القاهرة ( حضارم اليوم ) خاص
تقول سها البغدادى الباحثة فى الشئون العربية والدولية أنه فى شهر يوليو 2014م افتتحت جماعة الإخوان أول فرع لها على أرض الأحواز بعد أن أصدرت البيان التالي: “تم بفضل الله تأسيس الجماعة في الأحواز المحتلة بعد شهور من العمل السري تعلن الجماعة عن تأسيسها على الساحة الأحوازية وأن مشروعها الدفاع عن الهوية العربية لأرض وشعب الأحواز ونشر مذهب أهل السنة والجماعة على أرض الأحواز المحتلة وتعمل الجماعة بشكل سري على الصعيدين الدعوي والسياسي”.
واستنكرت سها البغدادى قائلة : ان هذا البيان يحمل العديد من علامات الاستفهام سواء فى توقيته، أو فى ذكر جملة “شهور من العمل السرى” فأي عمل سرى يستطيع ان يكتمل على أرض الأحواز التى يتم بها كم رهيب من الملاحقات والمداهمات والاعتقالات التى يتعرض لها عرب الأحواز على يد الحرس الثوري ووزارة إطلاعات (وزارة الاستخبارات والأمن الوطني)، بجانب الانتشار المكثف لعناصر “سازمانى امنيات فلكيسار” (مخابرات الدولة والتنظيم الأمني الإيراني) فى جميع أنحاء الأحواز؟!
واوضحت البغدادى ان جملة “أرض الأحواز المحتلة” ان الجماعة الارهابية أرادت أن تتظاهر بعدم وجود أى صلة بين فرع الإخوان المسلمين بالأحواز والنظام الإيرانى الذى يسيطر عليها، وتوهم الشعب الأحوازى بعدم معرفة علاقة جماعة الإخوان بنظام الخمينى منذ أن كان فى باريس وقبل وصوله لسدة الحكم فى طهران.
وتتسائل البغدادى مستنكرة ، فهل جماعة الإخوان بعد مرور عقود على نشأتها تذكرت قضية الأحواز الأقدم منها؟! رغم عدم ذكر كلمة أحواز أو عربستان فى أي من أدابيات أو نصوص الجماعة على مدار تاريخها، وهل يعقل فى الوقت الذى يتلقى فيه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان ضربات من كل اتجاه بعد ثورة 30 يونيو 2013م، وبعثرة أوراقه وتمزيقها تذكر فجاءة قضية الأحواز المحتلة؟!
كما يلاحظ فى البيان الصادر من جماعة الإخوان أنه لم يحمل إمضاء رئيس الجماعة، أو مؤسسها بالأحواز، بل الاكتفاء بإمضاء “الإخوان المسلمون في الأحواز المحتلة” فقط، ولم يوضح برنامج أو أنشطة الجماعة والتفاصيل التى تذكر فى بيانات تأسيس أي كيان سياسي.
واضافت البغدادى :حقيقة الأمر أن إصدار ذلك البيان فى هذا الظرف الزمني، ليس نتيجة لجهود عمل سري كما ادعى البيان، ولتلك الخطوة من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان تداعيات كثيرة وأهداف إستراتيجية عديدة أبرزها:
أولا: خلق موقع جديد لاحتضان عناصر الإخوان وبالأخص العناصر الفارة من الخليج ومصر.
ثانيا: إعداد الأحواز كي تكون نقطة ارتكاز وانطلاق جديدة لمشروع الخميني بالمنطقة.
ثالثا: ضرب القضية العربية الأحوازية فى مقتل، وخلق حالة من الصراع الداخلي بين أهل الأحواز وجماعة الإخوان، وإنهاكهم فى ذلك الصراع على غرار ما حدث في أثناء ثورات ما يعرف بـ”الربيع العربي”.
رابعا: استغلال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لقضية الأحواز والمتاجرة بها، والدعوة إلى نصرتها، وجلب الدعم المادي والتعاطف الشعبي لجماعة الإخوان بالأحواز، على حساب القضية الأحوازية نفسها، على غرار ما فعلته حركة حماس فى التعامل مع القضية الفلسطينية واختصار القضية الفلسطينية فى قطاع غزة فقط.
خامسا: احتواء جماعة الإخوان بالأحواز أغلب العناصر القيادية المطلوبة من أجهزة الأمن العربية، والتى كانت تتنقل فى الفترة الأخيرة بين الدوحة واسطنبول ولندن، كي يكون كل هؤلاء تحت أعين أجهزة الأمن الإيرانية.