الرئيسية / تقارير واخبار / تقرير: خمس سنوات من التفويض الشعبي للرئيس”الزبيدي” لقيادة سفينة الجنوب.. ما الذي تحقق؟

تقرير: خمس سنوات من التفويض الشعبي للرئيس”الزبيدي” لقيادة سفينة الجنوب.. ما الذي تحقق؟

المكلا(حضارم اليوم ) غازي العلـــــــوي

خمس سنوات مضت منذ أعلن شعب الجنوب تفويضه للرئيس القائد عيدروس الزبيدي لقيادة سفينة الجنوب صوب تحقيق الهدف المنشود الذي قدم الجنوبيون في سبيل تحقيقه آلاف الشهداء والجرحى.

تحل ذكرى تفويض الرئيس عيدروس الزُبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – قائدًا لقضية شعب الجنوب، هذا العام، في مرحلة تشهد العديد من المتغيرات والتطورات السياسية التي دفعت بالقضية الجنوبية لتتصدر المشهد السياسي وجعلها ضمن القضايا المهمة التي يوليها المجتمع الدولي جل اهتمامه.

الزبيدي والطريق الآمن

“سنمضي بكم في طريق آمن” هكذا قالها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – ذات يومٍ وهو يحاطب أبناء الجنوب، مؤكدا أن الطريق مليء بالأشواك ومحفوف بالمخاطر، ولكنه سوف يكرس وقته وجهده للسير بشعب الجنوب في طريق آمن للوصول إلى تحقيق آماله وتطلعاته باستعادة دولته وفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية.

طوال خمس سنوات وبقيادته الحكيمة والمتزنة استطاع الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وبمشاركة طابور طويل من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، إيصال قضية شعب الجنوب إلى المحافل الدولية، بل وجعلها تتصدر لقاءات ونقاشات القوى الدولية والعالمية، بالإضافة إلى تحقيق الكثير من النجاحات على كافة المستويات رغم الأوضاع الصعبة والاستثنائية التي يمر بها الجنوب خصوصًا واليمن ككل في ظل الحرب القائمة والمتعددة ضد الجنوب والتي وصلت إلى محاربة المواطن الجنوبي حتى في قوت أطفاله والخدمات المهمة والضرورية.

4 مايو.. يوم فاصل في تاريخ الجنوب

لم يكن يوم الرابع من مايو من عام 2017 يومًا عاديًّا في تاريخ الجنوب وقضية شعبه، لكنه يوم كان ولا يزال مفصليًّا عندما فوّض الشعب الجنوبي رئيسه وقائده عيدروس الزبيدي ليقود قضيته ويحمل على أكتافه آمال وتطلعات شعب بأكمله ينشد استعادة دولته، عبر تشكيل المجلس الانتقالي كقيادة رسمية تعبّر عن الشعب وقضيته.

إعلان عدن التاريخي كان تفويضًا شعبيًّا شارك فيه ملايين الجنوبيين ممن صدحت أصواتهم بأعلى صوت في كل أرجاء الوطن، لتوجيه الدعوة والتفويض للرئيس الزُبيدي ليقود تطلعات الشعب الجنوبي بغية استعادة دولته.

الذكرى السنوية الخامسة لتفويض الرئيس الزُبيدي تأتي والجنوب يشهد انتصارات غير مسبوقة عضّدت جميعها مساره نحو استعادة دولته المسلوبة من الاحتلال اليمني، فالجنوب الذي خُطِّط له أن يتعرض لتهميش وإقصاء منذ سنوات طويلة، كأحد صنوف الحرب والعدوان على الجنوب، يملك اليوم مقومات دولة وبنية مؤسساتية قائمة، بعدما أصبح أحد أطراف صناعة واتخاذ القرار بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي يحضر فيه الجنوب بقوة.

تفويض الرئيس الزُبيدي كان أحد مقومات قوة قضية شعب الجنوب، لا سيّما أن الرجل اتبع سياسات حكيمة أثمرت تلك النجاحات العديدة التي حقّقها الجنوب على مدار الفترات الماضية، وتغلق أي باب إزاء محاولة استهدافه بأي حالٍ من الأحوال، وفي الوقت نفسه وثّقت شراكات الجنوب مع المحيط الإقليمي والعربي وتحديدًا مع السعودية والإمارات.

