الرئيسية / أراء وكتاب / مقال لـ: د. أحمد باحارثة لقاء الشناطيح

مقال لـ: د. أحمد باحارثة لقاء الشناطيح

من تعلق بالشناطيح طاح مثل حضرمي متداول، نحتاجه اليوم لنشهره في وجوه خلت من ماء الحياء، واستبدلته ببول الحمار حسب التعبير الحضرمي المناسب للقاء ثلة من الشناطيح في مجلس شعبي من مجالس الرياض لتبادل القيل والقال في السياسة، وكل واحد منهم يتحسس أكياسه.

وقد قيل إن من بدأ الكلام في المجلس هو الأستاذ الخنبشي الذي ما زال صوته يدوي في أذني وهو يبعسس على أهله الحضارم في مجلس شبيه، لكن في صنعاء يرأسه اللواء العجوز، ثم كوفئ بعدها بتعيينه محافظا لحضرموت فانتحست المحافظة في عهده بدءا من سيل العرم، ثم ما تلاه من تدهور على كل الأصعدة، حتى قرر الرئيس أن يبعده، وخلال ذلك انضم إلى حزب المؤتمر الحاكم فانتحس وصار حزبا محكوما مكلوما مقسوما، ثم عين نائبا لرئيس الحكومة فانتحست الحكومة وطردت من عاصمتها الموقتة التي تحولت إلى قنبلة موقوتة انفجرت في وجه الجميع، وقد أجمع العارفون بنحسه المستمر على ترشيحه لتوقيع اتفاقية جدة طلبا لإفشالها عبر سقوطها في حمأة النحس الخنبشوي، ولا أشك في أن لقاء الشناطيح منحوس منذ بدايته، ليس بالخنبشي فقط، بل بوجوه أخرى ممن حضروه وبوجودهم عكروه.

يأتي في طليعة هؤلاء ممثلو الحموم من حكام المحافظة في عهدها الحالي البالي، وحسبك أن يكون الحموم هم حكام حضرموت، ورعاة نهضتها المعاصرة، ويجتمعون في عاصمة تشرع في خلع عباءتها البدوية البدائية لتلبسها في جسم جارتها الحضارية الحضرمية؛ إذ أتت قرارات تعيين أعلام هذه القشرة المقرفة من أحد فنادقها المترفة، فأخرجتها من الجحور إلى القصور على ما بها من فجاجة وسذاجة وقصور.

 ومن العجب أن يؤكد لقاء الشناطيح على إقليم حضرموت بمفهومه الاتحادي الذي تنص عليه مخرجات الحوار، وهو شامل لشبوة والمهرة، بينما كان مؤتمر الجامع الحضرمي برعاية حمومية قد حصر نفسه في حضرموت المحافظة، مع أن أحد الحاضرين، وهو الدكتور أحمد بن دغر، كان قد دعاهم مبكرا إلى شمول المؤتمر ليضم المفهوم الاتحادي فلم يلبوا طلبه، فما الذي غير الحال، لكن المزاج الحمومي يتغير بحفنة مال، والمهم ما سيضاف إلى كنوزهم حسب ما تعلموه من مجد أجدادهم العريق كعراقة عنوزهم.

وعلى ذكر حضور السياسي الحضرمي ابن دغر فهو من تقلباته يضحك الثغر، وقد تقلبت به السياسة حتى رمته على أعتاب التحقيق، ويبدو أن الرجل لخبرته بزملائه الساسة الذين نخرتهم الخساسة، وبحكم تخصصه في علم التاريخ قد فهم التحقيق بشقه الإيجابي العلمي، فنفذ الحكم بتحقيق مخطوطة على السريع أهلته للعودة إلى القلعة، ويتبوأ منصبه اللائق جنب الرئيس، وبعد أن كان نائبا للمخلوع، أصبح مستشارا للمصلوع.

وهنا نذكر مستشار الرئيس الذي كان رئيس الرئيس، ثم أصبح في المنفى كالحبيس، إنه حيدر العطاس الذي في مسيرته السياسية يبتعد دومًا عن القربعة، ويستهويه دور الإمعة، وربما هذا سبب فشل تياره، لضعف صدره عن التصدر، وأقوى ما لديه لسانه يتصدر به منصات الخطابات، وشاشات القنوات تحليلا ولقاءات، لكن طبعًا بحسب الإذن من السلطات الدافعة محلية كانت أو أجنبية، وغالبا ما يتجه لسانه إلى حيث يكون الدفع أحلى وأطيب.

أما بقية الحاضرين فعامتهم على بابك يا كريم، لا فرق بينهم وبين المراتب التي عليها جلسوا، والسجاجيد التي عليها داسوا، كأنهم ألواح مسندة وبنادق مسددة، مجرد موظفين أو أجناد عند الباب العالي، يرددون ما يقوله كما يقول الببغاء، ويمارسون عنده التحنث والبغاء، ويبادلونه الابتسام بالابتسام، ولو سقى أهليهم العلقم السام، فما رآه صوابا عدوه واجبا محتمًا، وما رآه غير صواب رأوه خطيئة وإثمًا، لهم آذان كآذان الفيلة، وعقول كأحلام العصافير، لا يراهم الناس لهم عقالا، ولا يرجون لهم وقارا.

اجتمعت كل تلك العاهات في ذلك المجلس المنحوس ليلوكوا كلاما أكبر من أفهامهم، ويرددوا أفكارا لقنها لهم غيرهم، وأنتجوا عنها ما أسموه مخرجات هي أشبه أعزكم الله بمخروجاتهم، في وقت ضائع صاروا فيه كالأطفال المشردين حين يجتمعون في أحياء الغرباء لينظفوا مداخنهم، وهؤلاء المجتمعون ليسوا سوى منظفي مداخن يريدون تبييض سواد أعمال أسيادهم، ثم سينقسمون مجموعتين مجموعة ستبقى في أحياء الغرباء لاستكمال مسيرة الشحاتة، وقسم آخر سيعودون لمواطنيهم لإتمام مسيرة الشماتة، وهم الحموم ومن بهم يحتمون.

ألا لعنة الله على الأعراب، الذين جعلونا في وطننا أغراب، وعجلوا إليه الخراب، وأوهموا ساكنيه بالسراب، والملام على من يسمع لنعيق الغراب.

وأخيرا نقول عن المجتمعين لا خير في كثير من نجواهم، ومن ركن إليهم واهم، وقانا الله من أذاهم، ومن تعلق بالشناطيح طاح.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الابتزاز الإلكتروني.. تهديد حقيقي للمجتمع

كتب – أسعد ابو الخطاب تنامت ظاهرة الإبتزاز الإلكتروني في العصر الحديث لتصبح من بين …