تخيلت هذه الجملة مانشيتاً لصحيفةٍ ما، تصدر غداً، بعد أن شاهدت صور الناس في الشارع هذا اليوم، وما قوبلت به من حملة انتقاد عامة، ودعوات ناصحة للاحتراز ، فالوباء موجود موجود، ومعزز بحميات أخرى قاتلة أيضاً، و المقابر مفتوحة.
لم يعد وصف الانغماسى دالاً فقط على أي تكفيري متطرف ناقم ينغمس في تجمعات الأعداء بحزام ناسف، ليوقع أكبر عدد من الضحايا، ولكنه يدل أيضاً، الآن، على أي فرد في أي تجمع عام في زمن كورونا، فهو يؤدي النتيجة نفسها، مع علمه بإمكانيات بلاده الضعيفة في مواجهة الوباء الذي كشف حال أكثر الدول تطوراً وإمكانية.
عجباً، كأن البعض لن يصدق أن هناك وباءً يتخطف الأرواح في البلاد إلا إذا رآه جهرةً، ولن يكون على يقين، ليقمعس في داره، إلا إذا التقط معه صورة (سيلفي) بثياب العيد!
الشوارع تقول (يا ضيقي). قال إيه؟ .. باخمري!
كأن أمهاتهم، أو زوجاتهم، أو أخواتهم، أو بناتهم، أو كثيراً منهم لا يجيدون إعداد الباخمري المنزلي بالحبة السوداء المميز !
أخشى أن تحكي الأجيال القادمة – لا سمح الله – عن أناس استخف بعقولهم باخمري الصباح، فخرجوا، زحاماً في زحام، ثم عادوا إلى بيوتهم، يكورنُ بعضهم بعضاً، وهم لا يشعرون، حتى أسماه من نجا تسمية وبائية محلية Bakhomri-20 !
رجاءً، أيها الطيبون، لا تستخفوا، فما بالبلاد طاقة لمزيد …