وفيما تعزز الإنجازات التي يُحققها الرئيس الزُبيدي وهو يقود قضية شعب الجنوب، فإنّ استكمال هذه المكاسب تتطلب مزيدًا من التكاتف والتلاحم وراء القيادة الجنوبية، لتقوية أواصر الجنوب وقضية شعبه بما يُسهم في تعزيز حضوره أكثر على الأرض ومن ثم تحقيق العديد من النجاحات لتحقيق حلم استعادة الدولة.

يترجم هذا الحضور الجنوبي في النقلة النوعية التي شهدتها قضية الشعب في الفترة الماضية، وهي نقلة تجاوز فيها الجنوب مرحلة البحث عن إثبات عدالة قضيته وبناء البنية المؤسساتية لقيادته إلى مرحلة الندية التي جعلته يجابه الاحتلال اليمني من موقف راسخ ومدافع عن حق مسلوب، وأحد أسباب هذه القوة يتمثل في حجم الحاضنة الشعبية التي يتمتع بها الرئيس الزُبيدي في كل أرجاء الجنوب.

خمس سنوات وضعت الجنوب على طريق استعادة الدولة

مع مرور خمس سنوات كاملة على تفويض الشعب الجنوبي للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لأنْ يقود قضية الشعب العادلة، يعود الفضل في الكم الكبير من الإنجازات التي تحققت على الأرض إلى الحكمة التي تحلّى بها الرئيس الزُبيدي والتي ساهمت في صناعة جنوب مختلف.

سياسات السلم والأمن التي غرسها الرئيس الزُبيدي جعلت الجنوب وقضية شعبه في مواقع متقدمة للغاية، فعلى الصعيد العسكري قاد الرئيس القائد استراتيجية صاغت أطر الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية، بما ساهم في جعْل الجنوب وقواته المسلحة الأكثر قدرة على مكافحة الإرهاب، بدليل الحجم الكبير من المكاسب التي تحقّقت على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها المليشيات الحوثية.

ويعود الفضل إلى القوات المسلحة الجنوبية في كل الانتصارات الميدانية التي تحققت على الحوثيين، وذلك بدعم وإسناد مباشر من قِبل التحالف العربي وتحديدًا دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدّمت جهودًا عظيمة شهد بها العالم أجمع لكنها تعرضت لحملات تشويه ممنهجة من تنظيم الإخوان الإرهابي.

الزخم الكبير الذي انخرط فيه الجنوب على يد قواته المسلحة في مكافحة الإرهاب، لم يؤدِ إلى تغافل المسار السياسي، إذ استطاع المجلس الانتقالي – بقيادة الرئيس الزُبيدي – أن يبرهن أنه قاد المرحلة من أجل عملية السلام، وقد عبّر عن ذلك في أكثر من مناسبة بدليل حرصه على حل كل الخلافات عبر تغليب لغة السلم والحوار دون أن ينال ذلك من قوته الأمنية.

الحنكة السياسية التي تحلّى بها الرئيس الزُبيدي أظهرت أنّ الشعب الجنوبي كان مُحقًا في القرار الذي اتخذه قبل خمس سنوات عندما فوضه لإدارة قضية الشعب العادلة من أجل استعادة الدولة.

وهناك الكثير من الأدلة على تلك النجاحات والانتصارات، فالجنوب الذي تعرض لمحاولات تهميش منذ فترة طويلة أصبح اليوم حاضرًا وبقوة في المشهد السياسي، لا سيّما منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي أدرج الجنوب وأشركه في اتخاذ القرار.

كما أنّ التعامل الإقليمي والدولي مع الرئيس القائد الزُبيدي أصبح يتضمن اعترافًا واضحًا بأنه الممثل الشرعي والوحيد لقضية شعب الجنوب وأن المجلس الانتقالي هو حامل لواء هذه القضية العادلة، ويُستدل على ذلك بحرص العديد من السفراء والمسؤولين على عقد اجتماعات مع الرئيس الزُبيدي للاستماع إلى الرؤى السياسية التي تتناول مختلف القطاعات فيما يتعلق بالجنوب وقضية شعبه.

ولوحظت زيادة واضحة في حجم هذه الاجتماعات في أعقاب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وإدراج الجنوب به، إذ اتضح للجميع أنّ الجنوب لا يمكن تهميشه وأن قيادته ومن قبلها شعبه لن يسمحا بإقصائه من المشهد السياسي بأي حالٍ من الأحوال.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

هيئة التدريب والتأهيل تختتم دورة تدريبية حول تقدير الموقف السياسي

عدن(حضارم اليوم) خاص اختتمت هيئة التدريب والتأهيل للمجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الخميس، بالعاصمة عدن، الدورة …