المكلا(حضارم اليوم)متابعات
في الوقت الذي حرصت فيه الأمم المتحدة على توثيق حجم الإرهاب الحوثي الذي فتك بأعداد هائلة من المدنيينن، فإنّ المنظمة الدولية تُوجَّه إليها الكثير من الانتقادات بشأن عدم اتخاذ إجراءات عقابية ضد المليشيات.
أحد صنوف الإرهاب الحوثي المتفاقم، توسّع المليشيات في زراعة الألغام على صعيد واسع، والذي التهم أعدادًا كبيرة من المدنيين.
ونفّذت المليشيات الحوثية، ما باتت تعرف بأكبر عملية زرع للألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد كشفت تقديرات أنّ عدد الألغام التي زرعتها المليشيات تخطّت المليون لغم.
وأحصت تقارير أممية حديثة، أن 1424 مدنياًّ قتلوا خلال أربع سنوات جراء الألغام والذخائر التي لم تنفجر من مخلفات الحرب في اليمن.
وقال مكتب ممثل منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن – في بيان – إنّ الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب الدامية التي تعصف باليمن منذ سبعة أعوام ما زالت تتسبب في قتل وتشويه المدنيين وتشكل مخاطر كبيرة على عمال الإغاثة.
في الوقت نفسه، دعا المكتب الأممي في رسالة عبر “تويتر”، المانحين لتقديم المزيد من الموارد لدعم جهود إزالة الألغام في أسرع وقت.
وهذا الإحصاء الصادر عن الأمم المتحدة ليس الأكبر من نوعه، فسبق أن كشفت تقديرات أخرى عن سقوط أكثر من أربعة آلاف مدني بين قتيل وجريح، بالألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية خلال السنوات الست الماضية.
تحديدًا، تقول هذه التقديرات إن 1929 قتيلًا سقطوا من المدنيين بينهم 357 طفلاً، و146 امرأة، إلى جانب إعاقة وتشويه أكثر من 2242 مدنيًّا بينهم 519 طفلاً و167 امرأة في الفترة نفسها بسبب الألغام.
كما تضرّرت أكثر من 2872 منشأة عامة وخاصة بسبب استخدام الألغام المضادة للأفراد أو المضادة للمركبات.
في المقابل، تبذل المملكة العربية السعودية، عبر مشروع نزع وتطهير الأراضي اليمنية من الألغام “مسام” ، جهودًا ضخمة لإزالة الألغام، أحدثها تمكنه من إتلاف وتفجير 957 لغمًا وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في منطقة باب المندب، بالساحل الغربي.
وشملت عملية الإتلاف، 120 لغمًا مضادًا للدبابات، و375 فيوز منوعًا، و434 قذيفة وذخيرة غير متفجرة، وستة صواريخ منوعة، و19 لغمًا مضادًا للأفراد، وثلاث عبوات ناسفة.
وكان فريق “مسام” قد أعلن انتزاع 1755 لغمًا خلال الأسبوع الرابع من شهر سبتمبر الماضي، ليصبح إجمالي ما تمّ نزعه منذ بدء المشروع 277 ألفًا و60 لغمًا.
هذه الجهود تُبذل وسط تحديات كبيرة، أبرزها غياب خرائط تحدد أماكن زرع هذه الألغام التي نُثرت من قبل المليشيات الحوثية بطريقة هستيرية، كما أنّ خطر الألغام الحوثية لا يقتصر على انعدام خرائط واضحة لنهج المليشيات في زراعتها بل في الطريقة التي يعتمدها الحوثيون في توزيعها بطرق عشوائية، امتدت لمناطق مدنية.
كما عملت المليشيات الحوثية، على تحوير هذه الألغام وتمويهها لإلحاق أكبر عدد من الخسائر البشرية، فمنها التي تعمل عن بعد وأخرى مموهة بلون الصخور والطبيعة.
هذا الإرهاب الحوثي الواضح للعيان، يُقابل بصمت أممي أو تخاذل عن اتخاذ الإجراءات التي تمثّل ضغطًا على المليشيات لتجبرها على وقف التلاعب بحياة المديين على هذا النحو المريع.
ويؤكد محللون ضرورة العمل على معاقبة المليشيات الحوثية، بما يُشكل وسيلة ضغط عليها، للتوقف عن جرائمها التي لطالما فتكت بأوضاع المدنيين وكبّدتهم كلفة دامية.