الرئيسية / أراء وكتاب / الذين يستبسلون في شقرة إنما يدافعون عن حضرموت وعدن في آن واحد مقال : د. سعيد الجريري

الذين يستبسلون في شقرة إنما يدافعون عن حضرموت وعدن في آن واحد مقال : د. سعيد الجريري

المكلا ( حضارم اليوم ) خاص

سألني أحد الشبان في محادثة بالواتس عما يحدث في شقرة، وهل له تأثير على حضرموت؟
فقلت له: لن أحيلك إلى صديقك عمر الشقري الذي لوحت وجهه، مثلك، شموس الساحات أيام مواجهات الأمن المركزي في المكلا، ولكن سأجيبك باختصار : صد قوات ما يسمى بالجيش الوطني (زوراً) في شقرة هو خط دفاع أول عن حضرموت، فتقدم تلك القوات هناك تمكين لقواته الجاثمة في وادي حضرموت التي هي في وضع (خطوة تنظيم) – بالتعبير العسكري – لتصفية ما تم إنجازه من بناء عسكري جديد في الساحل ( قوات النخبة الحضرمية). لذا، فالذين يستبسلون في شقرة أنما يدافعون عن حضرموت وعدن في آن واحد، والذين يرسلون التعزيزات من المنطقة العسكرية الأولى إلى شقرة، بقيادة أبوعوجا أنما يدركون أن الهزيمة هناك، هزيمة مؤكدة لهم في حضرموت

في 1994 شن الجيش الوطني بالمسمى نفسه والشرعية ذاتها حرباً على الجنوب، (كان على رأس الجيش والشرعية حينئذ علي محسن وعبدربه أيضاً)، وكانت عدن وحضرموت جبهتين تؤثر إحداهما في الأخرى وتتأثر ، وعندما أُسقطت المكلا، صار أمر عدن محسوماً، وصارت حضرموت منذ 5 يوليو تحت سطوة ذلك الجيش القذر الذي اتضح لاحقاً أنه غير وطني، إذ لم يدافع – بمنطق الشرف العسكري- عن عاصمة الوطن الذي يمثله ويحمل صفته، وهو الآن في جبهة جنوبية بعد أن سلم محافظات الشمال للحوثي المؤتمن على الوطن!!!

قال: ولماذا يقف المحافظ على الحياد؟ لينأى بحضرموت عن النزاعات؟ فقلت له: ذاك حياد بنكهة الانحياز ، ولا معنى للنأي، لأن النخبة الحضرمية وعقيدتها العسكرية هي المستهدف الأول، وسيغدو هذا النأي ناياً حزيناً تتردد أصداءه في أنحاء حضرموت.

قال: وماذا ترى؟

  • أنا مواطن مدني. إنما الرأي للقيادات العسكرية والقوى الفاعلة في المجتمع. لكن أتدري ما الذي ينقصنا فعلاً في حضرموت؟
  • ماذا؟
  • قيادة تمتلك مزيجاً من الحكمة والجنون، فلا حكمة أقرب للخضوع تفيد، ولا جنون أقرب إلى الانتحار ينفع. أذكر أنني عبرت عن هذه الفكرة ذاتها عندما كنت في (المجلس الأهلي 2011) ، فكان تعليقهم ضحكاً أصفر ، معناه أن ما قلته شيء من خفة العقل. ويبدو أنني كنت كذلك، فقد علقت عضويتي فيه، بعد اصطبار على مضض، إذ فوجئت بأن عدداً من الصف الأول أصدقاء – بقوة – لمحمد علي محسن (قائد المنطقة الشرقية) إذ أخذهم بالأحضان، ذاكراً ما بينهم من لقاءات وتواصلات، عندما ذهبت مجموعة من المجلس، لإيصال (موقف) حضرموت إلى طرفي صراع 11 فبراير في صنعاء: شلة عفاش (الرئاسة – فوة) و شلة علي محسن (المنطقة العسكرية – خلف) بأن حضرموت ليست ساحة نزاع، ولن تكون. لكن موقف النأي عن النزاع أدى لاحقاً إلى تسليم المكلا لتنظيم قاعدة نظام صنعاء!

النأي، يا محمد، كلمة تعني انتظار الفائز للقبول بشروطه أو العمل بها، وهذا لا يقبله حكيم حضرمي مجنون. أما من يتلفعون بعمائم الحكمة وشالاتها وجنابي الزينة، فهم في محطة الانتظار (مهندين يداعب النعاس أجفانهم) ، ولن يخرجهم منها أو يوقظهم إلا مجنون حكيم.
.
.
بيان قبائل يافع حضرموت، اليوم، وضع نقاط الإباء على حروف الموقف، ويمثل كل حر يأبى المهادنة والمداهنة.

        المفكر والأديب
 د. سعيد سالم الجريري
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10207267917772155&id=1710836893
شارك الخبر

شاهد أيضاً

الشيخ”هاني بن بريك” يكتب عن أخطاء تنظيم الإخوان المسلمين قاتلة

المكلا (حضارم اليوم) خاص كتب القيادي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك، عن أخطاء تنظيم الإخوان …