حضارم اليوم صحيفة حضرمية
مقالات مشابهة
المكلا ( حضارم اليوم ) تقرير خاص
لقد استطاعت حضرموت في مليونية المكلا الماضية أن تستعيد وهج النضال الثوري الحقيقي واظهرت بجلاء أن الشعب في بقاعها ومدنها وسهولها وجبالها لم يزل قابضآ على جمر النضال التحرري من أجل استعادة الدولة الجنوبية وفي العمق منها والقلب حضرموت.
ما قبل المليونية:
لقد بدأت القوى الاخونجية في حضرموت تخلد إلى محدودية التأثير وتراجع الشعبية لممثلي الانتقالي وعدم قدرتهم على الحشد واستلهام المواقف من رحم الاحداث الكبرى التي تعصف بالوطن الجنوبي عامة وقضيته الخالدة خاصة فنشطت في العلن من خلال تفريخها للعديد من المكونات والجمعيات الاجتماعية والمؤسسات الشبابية والمراكز العلمية والإعلامية والصحفية وتحريكها بهدوء وفطنة لإذكاء اليمننة وبقائها تلوح في الافق الحضرمي خدمة لمخططات قياداتهم المسيطرة على الشرعية.
إعلان المليونية:
عندما اتخذت لجنة التصعيد بانتقالي حضرموت قرارها بتنظيم مليونية المكلا لدعم الوفد المفاوض في الرياض وتأييد الإدارة الذاتية بدأت مطابخ التآمر والتزييف وخلط الأوراق وتغييب الصوت الحضرمي الجنوبي تشتغل في كل الاتجاهات للتقليل من نجاح هذه المليونية معتمدة على ما وصلت إليه من قناعات بأن انتقالي حضرموت لم يعد قادرآ على الحشد وتراجع تأثيره في الواقع الحضرمي وقد خابت وخسرت كل حساباتها حينما لم تستطع قراءة المزاج العام لشعب حضرموت وقواه النضالية الرائدة في الثورة الجنوبية منذ بواكير انطلاقتها الأولى لتفاجأ بهدير وزحف الجماهير من كل حدب وصوب تجاه ساحة الحرية في قلب العاصمة المكلا.
أثناء المليونية:
لقد رسمت لحظات الاحتشاد الجماهيري الكبير برزخآ جديدآ لمصير حضرموت وعمقها الاستراتيجي الوطني الجنوبي لتربك حسابات أعداء الثورة والدولة الجنوبية القادمة وتضع المفاوض الجنوبي بقيادة الرئيس القائد اللواء عيدروس قاسم الزبيدي والوفد في قمة المشهد وقوة الموقف وديناميكية القرار. ومهدت جماهير حضرموت لتفجير الحمم الجماهيرية في مليونية الغيضة بعد ذلك باسبوع فقط.
مليونية المواقف الخالدة:
اظهرت هذه المليونية التي برزت فيها الكثير من المواقف الخالدة والمشاهد التي انحفرت في ذاكرة التاريخ أن تسعيد روح النضال ورفعت من وتيرة العمل النضالي في كل مفاصل العمل بانتقالي حضرموت وجعلت من الصعوبة تجاوز هذه الروح الخالدة لجماهير حضرموت وأهمية قراءتها قراءة متأنية وعميقة لاستخلاص الرؤى والأفكار وإعادة جدولة الأولويات والتعجيل بتفعيل العمل المؤسسي الرصين والموثق لكل تفاصيل العمل في المحافظة والمديريات.
ما بعد المليونية:
صار ـ حتامآ ـ على قيادة المجلس الانتقالي بحضرموت أن تجعل من سؤال ماذا بعد نجاح مليونية حضرموت منطلقآ جديدآ لخطط الراهن القريب واستراتيجيات المستقبل خاصة بعد أن صار اتفاق الرياض قيد التنفيذ وضرورة أن يسعى الجميع لوضع خارطة الطريق لحضرموت ودورها في المشهد الوطني الجنوبي والعمل الجاد والمنظم لسحب البساط بحنكة وتفانٍ من منظومة التأثير وتأسيس البدائل الناجعة لقوى الفيد والنهب الاخونجية وتكثيف الجهود التنظيمية والجماهيرية والاجتماعية ومحاصرة ما تبقى من مكونات حزبية شاخت وقبلية منتفعة وعدم منحها فرصة التزوير لإرادة الجماهير الحضرمية التي انفضت بعد أن استودعت انتقالي حضرموت أمانة الاجماع الوطني لمواقفها وحق تمثيلها في الحاضر والمستقبل.
