المكلا ( حضارم اليوم ) خاص
الحمد لله
أمضى شيخنا العلّامة الفقيه النسّابة المجاهد الصابر الحبيب علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ نحو الثمانين سنة من عمره بين تَعلُّمٍ وتعليم وفتوى ودعوة وإرشاد وصُلح وإصلاح وبيان للحق وتفنيد للشبهات، متجردًا محتسبًا، في همّة قعساء دون كَلَلٍ ولا مَلَلٍ، في عقود غالبت شدائدُها رخاءَها، غير هَيّابٍ ولا ملتفت إلى أطماع أهل الدنيا في دنياهم، ولا إلى تنازعهم على السلطة والحكم، فلما انتقل إلى جوار ربه تعالى اجتمع فرقاء السياسة في البلاد، بمختلف أطيافهم، على نعيه والتعزية في انتقاله، والإقرار بعظيم فضله.
ولقد بكته المساجد ومدارس العلم والتعليم ومجالس الصُلح والإصلاح وصنائع المعرف والبِر والطرقات التي كان يمشي فيها على الأرض هونًا ذاكرًا الله تعالى قبل أن تبكيه عيون أحبته، رحمه الله تعالى وأعلى درجاته وأخلفه فينا بخير وسلك بنا مسالك الصالحين وألحقنا بهم صالحين.