كتب/ صالح علي الدويل باراس
من يتابع التغطية الاعلامية اليمنية وطرفياتها لاي حالة في الجنوب سواء الفضاء الاليكتروني او الاعلام التقليدي صحافة قنوات وحتى الاذعة يجدها متحيّزة بل مفترية ليس في وصف الحالة او ايراد الخبر وتضخيمه بل في وضعه خارج سياقاته وتحميله معاني ليست فيه ، فاي حادث في عدن تتخذ له ابعاد تهويلية سياقاً وتناولاً وتحليلاً وتوظيفاً وهو يعكس سياسة اعلامية غير موضوعية ولا محايدة تهدف لاثبات فشل كل شيء في الجنوب
تغطية لا نجدها تغطي الاحداث والجرائم في سلطة الامر الواقع عند الحوثي بنفس اللغة والتحشيد والتوظيف بل تُمارس عليها تغطية وسكوت وتعمية ولا نجد ايضا تحليلات تسلّط الضوء على الاحداث والتجاوزات في المناطق القليلة الخاضعة للشرعية سواء في مارب او تعز او سلطة المخا
وحتى في تغطية الارهاب تذهب اغلب تغطياتهم الى وضعه في سياق خلاف جنوبي جنوبي بينما ظل اعلامهم وتغطياتهم منذ 1994 حتى انكسار الحوثي في الجنوب يغطي الأحداث ويربطها بالارهاب المستوطن في الجنوب…كيف تغيّر !!؟ ولماذا تغيّر!!؟
لو اخذنا مثال من زيارة “العليمي” ل”تعز” التي ظهر في اللقاء الرسمي شخص مطلوب امنيا وقضائيا وكان ممن اجتمعوا به ومر الحادث بكل بساطة وبدون تناول ولا تحليل ولا اشارة الا من اشارة او اشارتين قرأتهما في منصة (X) ولو افترضنا انه وقع في عدن… كيف ستكون التغطية وكيف سيسلطون الضوء على ذلك المطلوب امنيا وقضائيا الذي يسرح ويمرح ويحضر اجتماعات رسمية الذي دفع به المجلس الانتقالي للاجتماع ب”العليمي” سيعملون منها قضية راي عام يتناولونها ويحللونها الى الان!!!
في سلطة الحوثي سجنوا نساء وخرجن وقدّمن شهادات مخجلة عما تعرضن له وسجن ابرياء وقتلوا خارج القانون ولو قارنّا تغطية ذلك بالتغطية الرافضة لتعيين “المحرمي” لهيكلة الجيش والامن في الجنوب ستكون تغطية المحرمي اكثر تحليلا ورفضا وتشكيكا فعدا اجماعهم على انه قرار انفصالي اخذ بعضهم انه انقلاب على الانتقالي واخرون انه انقلاب على الرئيس عيدروس…الخ نال اكثر مما نالته قبائل “قيفة ورداع” ومقاومتها للكهنوت الحوثي الذي اقتحم قرى القبائل في رداع وعمل فيهم مجازر بل ان الشاذين منهم اغتصبوا الاطفال ولولا استنفار القبائل فان التغطية الاعلامية وتسليط الضوء لم تكن في مستوى ماعصف برداع وقبائلها
لماذا هذه المعايير المزدوجة في التغطية!!؟
لن اقول ان الجنوب يخلو من حالات وسلبيات توجب تغطية ساخنة وناقدة ، لكن ما يثير الاستهجان المعايير المختلفة للحالات المتماثلة في التغطية والتناول فهي لم تاتِ صدفة بل عن توافق قوى اليمننة تؤكد ان الجنوب يتعرض لحرب عسكرية وسياسية واعلامية..الخ اجتمع عليها اغلب اعلام الشمال حوثي اخواني وعفاشي الهدف منها طمس النموذج الجنوبي وتشويهه وتقبيحه وشيطنته واثبات عدم قدرته وجدارته على الادارة سياسيا واداريا وامنيا وعسكريا وان لانموذج جنوبي الا النموذج الاشتراكي – الذي لو فيه حياة لبعثها فيه “بوتين” في روسيا – ، لكنهم يمررونه بمناسبة وبلا مناسبة لتاكيد وتسويق ان النموذج اليمني سواء حوثي او اخواني او عفاشي هو نموذج الدولة الافضل محليا واقليميا
2سبتمبر 2024م