الرئيسية / أراء وكتاب / تسليط الضوء على رواد النهضة التجارية منذ بداية الثمانينات في العاصمة عدن

تسليط الضوء على رواد النهضة التجارية منذ بداية الثمانينات في العاصمة عدن

عدن ( حضارم اليوم ) كتبه/ نزار الماس

سلط الضوء على رواد النهضة التجارية منذ بداية الثمانينات في العاصمة عدن.

وكتب في هذا الشأن نزار الماس: من منا لا يعرف ( بهديله ) .

الجميع في كريتر يعرف هذا التاجر وخاصة الأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من أعمارهم .

فقد أتى بهديله إلى عدن في عشرينيات القرن الماضي قادما من حضرموت وعمره ١٣ عاما . اسمه الحقيقي محمد سالم باهديله والعدانية يحذفون الالف ويقولون ( بهديله ) .

عمل في شبابه في دكان بكريتر وحينما بلغ العشرينيات من عمره فتح دكان خاصا به ( شحاري ) بالقرب من( الملعب البلدي ) الشهيد الحبيشي حاليا .

اشتهر بهديله منذ ثلاثينيات القرن الماضي بالصدق والأمانة وجودة بضاعته بالإضافة إلى أسعاره المناسبة كما كانت كثير من الأسر العدنية تأخذ منه ( الراشن ) ( كلع ) أو دين إلى نهاية الشهر .

ذاع صيت بهديله في كل أحياء كريتر ليس فقط على مستوى السكان العرب بل و على مستوى السكان الإنجليز أيضا وقد تعامل الناس معه حتى الذين يعيشون في الأحياء البعيدة كالخساف والعيدروس نظرا إلى أمانته وابتسامته التي لا تفارق وجهه وكلامه الذي يقطر عسل .

ذات يوم اشتكى احد الزبائن من بهديله وادعى بأنه قام بزيادة الدين الذي عليه ، فقد ادعى أن حسابه خلال الشهر هو ٧٠ شلن في حين أن حسابه كان ١٠٠ شلن مسجل في دفتر الديون ، وحينما صعدا الاثنان إلى الشرطة ووقفا أمام الضابط.

وقال الضابط: أن دفتر الشحاري بهديلة لا يكذب ولا يخطى وحينما تمت التحقيقات اتضح بأن كلام الضابط صحيح وحينها اعتذر الزبون وتأسف وكعادته بهديله قبل الاعتذار وانتهت المشكلة .

وانا الآن في عدن رأيت كثير من كبار السن الذين يعيشون في بريطانيا يقومون بزيارة دكان بهديله ويتصورون بجانبه ليتذكروا طفولتهم لان دكان بهديله ليس مجرد دكان بل يعتبر جزء أصيل من تاريخ عدن وركن اساسي من الهوية العدنية .

اليوم بهديلة وللأسف الشديد رجل مقعد وقد تجاوز عمره حوالي ال١٠٥ عام ، نسأل الله أن يعافيه ويطول بعمره كمان وكمان ونتمنى أن يواصلوا أبنائه نفس النهج الذي وصل اليه ابوهم .

شارك الخبر

شاهد أيضاً

في ذكرى تحرير المكلا.. انتصارات تتجدد في اجتثاث قوى الإرهاب

المكلا (حضارم اليوم) كتبه/ د. باسم منصور تحلُّ اليوم على شعب الجنوب الذكرى الثامنة ل …