المكلا (حضارم اليوم) خاص
أوضح الأكاديمي الجنوبي الدكتور حسين لقور بن عيدان، أن الأحداث في سوريا تكشف التناقضات السياسية و الإعلامية بين الحوثيين والإخوان: تحالف هش ضد الجنوبيين والتحالف.
وتابع بن عيدان، خلال مقال له نشره بصفحته على الفيس بوك: سلطت الأحداث الأخيرة في سوريا الضوء على هشاشة التحالف الإعلامي والسياسي بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الذي كان يجمعهما هدف مشترك يتمثل في محاربة الجنوبيين والمجلس الانتقالي والتحالف العربي بقيادة السعودية ومع تطور الأوضاع الإقليمية والدولية، بدأ هذا التحالف بالتفكك، كاشفاً عن تناقضات جوهرية في خطاب الطرفين ومواقفهما من القضايا الإقليمية.
وأضاف بن عيدان: الأحداث في سوريا كانت بمثابة اختبار حقيقي للعلاقة الإعلامية والسياسية بين الحوثيين والإخوان، فقد برزت الخلافات بشكل واضح مع اختلاف مواقف الطرفين من الثورة السورية:
واردف بن عيدان:
الحوثيون: اتهامات للإخوان بالعمالة للصهاينة
الإعلام الحوثي، الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني، بدأ يهاجم الإخوان بسبب موقفهم الداعم للثورة السورية، ووصف الحوثيون الإخوان بأنهم “عملاء للصهاينة”، في محاولة لتشويه صورتهم وربطهم بمؤامرات دولية،هذه الاتهامات تعكس موقف الحوثيين المنحاز للنظام السوري المدعوم من إيران في مواجهة المعارضة السورية.
الإخوان: الطائفية في المشروع الإيراني
في المقابل، لم يتردد إعلام الإخوان في الرد على الحوثيين، واصفاً إياهم بأنهم “طائفيون” وعنصريون يسعون لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة، هذه التصريحات تأتي في سياق محاولات الإخوان تبرير دعمهم للثورة السورية باعتبارها جزءاً من مقاومة الطغيان والطائفية.
محاربة الجنوبيين والتحالف: نقطة التقاء مؤقتة
على الرغم من تناقضاتهم، وجد الحوثيون والإخوان أرضية مشتركة في محاربة الجنوبيين والتحالف العربي.
فقد استخدم الطرفان أدواتهما الإعلامية لتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المدعومة من التحالف، واتهامهما بالعمالة والخيانة.
هذا التماهي الإعلامي كان مدفوعاً بمصالح سياسية مشتركة، وليس بأية قناعات أيديولوجية راسخة.
الأحداث السورية تكشف انتهازية الطرفين:
ما يحدث اليوم يعكس بوضوح الطبيعة الانتهازية للتحالف الإعلامي بين الحوثيين والإخوان، فالتقارب بين الطرفين لم يكن مبنياً على أسس استراتيجية طويلة الأمد ولا حتى اخلاقية، بل على مواجهة مشتركة ضد التحالف العربي والجنوبيين، ومع ظهور خلافات جوهرية في قضايا إقليمية مثل سوريا، بدأت هذه العلاقة بالانهيار.
الجنوبيون في قلب الصراع الإعلامي:
بالنسبة للجنوبيين، فإن هذه الانقسامات قد تشكل فرصة لتسليط الضوء على قضاياهم والدفاع عن حقوقهم الوطنية في مواجهة التحالفات المؤقتة التي تستهدفهم.
تحالفات قصور الرمال
تُظهر الأحداث في سوريا أن التحالفات القائمة على المصالح المؤقتة، مثل تلك بين الحوثيين والإخوان، مصيرها الانهيار في مواجهة الأزمات الكبرى، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، يبدو أن كل طرف بدأ يكشف عن وجهه الحقيقي، مما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل المشهد السياسي والإعلامي.
في النهاية، يبقى السؤال: هل سيتعلم الجنوبيون تحديداً من هذه التحالفات والشراكات الانتهازية، ويعملون على بناء قوة وطنية متماسكة لمواجهة التحديات بعيداً عن الأطراف الخارجية والأجندات المتناقضة؟