الرئيسية / حوارات واستطلاعات / مشاريع صحية ودعم متجدد..التحـالف العربي يطبب جراح اليمنيين

مشاريع صحية ودعم متجدد..التحـالف العربي يطبب جراح اليمنيين

حضارم اليوم / متابعات

مثلت مرحلة إعادة الأمل التي يقودها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة طوق نجاةٍ لملايين اليمنيين، من آلة القتل المتمثلة بالمليشيات الحوثية، ومن الموت المتربص باليمن، بسبب تدمير الانقلابيين البنية التحتية للقطاع الصحي في البلاد.

وكان مداواة جراحات المواطنين، وتطبيب قلوبهم، وبناء وإنشاء وترميم مستشفيات ومراكز صحية في كل أرجاء اليمن، على رأس أولويات (إعادة الأمل) التي لا تزال مستمرة، ونتائجها ملموسة ومشاهدة.

وتؤكد المشاهدات والوقائع الفعلية أن الأشقاء الخليجيين طببوا قلوب اليمنيين في ذات الوقت الذي كانوا ينقذونهم فيه من هجمات ووحشية الانقلابيين الحوثيين.

التدخل العربي في اليمن، لم يقف عند حدود الدعم العسكري والقتالي في جبهات القتال المشتعلة مع الانقلابيين، بل تعداه ليشمل مختلف نواحي الحياة، وعلى رأسها القطاع الصحي.

وتعمل المؤسسات الخليجية التنموية والإغاثية على إثراء ودعم القطاع الصحي في اليمن، سواءً بالمساعدات الدوائية، أو المشاريع النوعية التي يحتاجها هذا القطاع، وهو ما اعتنت به تلك المؤسسات الخليجية الإنسانية، كمركز الملك سلمان للإغاثة، والبرنامج السعودي للتنمية، والهلال الأحمر الإماراتي، والهيئة الكويتية للإغاثة.

جهود الهلال الأحمر الإماراتي

منذ الوهلة الأولى لاستقرار الأوضاع في مدينة عدن، راحت فرق الهلال الأحمر الإماراتي تنتشر كالنحل في كل مواقع الاحتياج الإنساني والصحي في المدينة، وأخذت على عاتقها تبني مشاريع صحية وطبية بالتوازي مع الجهود الإغاثية.

ووصلت مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي إلى مختلف المناطق النائية في محافظة عدن، والمحافظات المجاورة، كمناطق: قعوة، ورأس العارة، والمضاربة، ورأس عمران، بالإضافة إلى المشاريع العملاقة في المدن الرئيسية.

تأهيل مستشفى الجمهورية

“إعادة تأهيل وترميم مستشفى الجمهورية النموذجي العام بعدن، كان أحد أهم المشاريع التنموية التي يتبناها الهلال الأحمر الإماراتي في عدن”، بحسب رئيس هيئة مستشفى الجمهورية الدكتور أحمد سالم الجرباء.

وقال الجرباء لـ”العين الإخبارية” إن الدعم السخي للأشقاء الإماراتيين ساهم بشكل رئيسي في إعادة تشغيل المستشفى العام الذي يعد ملاذاً متاحاً لعامة المواطنين البسطاء في عدن والمحافظات المجاورة.

وأضاف: “دمر الحوثيون المستشفى وجعلوه ثكنةً عسكرية خلال احتلالهم لضاحية خورمكسر، حيث يقع المستشفى، ولم يكن لهذا الصرح الطبي أن يستعيد عافيته دون تدخل ودعم الأشقاء الإماراتيين”.

دعم سعودي

ويشير الجرباء إلى مركز القلب التخصصي الذي يعمل البرنامج السعودي للتنمية على إنشائه في مستشفى الجمهورية العام النموذجي بعدن، كأول مركز حكومي رائد في مجال طب القلب السريري والتشخيصي والجراحي الشامل.

ولفت إلى أن المركز يمثل نقلة نوعية للمرضى المحتاجين للرعاية الطبية الفائقة، وسيتميز بحصول كل مريض على خدمة تمريضية خاصة به، وتخصيص أَسرة للعناية المركزة للمرضى أصحاب الحالات الحرجة والخطيرة، حيث يتوافر كادر طبي مؤهل وأجهزة للإنعاش حين الحاجة لها.

التخفيف عن المواطنين

وأكد الجرباء أن المركز سيكون عونًا للمرضى المصابين بأكثر الأمراض شيوعًا وانتشارًا، وأنه سيخفف الكثير من الأعباء على المواطنين الذين هم بحاجة إلى عمل القسطرة القلبية أو الجراحية، نظراً لتكاليف أسعارها العلاجية باهظة الثمن، وينقذ حياة آخرين.

وأشاد بالدعم الصحي المقدم من التحالف العربي في اليمن، سواءً من البرنامج السعودي للتنمية وإعادة أعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أو من الهلال الأحمر الإماراتي.

الحاجة لمركز للقلب

يقول رئيس جمعية أطباء القلب بعدن، والأكاديمي بكلية الطب بجامعة عدن، الدكتور محمد السعدي، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن الحاجة كانت ولا تزال ماسة جداً لإنشاء مراكز حكومية لتشخيص وعلاج أمراض القلب في عدن، باستخدام التقنيات الحديثة، إذ إن الإحصائيات تشير إلى أن أمراض القلب وفي مقدمتها نقص التروية للشرايين القلبية تحتل المرتبة الأولى بين الأمراض الأكثر شيوعاً.

