الرئيسية / أراء وكتاب / مجلس حضرموت الوطني كوميديا سياسية بعيدة عن الواقع

مجلس حضرموت الوطني كوميديا سياسية بعيدة عن الواقع

كتب/ محمد علي رشيد النعماني

في خطوة يمكن وصفها بأنها تجمع بين السخرية والعبث السياسي قرر ما يسمى بمجلس حضرموت الوطني الذي لا يمثل حضرموت حقاً ولا يعكس طموحات أبنائها تعيين عصام الكثيري أميناً عاماً له .
هذا المجلس الذي يبدو أنه يجتهد أكثر في إخراج مسرحيات سياسية غير واقعية من مواجهة مشاكل حضرموت الحقيقية بات اليوم مصدراً للدهشة أكثر من كونه جهة قادرة على تقديم الحلول .

تعيين عصام الكثيري المعروف بتناقضاته السياسية وتحركاته التي تثير الجدل أكثر من تحقيق النتائج يعزز حقيقة أن مجلس حضرموت الوطني لا يمتلك المصداقية المطلوبة لتمثيل حضرموت وأهلها فمنذ تأسيسه ظهر هذا المجلس كواجهة هامشية لا تلامس نبض حضرموت الحقيقي ولا تعبر عن تطلعات أهلها وإذا كان ثمة كيان يمثل حضرموت فهو بالتأكيد ليس هذا المجلس الذي يفتقر إلى الحضور السياسي الفعلي .

الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن من يمثل حضرموت بشكل فعلي ويمثل الجنوب عامة هو المجلس الانتقالي الجنوبي فالمجلس الانتقالي بقيادته المتنوعة التي تشمل كافة محافظات الجنوب بما فيها حضرموت هو الجهة الوحيدة التي تقف إلى جانب الحضارم وتدافع عن حقوقهم ضمن إطار المشروع الجنوبي الكبير إنه الكيان الذي يمثل القضية الجنوبية بتنوعها وعمقها والذي يضم بين صفوفه قيادات حضرمية حقيقية تعمل بجدية لتعزيز مصالح حضرموت في سياق المشروع الجنوبي .

على النقيض نجد أن مجلس حضرموت الوطني يفتقر إلى هذه الرؤية الشاملة ويتحول تدريجياً إلى مجلس يعزف على أوتار المصالح الفردية والأجندات الشخصية فتعيين الكثيري المعروف بانحيازاته وولاءاته المتقلبة هو خطوة أخرى نحو تكريس الانفصال عن الواقع الحضرمي والجنوب الكبير .

لا يمكن إنكار أن حضرموت بتاريخها الغني وموقعها الاستراتيجي وثرواتها تستحق من يمثلها بصدق وأمانة ويعمل لتحقيق طموحات أبنائها في ظل المشروع الجنوبي الجامع ومع ذلك يصر مجلس حضرموت الوطني على تقديم نفسه كبديل وهو في الحقيقة لا يعدو كونه كياناً هامشياً لا يمتلك القدرة ولا الإرادة لتحقيق هذه الطموحات .
أما عصام الكثيري فاختياره أميناً عاماً لا يعدو كونه خطوة أخرى نحو تحويل السياسة إلى مسرحية هزلية حيث يصبح تمثيل الأدوار أهم من تمثيل الشعب .

إذا أردنا حقاً الحديث عن تمثيل حقيقي لحضرموت وأبنائها فلا بد أن نوجه الأنظار نحو المجلس الانتقالي الجنوبي فهو الكيان الذي يضم قيادات حضرمية بارزة تعمل جنباً إلى جنب مع قيادات الجنوب الأخرى لتحقيق مستقبل مشترك يقوم على العدالة والكرامة والتنمية هذا هو الصوت الحقيقي لحضرموت ضمن الجنوب بعيداً عن التجارب الهزيلة التي يقدمها مجلس حضرموت الوطني .

أخيراً يبدو أن مجلس حضرموت الوطني قد اختار طريقاً معزولاً عن الواقع الحضرمي والجنوبي متناسياً أن أهل حضرموت يعرفون جيداً من يمثلهم ويدافع عنهم قد تكون هذه المسرحية التي يقدمها المجلس تثير الضحك لدى البعض لكنها بالتأكيد ليست النهاية التي تليق بأبناء حضرموت فالحقيقة أن هؤلاء يستحقون تمثيلاً حقيقياً يعكس طموحاتهم وآمالهم بدلاً من العروض الهزلية التي لا تعبر عن واقعهم ولا تلبي احتياجاتهم ..

شارك الخبر

شاهد أيضاً

المواطن بين أعباء الحياة وتجاهل الحكومة… مقال لـ عبدالسلام السييلي

المكلا (حضارم اليوم) كتبه: عبدالسلام السييلي يعيش المواطن اليوم تحت خط الفقر مكبل بالإلتزامات الأسرية …