الرئيسية / أراء وكتاب / إعلام قطر.. شهرة بلا مصداقية أو تأثير بقلم: عبدالجليل السعيد

إعلام قطر.. شهرة بلا مصداقية أو تأثير بقلم: عبدالجليل السعيد

دفعت حكومة قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده أموالاً كثيرة بغية تحسين صورتها وإنشاء شبكات تلفزيونية ومنصات إعلامية هدفها ظاهراً إقناع المشاهد العربي أن هناك تعدداً في الآراء وحرية في النشر، ثم مع مرور الوقت تبين للرأي العام العربي أن الدوحة تبطن غير ما تظهر في هذا المجال، وتحرص أشد الحرص على بث مواد خبرية تؤيد الإرهاب وتبارك جرائم الإرهابيين في كل مكان.

لعل الدور الوظيفي لحكومة قطر في خدمة الأجندة الإيرانية والتركية هذه الأيام، فَضَحَ إعلامَها وجعله في حالة لايُحسد عليها في مواجهة الإعلام العربي الجديد.
وربما نجحت بعض قنوات الإعلام القطري بتحقيق شهرة من حيث الانتشار والمتابعة، لكن المصداقية والتأثير غير موجودة في تلك القنوات الآن، سيما وأن الغرفة التحريرية واحدة، ولمسات عزمي بشارة واضحة في تكرار الأكاذيب التي يُراد من خلالها تشويه سمعة دول بعينها على حساب حقائق يعرفها الناس ويلحظونها في حياتهم.

ولعل الدور الوظيفي لحكومة قطر في خدمة الأجندة الإيرانية والتركية هذه الأيام، فَضَحَ إعلامها وجعله في حالة لا يُحسد عليها في مواجهة الإعلام العربي الجديد، الذي يمتلك مقومات التغطية الإعلامية الصحيحة، والأسلوب الرصين مهنياً والقادر كذلك على كشف أباطيل المرتزقة.

وحين يعاين العرب دفاع إعلام قطر عن ممارسات النظام الأردوغاني في شمال سوريا وعموم ليبيا والعراق، وتدخلاته الإجرامية التي أدت لتدمير حياة ملايين البشر، فضلاً عن نهب ثرواتهم، يدركون بأن هذا الإعلام القطري أصبح أداة بيد المخابرات التركية، وأوهام هذا الإعلام كما أحلام أردوغان لن تجد لها مكاناً في مستقبل الأمة العربية، لأن شواهد الواقع تشرح عداء تركيا وعنصريتها حيال المواطنين العرب في تلك البلدان وغيرها.

والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يمتنع إعلام قطر عن ذكر أي انهيار اقتصادي داخل طهران أو أنقرة ؟، لماذا يصر إعلام قطر على تقديم إيران وتركيا في نشراته على أنها بلدان مستقرة وتنافس سويسرا في تطورها؟ في وقت تحاصر العقوبات نظام الولي الفقيه من كل حدب وصوب، وتستولي على نظام أردوغان الأزمات داخلياً وخارجياً.

وتجربة الإعلام القطري في تسويق الميلشيات الإرهابية أمرٌ لا تستطيع قطر إنكاره أبداً، فعناصر ميلشيا حزب الله في لبنان هم المراسلون والصحفيون العاملون في مكتب قناة الجزيرة ببيروت، وأصدقاء جبهة النصرة الإرهابية هم المعتمدون لدى القناة المذكورة في سوريا، ناهيك عن الإعلاميين المقربين من ميلشيا الحشد الشعبي الإرهابي في العراق حيث أنيطت بهم مهمة العمل مع الإعلام القطري من بغداد.

وأما اليمن الذي تبذل فيه دول التحالف العربي لإعادة الشرعية جهوداً جبارة، وفي مقدمة تلك الدول المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، فإن الدوحة عقدت اتفاقيات إعلامية مع جماعة الحوثي الانقلابية هناك، ووظفت العشرات من أتباع تلك العصابة الإرهابية ضمن سياسة تمويل مكشوفة لكل الفظائع التي يبرع فيها عبدالملك الحوثي ومناصريه.

وأما الإخوان المسلمون بمختلف توجهاتهم ودولهم، فإن لهم النصيب الأكبر من نسبة التواجد ضمن مفهوم الموارد البشرية في مقر القنوات القطرية وفروعها، ويتم فسح المجال لهم كل ساعة كي يتحدثوا بمفردات خطاب العنف والكراهية الذي يتبنونه، وتُعطى لهم ملايين الدولارات من ديوان قصر الوجبة من أجل العمل على خلق جيل متطرف وتشجيع شذاذ الآفاق والأخلاق على زعزعة الأمن في أوطانهم.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر

كتب / د. صدام عبدالله في كل عام في الثلاثين من نوفمبر، يحتفل شعبنا الجنوبي، …