عدن ( حضارم اليوم ) خاص
في مشهد دراماتيكي للأحداث وفي لحظة جنوبية حاسمة وعند وصول الالاف من الجنوبيين والمتظاهرين الى مشارف قصور معاشيق في كريتر بعد مرورهم من حقات ومابعدها، أنبرى للجماهير صباح اليوم القائد العسكري البارز جلال الربيعي في خطاب توجيهي لهم بعدم حرف مسار التظاهرة وضبط شعاراتها وتنبيههم بأن رسالتهم قد وصلت ليس للمعاشيق فقط وأنما للعالم..
هنا فجأة أفقت تلك الجموع التي كانت تقودها لحظات ثورية حماسية غير محسوبة العواقب من الممكن أن تضيع مغزى رسالها الاحتجاجية وقد تؤدي الى حرف التظاهر الى الفوضى وتخرج الامور عن السيطرة.
أن سماع تلك الجماهير لتوجيهات ذلك القائد المغوار وموافقتها على مناشداته بالعودة والرجوع الى خارج القصر الحكومي بعد وصولهم الى النقطة الفاصلة تلك كان لدلالة واضحة على مدى حب الناس والعامة لهذه الشخصية الميدانية التي كانت ولازالت منهم وإليهم.
لعل الكل يعلم أن القائد الربيعي هو اول قيادي جنوبي صرح بالموقف مع الزخم الشعبي المتصاعد بمطالبه الحقوقية من خلال خطاب له قبل اكثر من اسبوع ولطالما حذر من خلاله الحكومة من استمرار تردي الاوضاع على هذا المنحنى الخطير مع انهيار كافة اوجه الحياة الاقتصادية والخدمية، وهذا الخطاب الذي عزز الرصيد الشعبي لديه في قلوبهم كان من بين الاسباب التي أدت الى تفاعل المتظاهرين معه وتفهمهم لكلماته ورجوعهم الى سير التظاهر السلمي والشعبي الحضاري.
لقد أبرزت تظاهرة اليوم العديد من النقاط الايجابية على الصعيد الشعبي فقد أرسلت للكل رسائل سياسية وحقوقية هامة يجب أن يلتفت لها الجميع، كما أثبتت احداث اليوم مرة أخرى أن حجم القائد جلال الربيعي ليس على المستوى الامني وقيادته ونجاحه فيه بل حتى على مدى الرصيد الشعبي وحب الناس له حتى في وقت الغضب والحماس الثوري.