حذاري أن يهزوا ما بداخلكم من إيمان .. وحذاري أن يجرونكم إلى كهوف زمنهم البائد وقصص ستيناتهم ،، ثم حذاري أن يقنعوكم بأن لا مستقبل إلا بهم ،، فتلك كذبة كبرى ،،، فهم الماضي،، وانتم وحدكم المستقبل ،،
كونوا أقوياء ،،راسخين واعلموا أن قضية استرجاع وطن ليست بالأمر الهين وليست بالبساطة التي قد تلامسون سطحها ك عابرون يتمنون الأماني .. فتكون .
استرجاع وطن .. يحتاج ثبات ،، وصبر ،،
وحلم ،، ويقين بالحق لا يراوده شك ..
كونوا اكيدين من انكم ستنتصرون ..
سينتصر المتعبون الذين خاضوا معارك نضالهم حتى تكسرت نصالهم.. وارتقت ارواحهم .. وانسكبت على الارض دمائهم وثكلتهم امهاتهم ..وتيتم أطفالهم .. وتأرملت زوجاتهم ..
لعمري انهم سينتصرون وسيخسر المراهنون رهاناتهم،، وقبل خسارتهم الرهان سيخسرون احترامهم لأنفسهم بل يخسرون أنفسهم بذاتها ،، حتى اذا جاء احدهم ليقف امام مرآته لايكاد يرى نفسه …
سيخسرون رهانهم لامحالة سيخسرون ،، فهذا الشعب ،، كملح الارض،،كسنابل القمح ،، كبذور اللقاح ،، كلما اشتدت عليهم رياحكم وعصفكم كلما نثروا بذورهم على كل أرض الجنوب ،فتنبت غابات من رجال .. ونساء.. وأطفال،، وشباب ،،
ستنبت غابات كثيفة من جيل لم يعد يعرفكم ولم يعد يصدقكم الى درجة انكم ستشعركم كم انتم غرباء فيها وكم انتم ضئيلون امام كثافة تلك السنابل التي جذورها مغروسة في الأرض ورؤوسها تصادق السحب في السماء ..
فالارض تبقى لأهلها …