المكلا ( حضارم اليوم ) وكالات
بعد 15 عاماً، تتجه أنظار اللبنانيين ومعهم أنظار العالم لمدينة لاهاي، أين ستصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها، بعد جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، ضد 4 أعضاء في حزب الله اللبناني.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن اغتيال رفيق الحريري لم يكن قراراً متسرعاً، إنما نتاج مخطط مدبر اتخذه النظامان الإيراني والسوري يومها، ونفذه حزب الله بدعم لوجيستي من الاستخبارات السورية.
مستقبل حزب الله
يترقب لبنان وفق صحيفة “القبس” الكويتية، ردة فعل الطرفين المعنيين مباشرة بملف الاغتيال أي تيار المستقبل، وحزب الله، مشيرةً إلى أن “حزب الله اليوم ليس في أفضل حالاته. فالضغوط الدولية تحاصره من كل الجهات، عقوبات أمريكية، بتصنيفه منظمة إرهابية، واستهداف إسرائيلي متواصل لمجموعاته في سوريا، كل ذلك على وقع تصاعد الحملات الداخلية ضده، عقب انفجار مرفأ بيروت”.
وأوضحت الصحيفة، أن كل التحركات الدولية تشير الى إرادة دولية بتفكيك منظومة حزب الله العسكرية أو بالحد الأدنى إجباره على تقديم تنازلات قد تبدأ بالانصياع لقرار المحكمة الدولية ووضع سلاحه على طاولة التفاوض، وفق بعض المصادر التي تجمع على أن تبعات قرار المحكمة الدولية ستكون قاسية على حزب الله بالرغم من حالة الانكار التي يعيشها، وتؤكد المصادر أن الخناق بدأ ليس على حزب الله وحده بل على حلفائه أيضاً.
وقال ابن شقيقة القيادي الشيوعي اللبناني الراحل، جورج حاوي، الكاتب السياسي وسام سعادة، لـ “القبس” إن “صدور الحكم سيكون حدثاً مفصلياً بكل المقاييس، في ظل السياقات التي تعيشها البلاد”.
ومن جهته، أكد الصحافي علي حمادة أن الحكم “سيبقى وصمة عار في مسيرة حزب الله الذي رفع المتهمين إلى مصاف القداسة”، كما نفى أي محاولة للاستثمار السياسي للحكم، موضحاً أن “الحريري ليس شهيد تيار المستقبل ولا آل الحريري فقط، وجريمة اغتياله ليست معزولة عن 12 جريمة أخرى حصلت في تلك الفترة”.
وقال بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، إنه “لا مكان لميليشيا حزب الله في مستقبل لبنان”، داعياً “المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب لبنان لإنهاء التدخلات الأجنبية في إشارة إلى إيران التي تدعم بشدة ميليشيا حزب الل”ه.
أكبر من حزب الله
من جهتها نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، الذي كان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي وشريكاً في التحقيقات وجمع الأدلة والمعلومات، أن “اغتيال رفيق الحريري ليس وليد قرار متسرع، إنما نتاج مخطط مدبر اتخذه النظامان الإيراني والسوري ونفّذه حزب الله بدعم لوجيستي من الاستخبارات السورية”.
وقال ريفي في حديثه مع الصحيفة، إن مؤشرات الاستهداف الأمني بعد السياسي، بدأت مع سحب عناصر قوى الأمن الداخلي المكلفين بحماية ومواكبة الحريري، كاشفاً “رسائل أمنية وصلت عن تهديد مباشر لتصفية الحريري، وأنه أبلغ الأخير بمضمونها مرتين، إلا أن الرئيس الشهيد لم يأخذ بها، لأنه كان مطمئناً للضمانات الدولية التي تلقاها بعدم المساس به جسدياً”.
ولفت المدير العام السابق لقوى الأمن ووزير العدل الأسبق، إلى أن تحديد هوية المتورطين استغرق أشهراً طويلة، مؤكداً أن جريمة اغتيال بهذا الحجم وبالتداعيات التي أحدثتها “لم تكن لتحصل بقرار يتخذه حزب الله منفرداً، إنما هي ترجمة عملية لقرار مشترك اتخذه النظامان الإيراني والسوري، اللذان أوكلا التنفيذ إلى جهاز أمن الحزب بدعم لوجيستي من الاستخبارات السورية”.
اغتيال لبنان
في صحيفة “الشرق” اللبنانية، قال الكاتب عوني الكعكي، إن “من أقدم على اغتيال الحريري، قتل لبنان المتقدم، والمزدهر، والمتطور، والمتميز”، مضيفاً أنّ “الذين غدروا به واغتالوه، لا يؤمنون إلا بثقافة الموت وسط عالم يتطلع الى ثقافة الحياة”.
وأردف “تحول لبنان من بلد غني الى بلد فقير، وتحول شعبه من شعب متعلم متميز إلى شعب فقير لا يتمكن من تأمين العِلم لأبنائه، من بلد عاش شعبه بازدهار لافت وبحبوحة ظاهرة، إلى شعب يتوسل لقمة العيش فلا ينالها”.
وختم مقاله قائلاً: إن “من اغتال الشهيد الكبير رفيق الحريري وإن كشف اسمه اليوم، وحتى ولو كشف من كان وراءه، لا يزال يمسك بخنجر الإغتيال هذا، يوجهه إلى شعبنا اللبناني البريء، بغية ارتكاب عملية اغتيال أخرى… تقتل هذه المرة لبنان كله”.
وقف الإفلات من العقاب
ومن جهتها، تحدث موقع “إندبندنت عربية”، عن 8 أعوام بعد اغتيال الحريري، شهدت خلالها البلاد اغتيالات استهدفت شخصيات عامة من سياسيين وصحافيين ورجال أمن، بدأت في 2005 برئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وانتهت في 2013 باغتيال السياسي والاقتصادي محمد شطح.
وأضاف التقرير “في كل الاغتيالات التي تعرضت لها هذه الشخصيات، كانت أصابع الاتهام السياسي على الأقل يوجهها فريق المعارضة بقيادة الحريري الابن إلى النظام السوري وأدواته في لبنان”، ولفت الموقف إلى أن مأساة الاغتيالات لم تتوقف على الضحايا المباشرين ولكنها طالت أيضاً العشرات من المدنيين أو المرافقين الذين ذهبوا ضحية الإجرام السياسي في لبنان.
وورغم ذلك يؤكد الموقع أن، “مع اقتراب موعد إعلان المحكمة الخاصة بلبنان حكمها في اغتيال الحريري، يبقى السؤال الشاغل للبنانيين، هل تحقق المحكمة هدفها، ليس بإحقاق العدالة ومعرفة الحقيقة في جريمة العصر، وإنما في وضع حدٍ للاغتيال المتفلّت من العقاب؟”.