المكلا (حضارم اليوم) متابعات
في أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والإيمان، أدى نحو 850 ألف حاج من إجمالي 1.8 مليون طواف الإفاضة، الذي يعد أحد أركان الحج ولا يصح إلا به.
يأتي هذا فيما يواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسك الحج خلال أيام التشريق (11 و12 و13 ذو الحجة)، وسط منظومة خدمات متميزة ومتكاملة هيأتها الحكومة السعودية.
وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده “ستواصل بجميع قطاعاتها المعنية تقديم كل ما من شأنه أن يخدم قاصدي الحرمين الشريفين، ويعينهم على تأدية عباداتهم بأمن وطمأنينة”.
جاء ذلك خلال استقباله، في الديوان الملكي بقصر منى، الأحد، مفتي عام المملكة، والعلماء والمشايخ، وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقادة القطاعات العسكرية المشاركة في حج هذا العام، وقادة الأسرة الكشفية في المملكة المشاركة في الحج.
طواف الإفاضة
وتوجه ضيوف الرحمن الأحد العاشر من ذي الحجة إلى بيت الله الحرام مهللين مكبرين تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن مَنّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات السبت، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم قضوا الليل في مشعر مزدلفة، ثم قاموا برمي جمرة العقبة صباح الأحد بمنى.
وأكد وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج، الدكتور عايض الغوينم في المؤتمر الصحفي الخاص بالحج مساء الأحد تضافر جهود منظومة خدمة ضيوف الرحمن، مما حقق نجاح إفاضة الحجيج من عرفات إلى مشعر مزدلفة، ثم الانتقال إلى مشعر منى لرمي الجمرة الكبرى خلال 10 ساعات بكل يسر وطمأنينة وبنسبة امتثال تجاوزت الـ 95 % من خطة التفويج المرسومة وذلك من خلال توظيف تقنيات حديثة، تعمل على تخصيص مواقع الحجاج في المشاعر المقدسة، وتكوين جداول التفويج بناء على ذلك.
وبين أن ما يقارب 850 ألف حاج أدوا طواف الإفاضة حتى الآن، وذلك منذ منتصف الليل باستخدام حافلات الرحلات الترددية من وإلى المسجد الحرام عبر 11 محطة في حمى مشعر منى.
وأوضح أنه ستتواصل الرحلات على مدى 35 ساعة، لنقل ما يقارب مليونا وثلاثمائة وخمسين ألف حاج آخرين لأداء طواف الإفاضة.
على صعيد ذي صلة، قام رجال الأمن بجهود كبيرة من أجل التسهيل على حجاج بيت الله الحرام لوصولهم للمسجد الحرام ليطوفوا طواف الإفاضة.
وأعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، خلال المؤتمر الصحفي مواصلة قوات الأمن تنفيذ مهامها للمحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال إقامتهم في منى وأداء نسكهم بالمسجد الحرام ومنشأة الجمرات.
وبين أن ذلك يشمل إدارة وتنظيم حركة المشاة والحشود في جميع الطرق التي تربط مواقع مخيمات الحجاج بمنى مع منشأة الجمرات والمسجد الحرام، وفي المطاف والمسعى وعند مداخل المسجد الحرام ومنشأة الجمرات، وحول أحواض الرمي.
ودعا ضيوف الرحمن إلى الاستمرار في التقيد بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم لأداء النسك خلال أيام التشريق، والتي تشمل رمي الجمرات والسعي والطواف بالبيت الحرام، من خلال الالتزام بتنظيم التفويج واتباع الاتجاهات المحددة للسير على الطرق التي تؤدي إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام عند الذهاب والعودة، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام، والهدوء والانتظام في حركتهم.
وحث المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، المتعجلين في المغادرة من مشعر منى خلال ثاني أيام التشريق، بعدم مغادرة مخيماتهم قبل حلول المواعيد التي يحددها القائمون على خدمتهم.
بدورها، هيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأجواء لتأدية طواف الإفاضة في بيئة صحية آمنة، حيث عملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي على تعقيم وتطهير المسجد الحرام وصحن المطاف والأروقة والساحات بأحدث الآليات والمعدات المخصصة لذلك، قبل قدوم الحجيج وبعد مغادرتهم بيت الله العتيق.
وهيأت الهيئة المسارات المخصصة لدخول ضيوف الرحمن بخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود، وُضعت مسبقاً لضمان سلامتهم وأمنهم وراحتهم، وذلك بالتنسيق والتواصل الفعال والدائم مع جميع الجهات المعنية في المسجد الحرام.
كما عملت الهيئة على تهيئة منظومة تكييف متكاملة لتوفير هواء نقي بارد في جميع أرجاء المسجد الحرام وتبريد الهواء الخارجي في الساحات والطرق المؤدية للمسجد الحرام، وللحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن يتم تنظيم الحشود بالتعاون مع الجهات المعنية لاستيعاب الأعداد من ضيوف الرحمن وتهيئة جميع الخدمات لتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر ، كما تقوم الهيئة بغسل المسجد الحرام وسطحه وساحاته على مدار 24 ساعة.
رمي جمرة العقبة
وكان حجاج بيت الله الحرام قد شرعوا عقب وصولهم مشعر منى مع بزوغ فجر العاشر من شهر ذي الحجة، في رمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن ، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة يشرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر ، حيث يبدأون بنحر هديهم، ثم بحلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق (طواف الإفاضة) والسعي بين الصفا والمروة.
بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.