعتبر نقطة انطلاق للشعب الفلسطيني من جهة والإسرائيلي من جهة أخرى للعمل على تحقيق السلام في المنطقة وضمان أكبر فائدة لشعوب المنطقة خاصةً أن المعاهدة ستجبر الجانب الإسرائيلي على وقف ضم الأراضي الفلسطينية والحفاظ على حل الدولتين كخيار”.
وأكد الموقع أن هذه المعاهدة تمنح زخماً للملف الفلسطيني، ما دفع كبار المسؤولين الدوليين إلى التحرك نحو استئناف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، حيث أعلنت بريطانيا عزمها البناء على خطوة الإمارات بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل لتحريك حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في بادرة على أن وجود أجواء مواتية لاستئناف مسار تعطل قبل نحو سنوات وكاد يلفظ أنفاسه تحت وطأة خطة لضم أراضٍ في الضفة الغربية، فبات حل الدولتين في خطر بعد أعقاب إعلان إسرائيل عزمها ضم 30% من الأراضي الفلسطينية، لكن معاهدة الإمارات ضمنت إلغاء القرار الذي تسبب في قطع العلاقات بين رام الله، وواشنطن.
الثمن وشرف القول
ومن جانبه، أكد علي الصراف، في صحيفة “العرب” اللندنية، أن “ما من دولة عربية، طبعت أم لم تطبّع مع إسرائيل، أنكرت على الفلسطينيين حقوقهم، أو تخلت عنها، أو أعلنت نفسها مفاوضا بالنيابة عنهم، أو حتى قلصت التزاماتها التضامنية، السياسية والمادية، معهم”.
ويرى الكاتب أن “التطبيع الذي يتم مقابل ثمن، هو الجزء الآخر من المعادلة دائما، وهو ما تأكد بين كل الذين “طبَعوا” علاقاتهم مع إسرائيل”، لافتاً إلى أن “مهاجمة تطبيع تقوم به أي دولة عربية، يتطلب اتساقا، في نطاق شرف القول، مع كل تطبيع آخر. بمعنى أن تهاجمه كله من دون استثناء، من ناحية المبدأ. لأنه يصيب بالضرر استراتيجية ما، تتبناها”.
وندد الكاتب بالهجوم على الإمارات، قائلاً، إن “الهجوم الشرس على الإمارات، يعني أحد هذين الاثنين فهو إما أنك ضد المبدأ، وإما أنك ضد الثمن”، مضيفاً “لو أن شرف القول هو الحاكم، فإن على صاحبه، إما أن يندد بالتطبيع كله، بما في ذلك التطبيع المصري، والأردني، وإما أن يجادل في الثمن”.
وأشار أيضاً إلى أن إسرائيل، تخلت عن ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية ليبقى ما تحدد في اتفاقات أوسلو دون انتهاك، ودون أن يعقبه دمار كل شيء”، مؤكداً أن تلك “ضربة معلم” بكل معنى من معاني الكلمة.
وأَضاف “الضربة التالية، هي أن إسرائيل صارت تفهم أن للتطبيع، مع أي دولة عربية أخرى، ثمنا يتعين أن يُدفع. السعودية، حددت الثمن. والمملكة المغربية فعلت الشيء نفسه، وصار بوسع كل دولة عربية ترغب إسرائيل في التطبيع معها، أن تحدد الثمن”.
وأضاف “ضربة المعلم، في وجهها الآخر، هي أن الإمارات قيّدت، في الواقع، كل مساعي التطبيع الأخرى.
وأوقفت التسيب، الذي ظل المسؤولون الإسرائيليون ينتهزون فرصه من أجل “التحرش” بهذا المسؤول العربي أو ذاك، في هذه المناسبة أو تلك”، موضحاً أن ” الثمن بات هو كفة الميزان الأخرى، التي يتعين على إسرائيل أن تتفحصها، وأن تكف عن التدافع بالأكتاف من أجل مصافحة زعيم عربي في ممر من ممرات الأمم المتحدة.
وتسأل الكاتب قائلاً “هل كانت السلطة الفلسطينية تريد لمشروع ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية وغور الأردن، أن يمضي قدما؟”، مؤكداً أن “مطالعة العويل تكفي دليلا على أن السلطة الفلسطينية نفسها كانت تحت طائلة التهديد، وأن “ضربة معلم” حقيقية، هي التي أوقفت الانهيار”.
وختم الكاتب قائلاً: “في جميع الأحوال، ما من أحد تخلى عن حق، وما من أحد تنازل عن شيء لم تتنازل عنه منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، أفليس من شرف القول، أن يكون هذا هو القول؟”