حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
المكلا ( حضارم اليوم ) خاص
يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث جهوده الحثيثة من أجل التوصّل إلى حل سياسي طال انتظاره، بعدما بلغت الحرب أمدًا لم يعد يُطاق على الإطلاق.
وفي أحدث هذه الجهود السياسية، عقد جريفيث اجتماعًا افتراضيًا مع سفراء دول مجموعة الخمس الكبرى، وجرت المحادثات مع سفراء الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حول وقف إطلاق النار والتدابير الاقتصادية والإنسانية، واستئناف العملية السياسية.
وشدد جريفيث على أن التضامن والدعم المستمر الذي يبديه المجتمع الدولي لعملية السلام في اليمن، أمر بالغ الأهمية.
وكان جريفيث قد دخل مؤخرًا، في مشاورات مع الجانب الحكومي، بشأن التعديلات التي أدخلها على خطته لوقف إطلاق النار، والمتضمنة أيضًا مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والإنسانية المرافقة لذلك.
ووقعت عدة نقاط خلافية وراء عدم التوافق على صيغة نهائية للسلام باليمن، في وقتٍ حاول فيه جريفيث عرض تعديلاته على خطة وقف إطلاق النار، بهدف استخلاص رؤية نهائية.
وكانت حكومة الشرعية قد رفضت مسودة الحل الشامل التي اقترحها المبعوث الأممي، وبررت هذا الرفض بدعوى انتقاصها من سيادتها.
وتتضمَّن مسودة الاتفاق في الجانب العسكري تكرارًا لنموذج اتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي، بتشكيل لجنة تنسيق عسكري برئاسة الأمم المتحدة، ومشاركة ممثلين عسكريين من طرفي الاتفاق لتتولى مراقبة وقف إطلاق النار.
كما تتعمّد المليشيات الحوثية إفشال أي جهود أممية نحو حل الأزمة سياسيًّا وذلك من أجل إطالة أمد الحرب، وهو ما يدر على هذا الفصيل الإرهابي مكاسب ضخمة، لا سيّما فيما يتعلق بجرائم النهب والسطو.
ووضعت المليشيات الحوثية العراقيل أمام مبادرة جريفيث، حين أعلنت أن الحل الوحيد يكمن فيما سمته “وثيقة الحل الشامل” التي تريد من خلالها انتزاع اعتراف دولي وأممي يرسخ وجودها على الأرض.
وبات من الواضح أنّ أي جهود يجريها جريفيث من أجل التوصُّل إلى حل سياسي تستوجب ممارسة ضغوط على مختلف الأطراف عملًا على تقديم تنازلات وصولًا إلى حل توافقي يمنح الحرب استراحةً طال انتظارها في ظل الأزمة الإنسانية المروّعة الناجمة عن الحرب.
