الرئيسية / أخبار عربية ودولية / مواقف ترامب من منظمة الصحة العالمية.. ما بين السطور

مواقف ترامب من منظمة الصحة العالمية.. ما بين السطور

المكلا ( حضارم اليوم ) البيان

منذ بداية تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة، لم تتوقف نيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المصوّبة على منظمة الصحة العالمية التي اتهمها بالتقصير في مواجهة الجائحة وفي الانحياز للصين في التعاطي مع الوباء.

ومن منتصف مارس تدرج ترامب في هجومه على المنظمة بدءاً بانتقادها مروراً بتهديدات بوقف تمويلها وصولاً إلى قراره بقطع العلاقات معها.

ولم يكن ترامب وحدة حيث أيدت أصوات دولية ترامب في مواقفه ولكنها كانت محدودة، ولم تتطابق مع مواقفه، فيما يعد خصوم ترامب في الداخل الأمريكي أن الرئيس يصدّر أزماته إلى منظمة الصحة «والمشكلة تكمن فيه»، كما كتبت صحيفة واشنطن بوست.

ألمانيا وفرنسا قالتا في 18 مايو، إنهما تخطّطان لمبادرة لإصلاح منظمة الصحة العالمية. وعدّتا أنه «يتعين أن تصبح المنظمة مستقلة عن تأثير أية دولة»، ولكنهما أشادتا في الوقت نفسه بـ«إسهامات المنظمة».

وهدد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، بانسحاب بلاده من منظمة الصحة، إن لم تكف عن كونها «منظمة سياسية متحيزة»، حسب تعبيره.

وقال بولسونارو إن عقار هيدروكسي كلوروكوين عاد بعد سحب دراسات «زائفة» بشأن فعاليته.

ولم يكن موقف الرئيس البرازيلي مستغرباً، إذ إنه يتناغم كثيراً مع ترامب، حتى إن معارضيه يصفونه بـ«ترامب البرازيل».

دعوة للإصلاح

وكان رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، قال في 17 أبريل، إن منظمة الصحة العالمية «تحتاج بالفعل إلى الإصلاح»، ولكنه شدد أن اليابان لا تعتزم وقف تمويلها.

وقال إنه أبلغ بقية قادة مجموعة الدول السبع الكبرى بأن على المجتمع الدولي أن يتعاون لمكافحة هذا المرض المعدي الذي له تأثير عالمي، مضيفاً إن اليابان ستدعم منظمة الصحة «بقوة»، رافضاً فكرة خفض تمويل اليابان للمنظمة، مشدداً على دعم منظمة الصحة العالمية بقوة في الوقت الراهن.

وفي 9 أبريل طالبت تايوان مدير منظمة الصحة بتقديم الاعتذار بعد أن اتهمها بتشجيع مواطنيها على مهاجمة منظمته حول إدارتها وباء كورونا.

وفي 25 مايو عدّ وزير الصحة الألماني ينس سبان، أن ترامب على حق بشأن «عيوب» منظمة الصحة. وقال لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، إن المنظمة تخضع «لنفوذ بعض الدول الأعضاء» وعليها أن تصبح «أقل اعتماداً على تلك الدول»، من دون أن يذكر أية دولة بالاسم.

استياء دولي

وأثارت الخطوة الأمريكية قطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، غضباً واستياءً من عدد من دول العالم وفي طليعتها موسكو وبكين بطبيعة الحال.

وعدت الصين أنّ القرار «غير مسؤول»، وفقاً لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، التي قالت في 3 يونيو إنّ «إدارة ترامب تسعى للبحث عن آخرين وجعلهم كبش فداء، وبخاصة الصين ومنظمة الصحة العالمية، ومحاولتها التملص من مسؤوليتها وإخفاقها في التعامل مع الأزمة المزدوجة لوباء كورونا المستعر، والاضطرابات العرقية المنتشرة بقوة في جميع أنحاء البلاد».

وأشارت إلى أنّ خبراء ومسؤولي الصحة العامة في جميع أنحاء العالم، يعارضون عموماً، الرئيس الأمريكي، ويصفون تحركاته بأنها «وسيلة لصرف الانتباه» عن محاولات إدارته الفاشلة للتعامل مع المشكلات المحلية، ويدعون إلى تعاون عالمي.

وعد رئيس لجنة مجلس دوما الروسي للشؤون الدولية، ليونيد سلوتسكي، أن اتهامات ترامب لمنظمة الصحة لا أساس لها، وأنها تندرج في سياق الحملة الانتخابية لترامب. وذكّر بأنه «حتى الخبراء الأمريكيون يعدون تصريح ترامب في المقام الأول وسيلة لصرف الأنظار عن محاولات إدارته الفاشلة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة».

الاتحاد الأوروبي دعا الولايات المتحدة لإعادة النظر في قرارها وقال إنه في مواجهة التهديد العالمي، «هذا هو وقت تعزيز التعاون والحلول المشتركة. التصرفات التي تضعف النتائج الدولية لا بد من تجنبها».

معارضة داخلية

وعارض رئيس لجنة الصحة في مجلس الشيوخ ألكسندر لامار، في بيان، يوم 30 يونيو، تحرك ترامب لانسحاب الولايات المتحدة من «الصحة العالمية». وقال رئيس لجنة الصحة إنه لا يوافق على قرار ترامب، إنهاء عضوية الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية، وفقاً لما نشره موقع «روسيا اليوم».

وأشار «ألكسندر»، إلى أن سحب عضوية الولايات المتحدة، من بين أمور أخرى، يمكن أن يتداخل مع التجارب السريرية الضرورية لتطوير اللقاحات التي يحتاجها مواطنو الولايات المتحدة وغيرهم في العالم، موضحاً أن الانسحاب قد يؤدي إلى صعوبة العمل مع الدول الأخرى لوقف الفيروسات قبل وصولها إلى الولايات المتحدة.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي فتحت تحقيقاً في 27 يونيو، في قرار ترامب حجب التمويل عن منظمة الصحة وأمهلت وزارة الخارجية أسبوعاً لتقديم معلومات عن القرار في الوقت الذي يواجه العالم جائحة كورونا.

وقال النائب الديمقراطي إليوت إنجيل رئيس اللجنة في رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، إن منظمة الصحة «تعاني أوجه قصور» وإنه سيؤيد إجراء إصلاحات.

وأضاف «ولكن من المؤكد أن قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي يواجه في العالم المأساة الناجمة عن كورونا ليس هو الرد».

شارك الخبر

شاهد أيضاً

جراء خروقات إسرائيلية.. حظر انتقال السكان جنوب لبنان

المكلا (حضارم اليوم) متابعات أفاد مراسل “العربية” و”الحدث”، الجمعة، بأن قوات إسرائيلية أطلقت النار من …