“الحرب التجارية أوصلت أمريكا والصين إلى حافة الهاوية المالية”، عنوان مقال نيقولاي بروتسينكو، في “فزغلياد”، حول الأبعاد المدمرة للحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وجاء في المقال: وافق ترامب على إبقاء التعرفة الحالية مع الصين، على سلع بقيمة 200 مليار دولار، عند 10٪ وعدم رفعها إلى 25٪، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، بعد اجتماع بوينس آيرس. بالمقابل، وافقت الصين على “شراء كمية، لم يُتفق عليها بعد ولكنها كبيرة للغاية، من المنتجات الزراعية والصناعية ومنتجات الطاقة وغيرها من الولايات المتحدة، من أجل تقليل اختلال التوازن التجاري بين البلدين”.
وفي الصدد، قل رئيس مركز البحوث الاقتصادية بمعهد العولمة والحركات الاجتماعية، فاسيلي كولتاشوف: “لقد أمكن تجنب موجة جديدة من الأزمة العالمية وتدهور حاد في الوضع. كانت الولايات المتحدة والصين تخشيان ذلك: نظرتا إلى الهاوية، وشاهدتا كيف انخفض النفط بشكل حاد وشعرتا بأن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن ينهار، ثم تؤدي الأزمة الصناعية في الصين إلى تسريح ملايين الناس. لا أحد يستطيع المخاطرة أكثر من اللازم. لا يزال هناك تكافل قسري”.
من أجل التنبؤ بمزيد من التطورات، ينبغي أولاً فهم الرهان الرئيس في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فوفقا للخبير في الشؤون الصينية، غريغورى كوتشيكوف، المهم بالنسبة لأمريكا ليس استعداد الصين لزيادة وارداتها من الولايات المتحدة (التي يبدو أن بكين توافق الآن عليها). فالأهم من ذلك هو ضمان أن تحتفظ الولايات المتحدة بالزعامة التكنولوجية للاقتصاد العالمي. هذا هو بالضبط ما تهدد به الصين الآن، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت دونالد ترامب إلى بدء حرب تجارية معها.
وقال كوتشيكوف: “من أجل الحصول على مثل هذه الضمانات، تحتاج أمريكا إلى تنازلات من الصين أكثر جدية بكثير من مضاعفة الواردات من الولايات المتحدة. كحد أدنى، إصلاحات هيكلية جادة في الاقتصاد الصيني، بما في ذلك خفض أو إلغاء دعم الدولة بشكل جدي في إطار برنامج “صنع الصين 2025″، والأفضل (إلغاء) هذا البرنامج نفسه. هذه الإصلاحات، التي من شأنها أن تلبي رغبة واشنطن، تخضع، في الواقع، الاقتصاد الصيني للاقتصاد الأمريكي”.
فيما يتعلق بإلغاء الرسوم الجمركية على سلع معينة أو حتى زيادة طفيفة في الواردات من الولايات المتحدة، يمكن للقيادة الصينية أن توافق على ذلك. لكن الإصلاحات الهيكلية المقترحة وإلغاء برنامج “صنع في الصين”، يعني في الواقع استسلاما غير مشروط”…
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة