المكلا ( حضارم اليوم ) العرب
كشفت سلطنة عمان عن أنها تعمل بالاشتراك مع السعودية على “التوصل إلى تسوية شاملة” للأزمة اليمنية، في موقف نادر للسلطنة التي دأبت على ملازمة الصمت في ما يتعلق بما يجري على أراضيها من لقاءات ومشاورات سواء ما تعلق منها بالموضوع اليمني أو ما اتصل بالملف الإيراني أو ما ارتبط بغيرهما من الملفات الإقليمية.
وقال بيان نشرته وكالة الأنباء العمانية الرسمية إن “السلطنة مستمرة في العمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية والمبعوثين الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيموثي ليندركينغ الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة” في اليمن.
وأضاف البيان أن “السلطنة تأمل في أن تحقق هذه الاتصالات النتيجة المرجوّة في القريب العاجل وبما يعيد لليمن الشقيق أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة”.
ويعد البيان الرسمي العماني حول استمرار جهود مسقط في العمل على إيجاد حل للأزمة اليمنية بالتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، تأكيدا على دخول المباحثات غير المعلنة التي تشهدها العاصمة العمانية منذ أشهر للتوصل إلى آلية لوقف إطلاق النار في اليمن، حيز المشاورات الجدية وإحرازها تقدما على صعيد إجراءات بناء الثقة.
وتسعى مسقط التي عملت منذ اندلاع الحرب اليمنية على لعب دور وسيط بين الإقليم والعالم وبين الجماعة الحوثية، لإبراز دورها في حل الأزمة اليمنية وإخراجه إلى العلن بعد أن ظلت تفضل لعب هذا الدور بصمت ودون تصريحات رسمية.
ومن خلال استضافتها وفدَ المفاوضات الحوثي تحولت العاصمة العمانية إلى مركز رئيسي للمباحثات بين الأطراف الإقليمية والدولية من جهة وبين الحوثيين من جهة ثانية. كما شهدت لقاءات ثنائية غير معلنة بين ممثلين عن الإدارة الأميركية والحوثيين منذ اللقاء الشهير الذي جمع وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري والوفد الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام في أواخر عام 2016.
وعملت مسقط على تنسيق لقاءات على مستوى منخفض بين التحالف العربي والحوثيين، إضافة إلى تنظيم سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين دوليين وغربيين وبين الوفد الحوثي آخرها اللقاء الذي ضم المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ والوفد التفاوضي الحوثي الذي استلم نسخة من المبادرة الأميركية للحل في اليمن.
وكان بعض المسؤولين الحوثيين، ومنهم كبير مفاوضي الجماعة محمد عبدالسلام، يقيمون في مسقط منذ بدء التحركات الإقليمية والدولية لإيجاد حل للأزمة عبر التفاوض.
وخلال السنوات الماضية تعرضت سلطنة عمان لانتقادات إعلامية وسياسية على خلفية اتهامات لها بدعم النشاط السياسي والدبلوماسي الحوثي.
ويعتبر مراقبون أن الموقف العماني من الأزمة اليمنية، الذي تشكل في أواخر عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، يعد تحولا بارزا في نهج السياسة العمانية التي ظلت تفضل النأي بنفسها عن التجاذبات السياسية الإقليمية والدولية، بينما مارست دورا ملموسا مغايرا في التعاطي مع الحوثيين الذين باتت العاصمة العمانية مسقط مركز تحركاتهم الدبلوماسية.
وشهدت مسقط خلال الأيام الأخيرة تحركات مكثفة شارك فيها المبعوثان الأممي والأميركي إلى اليمن اللذان عملا على نقل المقترحات بين مسقط والرياض بشكل منتظم، في محاولة لتقريب وجهات النظر حول المبادرة السعودية التي تؤكد المصادر أنها امتداد للمبادرتين الأميركية والأممية لوقف إطلاق النار واستئناف المشاورات السياسية.
وعرضت السعودية مبادرة لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، لاقت ترحيبا أمميا وأميركيا، لكن الجماعة المتحالفة مع إيران قالت إنها لن توافق عليها إلا إذا اشتملت على رفع الحصار الجوي والبحري.
وعلى الرغم من الاقتراح واصل الحوثيون ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد السعودية فضلا عن هجوم بري على مأرب المنتجة للغاز.
وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، الثلاثاء اعتراض وتدمير مسيّرتين مفخختين أطلقتهما ميليشيا الحوثي باتجاه المملكة.
وقال السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر بن سلطان إن “انسحاب قوات بلاده من اليمن لن يفضي إلى السلام المنشود في اليمن”، مشيرا إلى أن السعودية لا تستطيع أن تنسحب ببساطة من اليمن في الوقت الراهن.
وأضاف في مقال رأي نشرته صحيفة “تليغراف” البريطانية “نحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن ما سيحدث إذا غادرنا من جانب واحد. لن ينتهي الصراع، وقد يبدأ فصل دموي جديد، مع زيادة عدد القتلى من المدنيين، ولن تتمكن المساعدات الإنسانية المتاح لها أن تتدفق حاليا إلى المنطقة من الاستمرار”.
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين يوم الجمعة إن الجماعة هاجمت منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية السعودية في رأس تنورة ورابغ وينبع وجازان.
ووقعت الهجمات أثناء أحدث زيارة يقوم بها المبعوثان الأميركي والأممي إلى سلطنة عمان والسعودية.