الرئيسية / أراء وكتاب / يالها من إرادة…!! بقلم : يوسف الحزيبي

يالها من إرادة…!! بقلم : يوسف الحزيبي

•في موقفٍ عظيم أذهلني يوم أمس الخميس الموافق٢٨ مايو حينما كنت في زيارة ميدانية برفقة القائد ابوهمام اليافعي إلى جبهات أبين في الشيخ سالم وقرن الكلاسي وغيره من المواقع المرابطة فيها القوات المسلحة الجنوبية، حينها لم أجد ما كنت اتوقعه في مخيلتي..؛ فما وجدته وشاهدته يوم أمس هو شرارة الحق والحقيقة..،

لم اجد هناك إلا ابطالاً رافعون معنوياتهم يحملون فوق أكتافهم هم الوطن والشعب، أبطالاً لايتكلمون إلا عن الثبات والإقدام والتضحية في سبيل هذا الوطن الذي نعيش فيه، لم أجد إلا ابطالاً همهم الواحد هو الوطن وعشقهم الوحيد السباق إلى الشهادة في سبيل الوطن، وغايتهم النبيلة هي الحرية والعز والكرامة، وأمنيتهم الوحيدة هي إستعادة ارضهم وتحريرها، وأملهم الواحد هو النصر..،

لن تثنيهم حرارة الشمس في ذلك الصحراء، ولا علة الغبار الذي يغزوهم ولا صعوبة التنقل من مكان إلى اخر في تباب الرمال، فكل همهم هو الذود والإقدام والصمود والتضحية لإجل الوطن والتصدي لقوى الإرهاب والأعداء التي تغزو أرضهم،

ولكن هناك أمراً أذهلني وأدهشني وأثار حماسي وفاضت عيناي دموعاً بمشهده، وهو:
عندما شاهدت رجلاً أعمى، فاقد بصره…” وهو في مقدمة الصفوف بالخطوط الأمامية ليأتي إلينا وينادي بكل شجاعة وحماس وثبات: النصر قادم يا إخوان والعدو لن يستطيع أن يقدم إلينا فنحن سنبقى هنا إلى ان يتم تحرير ارضنا كاملة وردع كافة المليشيات الإرهابية” العزيمة فوق ماتتصوروا وإرادتنا بذلك لن تقف حتى نحقق هدفنا الذي ضحى من اجله آلاف الشهداء..،

والله وتالله إنني إستحقرت نفسي انذاك بذلك المكان حينما اذهلني هذا المشهد ورأيت هذا الرجل الأعمى الذي يتقدم الصفوف ويحمل كل هذه الوطنية والرجولة وانا امامه كزائراً فقط..!!

لعلها الإرادة تجعل الإنسان يقف بكامل إنسانيته ورجولته..!!
نعم…؛ إنها الإرادة فأي أرادة يحملها هؤلاء الأبطال، اي ارادة تصدرت بداخلهم ليكونوا كالأسود الضارية حينما تكون عازمة على فرسيتها…، يالها من إرادة يحملها هؤلاء الابطال المخلصين الذين لولاهم لصار الوطن لاوطن والشعب لاكرامة له..

صدق الشاعر حينما قال:
من لم تكن أوطانه مفخراً لهُ
فليس له في موطنِ المجد مفخرُ
ومن لم يبن في قومهِ ناصحاً لهم

فما هو إِلا خائن يتستر

ومن كان في أوطانه حامياً لها
فذكراه مسك في الأنام وعنبر
-ومن لم يكن من دون أوطانه حمى

فذاك جبان بل أخسّ وأحقر…!!

#تحياتي …////

شارك الخبر

شاهد أيضاً

27 أبريل 1994م غدر نظام صنعاء اليمني بعهد وميثاق “الوحدة” وإعلان الحرب على الجنوب

كتب – د/ امين الغزالي : يمثل يوم السابع والعشرين من ابريل يوم مشؤم عند …