ويضيف: كما أن أمراض القلب لا تزال سبباً رئيسياً للسفر إلى الخارج، وبسبب الظروف الحالية التي يعيشها الشعب نتيجة الحرب والأزمات، فإن أغلبية المواطنين لا يتمكنون من الإيفاء بالاستحقاقات اللازمة للسفر وإجراء الفحوص والعلاج الجراحي في الخارج الذي يكلف كثيراً.

مبادرة سعودية

يؤكد الدكتور السعدي أن عدن والمحافظات المجاورة بحاجة إلى مركزٍ وطني حكومي تتحمل فيه الدولة المسؤولية الأكبر في علاج أمراض القلب، خاصةً لدى الفقراء الذين يشكلون أغلبية المواطنين في هذه المحافظة وغيرها من المحافظات، وهو الأمر الذي تنبه إليه الأشقاء الخليجيون وعلى رأسهم السعوديون وبادروا بإنشاء مراكز متخصصة لعلاج القلب في عدن.

تنسيق يمني سعودي

وأثنى الدكتور السعدي على دور البرنامج السعودي للتنمية في إنشاء المركز في عدن، وغيرها من المشاريع الحيوية في مجال الصحة.

وأشار إلى عقد الجمعية لقاءات مع وزير الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم، خاصة بهذا الشأن.

وأكد أن الوزير باعوم يبذل جهوداً كبيرة في التنسيق مع الأشقاء السعوديين لإنجاز هذه المشاريع التنموية الكبيرة، إضافةً إلى إنشاء وتجهيز برامج للتدريب والتأهيل للكوادر الطبية والفنية والتمريضية التي يحتاج إليها مركز القلب في عدن.

أدوية مجانية

مدير البرنامج الوطني الإمداد الدوائي في اليمن، الدكتورة سعاد ميسري، أثنت من جانبها على جهود مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية، وتوفيره الدائم للأدوية والمستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية العامة، والتي يتم من خلالها تقديم الأدوية بالمجان إلى المواطنين.

وأكدت ميسري أن ذلك خفف الكثير عن كاهل المواطن البسيط، ووفر عنه البحث عن تكاليف الأدوية، خاصةً تلك المكلفة.

وأشارت إلى أن مركز الملك سلمان يقدم أدوية ومحاليل الغسيل الكلوي، وأجهزته الخاصة، بالإضافة إلى أدوية مرضى السرطان والسكري، وغيرها من العلاجات لمواجهة الأمراض والأوبئة المنتشرة في البلاد.

حضور كويتي

أيادي الخير الكويتية هي الأخرى كانت حاضرةً في مساعدة اليمنيين عقب حرب مليشيات الحوثيين على عدن واليمن عموماً، ووجدت من خلال تبني مشاريع صحية خيرية ضمن ائتلاف الهيئة الكويتية للإغاثة الذي يضم أربع مؤسسات وجمعيات يمنية.

يقول محمد البيتي المسؤول الإعلامي لمؤسسة التواصل إحدى أعضاء ائتلاف الهيئة الكويتية: “إن الدعم الكويتي صحياً ركز على المناطق النائية والقصية في أطراف محافظة عدن، ونفذت المؤسسات الكويتية الطبية بالتنسيق مع المؤسسات اليمنية مشاريع صحية خيرية ومجانية للقرى الساحلية والصحراوية التابعة لمحافظة عدن”.

وأشار البيتي في تصريحات لـ”العين الإخبارية” إلى أن عددا من المشاريع الكويتية في القرى والصحارى، منها المخيمات الطبية المجانية والمتخصصة في أمراض العيون والكلى وغيرها، بالإضافة إلى العيادات المتنقلة التي تجوب القفار والبادية؛ لتداوي ساكني تلك الأماكن ممن تقطعت بهم السبل، ونأت عنهم الخدمات.

وأكد أن هذا الدعم الصحي الكويتي يأتي ضمن التوجه العام لدول التحالف العربي في الوقوف إلى جانب اليمنيين في حربهم ضد عصابات الحوثي الإجرامية التي دمرت البنية التحتية صحياً وتنموياً.

ملوك القلوب

إنقاذ مستقبل اليمنيين من الوقوع في براثن الأفكار السلالية الحوثية، يقابله إنقاذٌ لقلوبهم وحياتهم، من خلال مشاريع صحية نوعية يجرى العمل على تنفيذها من قبل المؤسسات الخليجية الداعمة، وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية، والمستشفيات العامة، والجمعيات والهيئات المختصة.

فالأمر ليس مناطاً فقط بالمواجهات العسكرية، كما أنه ليس متوقفاً على الدعم القتالي وحسب، بقدر ما هو متعلق بمداواة جراح اليمنيين وأفئدتهم وصناعة حاضر ومستقبل أفضل، بدعم ذوي القربى والأشقاء الذين أكدوا بالفعل أنهم (ملوكٌ على القلوب).

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هل يتم استنزاف القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب؟ وهل أصبح الجنوب جاهزًا لكل الخيارات؟

المكلا (حضارم اليوم) متابعات هل يتعرض الجنوب لمؤامرة؟ ما سبب انزعاج الدوحة من التقارب العماني …