عاد رئيس الحكومة إلى عدن ومعه عدد من وزرائه ذوي العلاقة بملف الخدمات والمالية ، لمعالجة مشكلات الخدمات التي تعيش وضعا مترديا في المناطق المحررة ، بسبب الإهمال المتعمد من قبل الحكومة الشرعية ، وكذلك دفع المرتبات لمنتسبي الموسسات الأمنية والعسكريةوموظفي الدولة، المتوقفة لعدة شهور التي لايوجد سبب موضوعي لتأخيرها ، غير الرغبة في الأنتقام وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية ، الراتب الشهري للموظف أوالعسكري يجب أن يكون بعيدا عن المناكفات السياسية والحزبية ، استخدامه كوسيلة ضغط للوصول إلى تحقيق أهداف معينة ، يعبر عن قمة الانحطاط الخلقي والفشل السياسي الذريع ، وتأتي عودة الحكومة إلى العاصمة عدن تنفيذا لإتفاقية الرياض الموقعة بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والسلطة الشرعية بعد تلك الأحداث التي شهدتها محافظة عدن بعد مقتل القائد أبو اليمامة بين قوات الحماية الرئاسية وقوات الإنتقالي ، وأدت إلى طرد الحكومة من المعاشيق ، لكن السؤال المطروح هنا بقوة ويكرره كل مواطن ، هل هناك جدية فعلا لتنفيذ هذا الإتفاق وتوحيد الجهود والقدرات العسكرية لإسقاط الإنقلاب الحوثي ، وهزيمة المشروع الإيراني وأذرعه السياسية والعسكرية والطائفية المتمثلة في الحوثيين في اليمن ؟ ، للأسف الشديد مانلمسه على الأرض ونشاهدها من أحداث وسلوك يومي للسلطة الشرعية والمحسوبين عليها من مسؤولين مدنيين وعسكريين ،يثبت عكس ذلك ، المرتبات لم تدفع بعد ،بحجة عدم وجود سيولة نقدية في البنك ، في الوقت الذي يشاع أن رئيس الحكومة أمر بتحويل عشرين مليار ريال إلى مأرب من بنك عدن المركزي من إيرادات المحافظة ، كمستحقات للجيش الوطني وإلى محافظة تعز ، ودفع إجارات السكن للنازحين في عدن ، في الوقت الذي تماطل الحكومة في دفع مرتبات العسكريين الجنوبيين المتوقفة منذ عدة شهور ، العازمين على تنظيم وقفات إحتجاجية أمام بوابة المعاشيق ، كما إنه يلاحظ بعودة رئيس الحكومة مع بعض وزرائه ، نشطت الخلايا الإرهابية التي تقوم بالأعمال المخلة بالأمن والسكينة ، وفي المقابل تشهد محافظتي شبوة وأبين التي تتواجد فيهما قوات للشرعية توترات عسكرية وتحشيد ووصول قوات عسكرية من مأرب واستفزازات التي لم تسلم منها حتى القوات التابعة للتحالف العربي ، كما إنه لم يتم تحريك أيَّ من القوات العسكرية الرابضة في كل من وادي حضرموت وشبوة وأبين تجاه جبهات الحرب مع الحوثيين حسب الإتفاقية التي تشهد هدوءاً واضحا ، إشراك بعض القادة العسكريين المتهمين بدعم الإرهاب وبالمسولية عن الأحداث التي شهدتها محافظة عدن من قبل الشرعية في اللجان المكلفة بالترتيبات العسكرية مع الإنتقالي والتحالف ، الإنتقالي يعلق مشاركة ممثليه في اللجان العسكرية ، إحتجاجا على عدم عودة قوات الشرعية المتواجدة في أبين وشبوة إلى مواقعها قبل أحداث أغسطس 2019 م ، تنفيذا لما جاء في إتفاقية الرياض ، كل هذه العراقيل والمعوقات التي تحاول خلقها أطراف في الشرعية لعرقلة تنفيذ هذا الإتفاق وترجمة بنوده بالفعل والعمل ، تضع الدولتين الراعيتين للإتفاقية أمام تحمل مسؤوليتهما واثبات مصداقيتهما لممارسة ضغوطات جدية على الطرف المعرقل ، حتى لايصبح مصير هذه الإتفاقية كغيرها من الإتفاقات السابقة وتدخل البلاد في صراعات ثانوية علي حساب مواجهة الخطر الحقيقي الذي يمثله الحوثيون ومشروعهم الطائفي ، المدعومين إيرانيا ، كماتتحمل الرئاسة اليمنية المسؤولية المباشرة في تنفيذ بنود هذه الإتفاقية نصا وروحاً ،لتوجيه المعركة وحشد القوات نحو جبهات الحرب في الشمال لإسقاط الإنقلاب وعودة الشرعية وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن ، لكن على مايبدو لنا إن الرئاسة اليمنية ، لازالت واقعة تحت تأثير اللوبي الإصلاحي والمؤتمري الرافض للإتفاقية والمتهم بأنه وراء عرقلة الحسم العسكري وتوجيه القوات نحو الجنوب بدلا عن توجيهها لتحرير العاصمة صنعاء ، والأيام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا الحقائق والجهات المعرقلة لتنفيذ إتفاقية الرياض التي جاءت انقاذا للشرعية من المأزق الواقعة فيه وإبعاد لشبح الحرب والتوترات عن الجنوب الذي تخطط لهما جهات نافذة في الشرعية بالتواطئ مع الحوثيين .
الثلاثاء : السادس والعشرين من نوفمبر 2019 م .
التاسع والعشرين من ربيع الأول 1441 هجرية
الإستاذ / فرج عوض طاحس
سيون / حضرموت .