الرئيسية / أخبار محلية / رسالة الى المخلصين في وطني( 4 ) مقال: سالم عبدالمنعم باعثمان.

رسالة الى المخلصين في وطني( 4 ) مقال: سالم عبدالمنعم باعثمان.

من الواجب أن نلتقط الأخطاء لنصححها في مسارات نضالنا لا لنجعل منها وسيلة هدم؛ إلا أن التمادي في تكرار الخطأ أيا كانت مبرراته بقصد أو من غير قصد يفتح شهية الخصم المتمثل في الاحتلال الغاشم ومن يسير في فلكه من الزبانية ويدفع بها لاشتعالها ويخلق منها منافذ لحركته؛ فأساليب الاحتلال تتجدد وتتنوع في طرقها أثناء الممارسة ببروز وظهور وجوه جديدة على الساحة؛ كما نرى اليوم في بروزها احتضان الجرحى واللقاءات بهم وتقديم المساعدات لعلاجهم والقيام بزيارات أسر الشهداء وتقديم العون لهم ليظهروا أنفسهم بأنهم احسن حال من المكونات الشعبية التحررية في كسب ودهم وعطفهم؛ فأين هم وقت الحاجة إليهم ؟ وماهو دورهم في التعاطي مع الأحداث ؟ وان كان ذلك مسعى من مساعي الخير يضاف إلى ميزان حسناتهم؛ إلا أن كفة الميزان ظلت ثابتة لم تتحرك بفعل النوايا والأغراض المترتب عليها خفايا الحقيقة؛ فالظاهر الواقعي يهدف إلى دغدغة المشاعر وكسب العواطف ؛ أما الحقيقة المبطنة والهدف الأستراتيجي التي تسعى إليه القوى المتنفذة هو إنجاح مايسمى بقرارات مؤتمر الحوار ممثلة بما تمخض عنها من مخرجات الحوار لاقتياد شعبنا الى هاوية الأحتلال من جديد برداء الإنسانية والقضاء على ثورته الشعبية التحررية من خلال شق الصف بدلا من توحده في استمرارية المقاومة والمطالبة بالتحرير والأستقلال وبناء الدولة الفيدرالية الجديدة ؛ ولكن شعبنا بحكم تجاربه يدرك تمام الأدراك من هي الجهات التي تسعى وراء تلك العطاءات ومن يديرها متخفيا وماهي أهداف تلك المساعي ؟ وعلينا أن نتدارك خطورة تلك المساعي واحباطها وان نحمي شعبنا من الوقوع في أحضانها تجنبا من أبقاء شعبنا تحت نير الأحتلال الغاشم…أن أظلم من الظالم من يساعد الظالم على ظلمه.

أن نهوض الثورة الشعبية الجنوبية السلمية التحررية لم ولن يتأت الا من خلال تبني الثورة الراهنة لثقافة سياسية بقيم فكرية وأنسانية ودينية إسلامية واضحة تنشر العدل والسلام ؛ وان يكون فكر الثورة وقيمها منسجما مع خصوصية مجتمعنا ومع القيم العصرية على كافة الأصعدة والمستويات وان شعبنا جزء من عالمنا وفيه وليس خارجه…كما أن نشر الوعي السياسي وسط الجماهير ولا سيما بين شريحة الشباب التي تمثل القطاع الأوسع والاكثر فاعلية في الحاضر والمعول عليه في بناء المستقبل يكتسب أهمية باعتباره نصف الحاضر وكل المستقبل وهي تمثل اكبر شريحة اجتماعية جنوبية ؛ ومن الأهمية بمكان لابد من صياغة فكر الثورة عبر الرؤى السياسية أو البرنامجية الموثقة ؛ لأن حركة الثورة المفتقرة الى فكر سياسي ونظري وموثق وهدف استراتيجي هي بمثابة حركة دائرية ؛ أي حلقة مفرغة ؛ وليس مفهوم الوعي بأسداء الحشو في بروز عظمة الأفراد ..فإن الجهود والقوى البشرية مهما كانت كبيرة في حجمها أو شدتها تصبح عاجزة عن تحقيق أهدافها في ظل غياب تنظيم مؤسسي جاد ليتبنى العمل الجماعي والمؤسسي الذي تحكمه اللوائح وأهداف واضحة وليس عليها تشويش أو غبار وذلك في سبيل نيل الهدف الأسمى لشعبنا للخلاص من الورطة التي هو فيها والتي قد اتت نتيجة لجملة من الأخطاء السابقة فعلى الجميع تقع مسؤولية تحمل الأمانة نحو وطنهم المغتصب من أجل خلاصه وتطهير أرضه من احتلال اجتثاثي لم يستهدف طمس هوية الجنوب فحسب بل ويسعى إلى محو وجوده ليغدو شعبا بدون أرض وهوية…لذا فأن الأهمية تكمن في إصغاء الجميع الى نبض الشارع الذي لم يعد احتشاده من أجل بروز عظمة الأفراد كما يزايد المنافقون ويروجون له ؛ وانما يمثل حشودها من أجل حريتها وكرامتها وهويتها وسيادتها الكاملة في وطنها حرا مستقلا من براثن الأحتلال اليمني دون انتقاص ؛ ولا يعني أختلاف الناس للتقييم انتقاصا ولكنهم لم يختلفوا في الموقف الثابت والمنسجم مع الإرادة الشعبية في التحرير والأستقلال .
أن من يحاول العبث بمسار الثورة الشعبية السلمية التحررية الجنوبية من خلال القول بضرورة الاستفادة والتعامل مع مخرجات الحوار اليمني وبالذات من اعتماد الاقاليم اليمنية في الجنوب ؛ فذلك ينسف كل الأهداف التي قامت من أجلها الثورة السلمية الجنوبية ودماء الألاف من الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم من أجل تحرير الجنوب وانتزاع استقلاله ؛ لذلك فأنه لمن الأهمية بمكان العمل على تحصين الثورة ومسارها التحرري من مثل تلك المحاولات العابثة التي قد تتبنى القيام بها قيادات ونشطاء في قوى الثورة السلمية .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

مساع صينية لافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية بجامعة عدن

عدن (حضارم اليوم) خاص قال القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشينغ “ان بلاده …