الرئيسية / أراء وكتاب / دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني ( 1 / 5 ) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

دروس من التاريخ .. رسالة الى المخلصين في وطني ( 1 / 5 ) .. بقلم: سالم عبدالمنعم باعثمان

للتاريخ مناقب، فهو علم وفن وثقافةوحضارة، يستنشق منه العالم عبيق الماضي ويستخرج منه أفق التطور الحضاري والافتخار بماضيه والاحتفاظ بتراثه وتاريخ أمجاده، ومامرت به تلك المراحل من مطبات في الحياة تظل راسخة لايمكن التنكر لها او طمسها.
لقد مرت على شعبنا في الجنوب العربي ثلاث مغالطات كبيرة قدمت باسم الوحدة اليمنية على النحو التالي :
(1) في عام 1979م عندما كانت الحرب بين اليمن والجنوب وصل وفدي الدولتين الى الكويت ليفسح المجال أمام الدول العربية لاحتواء الموقف، فكان أول شرط للجمهورية العربية اليمنية : انه لايجوز فرض الوحدة بالقوة، فنراهم اليوم يتبجحون بأن الوحدة قد عمدوها بالدم.
(2،) عند تحقيق الوحدة كانت أغلب القوى السياسية في اليمن ترفض الوحدة بحجة رفضهم للدستور.
(3) ان الحديث اليوم عن المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب العربي ونيل حريته يقولون : أن هذا الطرح عنصري بغيض، ولكشف القناع نضع النقاط على الحروف وبالدليل القاطع الذي لاريب فيه ان أبناء الجنوب العربي الذين نزحوا ماقبل الوحدة الى صنعاء كانوا يحملون بطاقات هوية مكتوب عليها: (جنوبي مقيم في الشمال) بينما كان الجنوب يستقبل أبناء اليمن ووصل الكثير منهم الى موقع القرار السياسي بما فيها رئاسة الجمهورية ومنصب الأمين العام ووليناهم على رقابنا ورؤوسنا..
يقولون عنها اليوم انها وحدة، ولكن على أرض الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في الجنوب العربي احتلال وليس بحاجة الى دليل، اليس على واقع الممارسة التمييز العنصري وفرض الارادة بالقوة، ألم يتعرض أبناء الجنوب العربي للقتل في صنعاء وعلى تراب ارضهم ولم نسمع يوما على الأطلاق انه تم القبض على أي قاتل وتقديمه للمحكمة العاجلة….
ان ممارسات السلطة الحاكمة من تضليل وتعتيم في الأعلام وتزييف للحقائق عما تقوم به من نهب وسلب للثروات وامتهان لكرامة الانسان، وطمس للهوية والتاريخ، والوقوف مع الظلم والظالم، وتشجيع الفساد والمفسدين قد تحولت من جوف الأرض الى عيون تنبع منها شرارة البركان ووقود لمسار هذا النضال السلمي الذي يحمل في طياته المقاومة والتعبير المناهض لهذه السياسة الرعناء الحاملة لمنطق الجهل والهمجية واستغلال ذلك الجهل المنتشر في صفوف القبائل بستار الفتاوى والتضليل بشعار الوحدة والدفاع عنها، ليبقى الشعب تحت هذه المظلة المزيفة في عداء ويبقى المتنفذون يراقبون ويتفرجون وباسم الوحدة المباركة من خيرات الشعب ينهبون وينعمون…

شارك الخبر

شاهد أيضاً

ذكرى التفويض والتأسيس

كتب/فضل الجعدي مثل الرابع من مايو لحظة مفصلية في مسار الثورة الجنوبية التحررية وكان الخيار …