… ( حضارم اليوم ) إمارات اليوم
عائلة غوبلز، والتي تتألف من جوزيف غوبلز الذي شغل منصب وزير الإعلام و الدعاية لزعيم الحزب النازي أدولف هتلر، وماغدا غوبلز و هي زوجة جوزيف غوبلز، و6 أطفال، كانت من العائلات المثالية في ألمانيا، حيث كانت صورهم تنشر في مختلف أنحاء البلاد، كما كانت الناس تتابع أخبارهم بشغف عبر التلفاز.
عرفت الزوجة ماغدا غوبلز، والتي حصلت على لقب السيدة الأولى لألمانيا، بأنها نازية متشددة، وأن لديها ولاء أعمى لأدولف هتلرـ كما كانت شديدة الإعجاب بشخصيته إلى درجة اختيار أسماء أبنائها الستة بحيث تبدأ بحرف “H” أي أول حرف من اسم هتلر .
رزقت ماغدا بأول ابنة لها في عام 1932 وهي “هلجا”، وفي عام 1934 جاءت الابنة الثانية “هيلدغارد” وفي عام 1935 ولد “هيلموث”، وهو الذكر الوحيد في عائلة جوبلز، وتوالت بعده الإناث أيضًا حيث جاءت الطفلة الثالثة في عام 1937 وهي “هولدين”، وفي عام 1938 ولدت الابنة الرابعة “هيدفيغ”، ورزقت بالابنة الخامسة في عام 1940 “هايدون”، وكانوا جميعًا محبين لهتلر الذي كان معروفًا عنه حبه الكبير للأطفال، إلا أن الابنة الكبرى لهم كانت الابنة المفضلة لهتلر حيث انتشرت صور كثيرة لها معه.
لكن تلك الشهرة والمحبة التي حظيت بها هذه العائلة من قبل هتلر كانت سببا في نهايتهم المأساوية. فحين شعر هتلر بقرب نهايته كان آلا جوبلز هم الوحيدين الذين طلب منهم أن يعيشوا معهم بالقبو لحمايتهم من المصير المشؤوم الذي ينتظرهم ولكن ذلك لم يكن لصالحهم ابدا بل كان من سوء حظهم، فبعد قرار هتلر بالانتحار هو وزوجته ايفا براون اختار وزير دعايته جوزيف جوبنز وزجته لأنفسهما نهاية أكثر مأساوية.
في ذلك الوقت، وقبيل سقوط العاصمة الألمانية تعددت حالات الانتحار بين صفوف قادة الجيش النازي ، فقد كانوا يفضلون الموت بأيديهم على الوقوع في أيدي الاتحاد السوفييتي، وكان منهم وزير الدعاية النازية جوزيف جوبلز وزوجته ، الذين قرروا الانتحار كما فعل هتلر وزوجته.
وقبل سقوط برلين نهائيا في يد القوات السوفييتية أقدمت ماغدا غوبلز و بموافقة من زوجها على وضع حد لحياة أبنائهما الستة عن طريق تسميمهم بالسيانيد، بعد أن قدمت لهم في وقت سابق من نفس ذلك اليوم ( ال 1 من مايو من سنة 1945 ) خليطا مخدرا من المورفيين.
وكانت ماغدا غوبلز ذكرت في مذكراتها أنها ستخلص أبناءها من الحياة في هذا العالم الذي لا توجد فيه النازية و لا يوجد فيه الفوهرر أدولف هتلر.
وفي ساعات متقدمة من نهار نفس اليوم أقدم كل من جوزيف غوبلز و ماغدا غوبلز على الإنتحار رميا بالرصاص و كانا قد طلبا من الحراس أن يتم إحراق جثتيهما و هو الأمر الذي نفذه الحراس لكن الجثتين لم تحترقا بشكل كامل.
وبعد يوم واحد من هذه الحادثة، ذهل السوفيت عقب دخولهم لملجأ هتلر حيث عثر الجنود على الأطفال الستة جثثا هامدة بإحدى غرف النوم كما اكتشفوا جثتا كل من جوزيف وماغدا غوبلز المتفحمتين بشكل جزئي.