كتب/ صالح علي الدويل باراس
في سياق الانهيار السبتمبري وطنيا في الشمال انتقص مسلح سلالي من لهجة الدكتور “جمعان السامعي” “التعزية” قائلا : “الف رجال من اصحاب تعز ما يسووا رجال منا”!!! ، وما لبث ان ارداه قتيلا
الظاهرة ليست غريبة فهي موروث لدونية تاريخية تجاه اليمن الاسفل ، او بالاصح للشافعي اينما كان !!
وبموازاة هذا الانهيار الذي يكشف “داء القرون” السلالي ، ونظرتها الدونية لمن لايعتقد الحق السلالي ، مازال جنوبيون لصوتهم ضجيج ، وتاثيرهم ضئيل ، اصابهم “عمى الوان” ، يتوهمون وحدة واقاليم ومخرجات حوار ، وصنعاء حسمت خيارها -والقت ثوابت الوهم في سيارات الزبالة – ولن تقبل وطنية ولا مواطنة متساوية ولا اقاليم ولا جمهورية ولا وحدة ولا سبتمبر ولا اكتوبر الا تقيّة بما يخدم “سلالية سبتمبرها” ، وعلى اساس هذه الرؤية يقاتلون ويفاوضون وعلى اساسها يريدون اعادة احتلال الجنوب ، لا على مخرجات حوار ولا مرجعيات عربية ولا اممية ، ولن يعطوا وحدويي الجنوب حتى فتات مما اعطاهم اياه عفاش!!! ، فحقهم حق “قناديل” حق الهي للارض واهلها وثرواتها اما “زنابيل” الوحدة من الجنوبيين فسيضيفونهم الى زنابيل الشمال وستجد من يقول للجنوبي : “الف رجال منكم اصحاب الجنوب ما يسووا رجال منا!!!” واقصى شراكة ان يضعوهم زينة منصات و”يحمدون الله على مكرمة السيد”!!!
كيف يتصورون الوحدة!!؟ هل سيمنعون اعطاء للسلالية نسبة 80% من ثروة الجنوب !!؟ هذا ما يطالب به من مفاوضاته في مسقط !! هذا عدا الخُمس وعدا ضريبة الجهاد ..الخ ، ماهي الثوابت التي سيقيمون الوحدة معه ام “مخضرية حاليه” !!
طبّلوا وهنأوا وتمنوا لسبتمبر ، مع ان اهل سبتمبر يئسوا منه “كما يئس الكفار من اصحاب القبور ” ، مع انهم لا “في العير ولا في النفير ” ، فان تجمّهرت صنعاء -وهي لن تتجمهر -، فجمهرتها عصبوية ومكانهم معلوم ، واعظمهم شانا سيصفونه ب”الغبي” الذي لايفهم!!! ، وان تحوثت صنعاء فحوثيتها سلالية ولا مكان لهم في الجملة الاعرابية السلالية الا انهم “مغفل نافع” في خانة “زنابيل الزنابيل”
حتى مناضلي الجنوب الاوئل تعرضوا للافتراء عليهم باسم سبتمبر واكتوبر في تلفيق تاريخي وتحميل الشعوب بل والمناضلين مفاهيم مادارت بلخدهم حينها ، فمن قاوموا الاستعمار لجأوا لليمن منطلقين من عقيدة في المجتمعات الاسلامية اسمها “نصرة اهل القبلة”، ومن جاء من اهل اليمن للجنوب من بطش الامامة جاء منطلقا منها ، هذه العقيدة هي التي جعلت الجنوبي يقاتل مع اليمني ويقاتل مع الليبي ويقاتل مع الفلسطيني ومع العراقي والشامي…الخ في مراحل الاستعمار
إن كل ثورة قامت لظروفها فلم يثور اي يمني من اجل تحرير الجنوب من الاستعمار ، ولا ثار اي جنوبي من اجل تحرير اليمن من الامامة انما بعض نخب “افيتنهم” الشعارات القومجية ويبحثون عن الواجهة فاصطنعوا “كذبة كبرى” وسياق للثورتين فاصبحوا ضحايا مشروع بلا ملامح بل اوردوا شعبهم موارد التهلكة بغبائهم فسلمت اكتوبر الجنوب لعصبوية سبتمبر ، ومالبثت عصبوية سبتمبر ان سلمته لسلاليتها وانتهت الثورتين الا في اوهام المستثمرين الباحثين عن مكانة
لا جنوبي ممن قاتلوا بريطانيا كان يريد ان يكون البديل الذي يحكمه حكم الائمة!! ولا عصبوية صنعاء السبتمبرية!! ، لكن المغالطات والشعارات الفارغة اوقعت الجنوب في ما وقع فيه فهو من حرب 94 ارث عصبوي بشعارات وحدوية وبدعم من نخب من ابنائه ، والان تسعى نخب ان تجعله ارث سلالي
سيحارب الشماليون الجنوب وهم “الكل في واحد” ، فلا يتوهم جنوبي ان تكون له قيمة عندهم فقيمته ان يقف الجنوب “الكل في واحد”!!! والا سيدفعون الجزية “عن يد وهم صاغرون ” .. فهل من استفاقة!!؟
وبوهم وحدويتهم السلالية – لو نجحت – سيقال للجنوبي ذات يوم : “الف رجال منكم اصحاب الجنوب ما يسووا رجال منا!!!”