الرئيسية / أراء وكتاب / مقال: “حرية الانتقاد” .. بقلم: مانع عبدالصمد المعيني

مقال: “حرية الانتقاد” .. بقلم: مانع عبدالصمد المعيني

هناك فرق شاسع بين من يود الانتقاد لمجرد الانتقاد، وبين من ينتقد لأجل التطوير والتحسين.

في أحد اللقاءات الإعلامية قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، للدكتور سليمان الهتلان: “لا تتردد في نقدي ونقد أي قصور تراه في أداء حكومتي “.
نحن على يقين تام بأن هناك الكثير من جوانب القصور في الحياة، ولن يكون شيء مكتمل في هذه الحياة، لذلك وبكل تأكيد سيكون هناك قصور في الأداء، ومن واجب الفرد الذي يعيش في المجتمع الانتقاد بما يراه للتحسين من الأداء والتطوير من الأسلوب والانتقال من المراكز الأخيرة للمراكز الأولى.

الانتقاد عبارة عن حركة صحية للجميع، سواء كان الفرد أو المؤسسات وحتى المجتمعات. يجب علينا العمل يداً بيد لتطوير المجتمع الذي نعيش فيه، ولكن للأسف الشديد هناك بعض الأشخاص جعلوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، وينتقدونهم لأنهم انتقدوا بعض الأمور الخاطئة التي رأوها أمام أعينهم ولم ينقلها لهم أحد، أو سمعوا إحدى الشائعات.

إذا أردنا الانتقاد يجب علينا أن ننتقد بموضوعية، ونطرح الحلول المتوافرة أو حتى الإمكانات التي قد تمكّن الأفراد أو المؤسسات من التحسين في مستواها.

في جميع مجالات العمل هناك انتقاد بطريقة غير مباشرة، ألا وهو التقييم السنوي للموظف، وهو بمثابة انتقاد دبلوماسي بطريقة غير مباشرة، يستفيد منه الموظف في مرحلته الوظيفية ويقوم بالتحسين من نفسه.

هناك الكثير من الشهادات والجوائز، وقد لا تحوزها الجهة المتقدمة للجائزة أو الشهادة، لأن هناك متطلباتٍ ونواقصَ، وقد تكون انتقاداً بطريقة غير مباشرة كذلك.

حياتنا اليومية قد تكون عبارة عن انتقاد بشكل غير مباشر، ولكن الأهم من كل ذلك ألا يكون لاذعاً، وألا يكون انتقاداً لأمر ليس بنا، أو بمعنى تجنّي علينا، لذلك يجب علينا – نحن الأفراد في المجتمع – تقبّل الانتقاد برحابة صدر وروح مرحة، وعدم التفكير في الانتقاد ذاته، بل التفكير في كيفية التطوير من أنفسنا، لنكون أفضل من أنفسنا في الأيام المقبلة.

الكثير من الأشخاص يكونون على خطأ ولا يتقبلون الانتقاد، ولكن يعطون أنفسهم الحق في انتقاد الجميع دونما استثناء، وبعد مدة من الزمن نجد هؤلاء الأشخاص لم يتقدموا مرتبة واحدة، والذين قاموا بانتقادهم تفوّقوا عليهم، وتقدموا بمراتب عديدة.

بعضهم يصيبهم الغرور، لأنهم وصلوا لمراتب عليا، أو ربما نالوا شهادات أكاديمية، وربما مهنية، وفي داخلهم يرددون بينهم وبين أنفسهم لا يحق لأي شخص أن ينتقده، لأنه أفضل من الجميع، هذا الشخص بالذات لن يستطيع تقديم أي شيء مهما فعل، وربما قد تتوقف عجلة الزمن به ويرى الجميع يتقدّم.

إذا أردت الانتقاد فيجب عليك تقديم حلول جذرية ومفيدة، ولا تنتقد لأن الشيء لم يعجبك، ولن تتمكن من إيجاد الحلول المفيدة للمجتمع.

شارك الخبر

شاهد أيضاً

٣٠ نوفمير يوم الحرية

كتب/ ا. د. عبدالناصر الوالي منذ ٥٧ عاماً وشعب الجنوب يحتفل بيوم النصر يوم الاستقلال …