الرئيسية / حوارات واستطلاعات / أطفال اليمن بين رحى الكوارث وحروب الحوثي

أطفال اليمن بين رحى الكوارث وحروب الحوثي

(حضارم اليوم) متابعات

لا يوم عالمي لهم.. أطفال اليمن بين رحى الكوارث وحروب الحوثيلا يوم عالمي لهم.. أطفال اليمن بين رحى الكوارث وحروب الحوثيإنشر على الفيسبوك إنشر على تويتر


يداعب “ناصر” ذراع طفلته الصغيرة الميتة، التي فاضت روحها في قسم حالات سوء التغذية التابع لمستشفى الثورة العام بصنعاء، وهي واحدة من عدة حالات وفاة مماثلة شهدها القسم، بدت “بشائر” ذات الثلاث سنوات جميلة، وهزيلة جدا، كانت شفتاها شديدة البياض بسبب الجفاف ونقص السوائل، إلا أنها بعد موتها شربت كثيراً حتى ارتوت، من دموع والديها.

“بشائر” واحدة فقط من بين مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من الجوع والجفاف والأوبئة، وفي تقرير لمنظمة “اليونيسيف” الخاصة بالطفولة، ورد أن حوالي 462 ألف طفل يمني يعاني من سوء التغذية “الوخيم”، مما يعني زيادة بنسبة 200% مقارنة بعام 2014، كما أن 1.7 مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية المتوسط.

ووفقا للمنظمة، فإن أعلى معدلات سوء التغذية الحاد تظهر بين أطفال محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج، وفي محافظة صعدة، معقل زعيم مليشيات الحوثي، يعاني كل 8 أطفال من أصل 10 من سوء التغذية المزمن، بنسبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.

وفي الوقت الذي احتفل فيه العالم باليوم العالمي للطفل (20 نوفمبر)، مر هذا اليوم على أطفال اليمن وهم بين قتيل وجريح ومريض ونازح وجائع بفعل الحرب التي أعلنتها جماعة الحوثي على اليمنيين وجيرانهم وتسببت في أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم، كإحصائيات.

تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، ان حوالي 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة، بالإضافة إلى 1.5 مليون طفل اجبرتهم الحرب على النزوح، ووفقاً للتقرير، فقد جندت میلیشیات الحوثي المسلحة أكثر من 30 ألف طفل یمني واستخدمتهم في الصراع، وقتلت خلال الحرب حوالي 3 آلاف و 279 طفلاً وطفلة، ويقول “معين” وهو أحد العاملين في مكتب اليونيسيف: “تبدو هذه الحرب وكأنها موجهة ضد الأطفال بالدرجة الأولى”. ويضيف: “بحسب بيان منظمة اليونيسيف الأخير، فإن كل عشر دقائق يموت طفل واحد على الأقل في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل سوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي، ولا تشمل هذه الإحصائية الأطفال الذين يقتلون بالرصاص والقنابل في الجبهات”.

الطفل الأب..

إذا مررت بالصدفة من تقاطع “الأربعين -سعوان”، فستجد هناك عند التقاطع مباشرة “يونس” الطفل الصغير ذو السنوات الست الذي يجمع العلب البلاستيكية ويمر على أصحاب المحلات لأخذ الكراتين الفارغة، و بإمكانك تمييزه بسهولة من ثيابه الممزقة وغطاء الرأس المتسخ الذي يتقي به البرد القارس، اقتربنا منه وسألناه عن أمنياته في اليوم العالمي للطفل، يقول للصحوة نت: “لا أعرف ماذا تعني بيوم الطفل العالمي، ولكني أتمنى أن أعود إلى المنزل ذات يوم وانا أحمل لأمي دجاجة مشوية”.



يونس هو واحد من مئات الآلاف من الأطفال الذين يعيلون أسرهم سواء بالتسول أو الأعمال الشاقة التي لا تتناسب مع أجسامهم واعمارهم مما يجعلهم عرضة للاستغلال المادي والجسدي، ووفقاً لتقرير منظمة اليونيسيف الصادر في سبتمبر/أيلول 2018، فإن أكثر من 11 مليون من أطفال اليمن أو ما يمثل نحو 80% من سكان البلاد تحت سن الـ18، يواجهون خطر الاستغلال والإصابة بالأمراض والتشرد والافتقار الشديد إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية.

يتابع يونس: “أنا ابحث عن الكراتين لأننا نستخدمها بدل الغاز، أما العلب البلاستيكية فاقوم ببيعها، توفي أبي قبل عام ونصف وأمي تعاني من مرض لا أعلم ما هو، ولكنها طريحة الفراش، وشقيقتي المطلقة هي من تقوم برعايتنا”.

ظاهرة الاختطاف

على صعيد آخر، ازدادت حالات اختفاء الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال في الآونة الأخيرة، وبحسب مواطنين، فإن هذه الظاهرة أصبحت تتزايد بشكل كبير ويومي وخاصة في الأحياء الفقيرة والنائية حيث تزداد نسبة الفقر والحاجة، وهذا ما دفع “م” إلى منع ابنه من الخروج حتى إلى المدرسة بعد اختطاف ابن الجيران قبل ثلاثة أسابيع، تقول للصحوة نت: ” لم يعد ابن جارنا المسكين من الشارع ولا أحد يعرف أين هو حتى اليوم، وهناك أخبار متداولة تفيد بقيام الحوثيين بأخذه والله يعلم في أي جبهة هو الآن، وهل ما زال على قيد الحياة ام لا”، وأشارت إلى أن الميليشيات تستغل الأطفال عبر المدارس والمراكز الصيفية لتعبئتهم عقائديا وادخالهم في دورات طائفية لغسل أدمغتهم ثم تدفع بهم إلى الجبهات وهم مسلوبي الإرادة من دون وعي أو إدراك حتى لو حاول الأهل منعهم”.

أفكار خمينية

بدأت جماعة الحوثي بالفعل في تنفيذ استراتيجية جديدة ممنهجة تستهدف الأطفال في المراكز والمدارس في صنعاء بناءً على تعميمات صادرة من قيادات كبيرة في وزارة التربية والتعليم منهم المدعو “يحيى الحوثي” شقيق زعيم الجماعة، انتهت المليشيا من تأليف مواد دراسية وصفتها المصادر بـ”الفاسدة” كونها ترتكز على أفكار ومعتقدات إيرانية دخيلة على المجتمع اليمني، وتعمل الميليشيات حالياً على فرضها في أكثر من 180 روضة أطفال حكومية وخاصة كمرحلة أولى، وأن المرحلة الثانية ستشمل المئات من رياض الأطفال في المناطق الأخرى الخاضعة لسلطتهم.

ومنذ انقلاب الحوثي لم تتورع هذه الجماعة الموالية لإيران عن استهداف الأطفال وانتهاك طفولتهم بشتى الطرق فشردتهم من المدارس، واستخدمتهم في أعمالها القتالية، وحرمتهم من حقوقهم في الحصول على التعليم، والبيئة الآمنة، وباتوا عرضة للأمراض والأوبئة، وسوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي ستكبر معهم وترافقهم طيلة حياتهم.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هل يتم استنزاف القوات المسلحة الجنوبية في حربها على الإرهاب؟ وهل أصبح الجنوب جاهزًا لكل الخيارات؟

المكلا (حضارم اليوم) متابعات هل يتعرض الجنوب لمؤامرة؟ ما سبب انزعاج الدوحة من التقارب العماني …